اليمن ليس اسماً لقبيلة ما أَو لجغرافيا بجهاتٍ أربع وحدود بريّة وبحرية تفصلها عن جيرانها بل هي واقع هي دين هي عقيدة هي هُوية دين وقيم وعروبة هي وطن وهي إنسان ذو إيمان وحكمة فاصلة وفقهٍ قويم وهي جغرافيا أرض وسماء ومياه طاهرة عربية أصيلة.
فمنذُ فجر الإسلام وبعثة رسول الله كان أبناء اليمن يترقبون ظهور خاتم الأنبياء المخلص والرحمة المهداة من الله ليخرجهم من ظلمات الجهل والتخلف إلى نور البصيرة والإيمَـان.
فكان أن اعتنقوا الإسلام شامخين في مثل هذه الأيّام المباركة والتي تمثل عيداً إسلامياً يحق لنا أن نتفاخر بالجمعة الأولى في شهر رجب من كُـلّ عام الذي يصادف الفجر الأول لدخول اليمن الإسلام تلبية لله واستجابة لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وطاعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام-.
فمع وصول الإمام علي إلى اليمن سرعان ما استجاب اليمنيون لدعوته عن رسول الله إلى الإسلام فقد كانت نظرتهم نحو المستقبل الزاخر بالإيمان والمفعّم بالصلاح والتقوى ليسلم اليمانيون عن بكرة أبيهم ليمثل هذا اليوم “جمعة رجب” مناسبة ذات أهميّة كبيرة وهي عيد من أعياد الله لما تعبر عن الهُوية الإيمَـانية لنا كشعب يمني مسلم محافظ على الهُوية الإيمَـانية فيها دخل اليمانيون دين الله أفواجاً فتهلل وجه رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- فرحًا بإسلام أهل اليمن.
ولهذا الهُوية الإيمَـانية هُوية يمانية شعب وقيادة ودين وعقيدة منهاجًا نسير عليه ودربًا نسلكه وكنزًا نحافظ عليه وموقف نعتز به نعتز بإسلام اجدانا نعتز بإسلامنا بأصالتنا بهُويتنا وقوميتنا العربية والإسلامية وهي حضارة وتاريخ نُفاخر به بين الأمم نعانق مجد الأوس والخزرج من ناصروا وآووا رسول الله ولنا فيه وفيهم وفي الإمام علي وأعلام آل البيت القُدوة الحسنة.
وبعد إسلام اليمن الذي قابله فرح كبير وتهليل وحمد لله من قبل رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين- الذي سجد لله شكرًا مستغفرًا ثانيًا عليه مادحًا اليمن بأهل الحكمة والإيمان والفقه والتوحيد وأهل النصرة والعون والمدد والسند والباب الذي فُتح دونما عناء يُذكر.