إن الحرب الاقتصاديّة الظالمة على الشعب اليمني هي حرب أمريكية بامتيَاز حالها كحال الحرب العسكريّة، وأمَّا النظامان السعوديّ والإماراتي ليسَا إلا جُنديَّين تابعَينِ لأمريكا ينفذان الخطط التي ترسمها لهما؛ فهما لا يستطيعون الخروج عليها أَو مخالفة أمرها أَو حتى مناقشة توجيهاتها.
وكلنا نتذكر ما قاله السفير الأمريكي بصريح العبارة لرئيس الوفد الوطني أثناء مفاوضات الكويت أنه سيجعل العملة الوطنيّة لا تساوي الحبر الذي تطبع به.
بعد ذلك بفترة قصيرة تم نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وهنا بدأت الحرب الاقتصاديّة على اليمن بشكل فعلي، وبدأت معها معاناة اليمنيين أَو بالأحرى اشتدت معاناتهم؛ فمع تشديد الحصار حُرموا من مرتباتهم التي هي حق من حقوقهم والتي كانت تصرفها صنعاء قبل نقل البنك المركزي إلى عدن، وبالرغم من وعود حكومة الفنادق بصرف مرتبات الموظفين في الشمال والجنوب إلا أنه لم يتحقّق شيء من تلك الوعود العرقوبية.
بل حدث ما هو أفظع من ذلك وازدادت المعاناة، خاصةً في الأراضي المحتلّة؛ نتيجة لطباعة المليارات من العملة الجديدة دون تأمين، وكان مستوى تأثير هذه الخطوة أقل في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى.
عندما نطالب بصرف المرتبات لكل الموظفين اليمنيين العسكريين والمدنيين نحن نريد صرفها من عائدات نفطنا وغازنا التي تذهب إلى البنك الأهلي السعوديّ، ولسنا نريد أن يتصدق بها علينا أحد، ولا أن يكون لأحد مِنةٌ علينا، لا السعوديّ ولا الإماراتي ولا حتى الأمريكي؛ فالثروات الكامنة في أحشاء بلدنا تكفينا وتكفي أبناءنا من بعدنا، وطبعاً الاتّهامات التي يسوقها تحالف العدوان ومرتزِقتهُ لحكومة صنعاء في هذا الشأن؛ إنما هيَ بهَدفِ ذرّ الرماد على العيون، ولم يعد أحد يصدقها إلا من يعملون في خدمة العدوان أَو أصحاب القلوب السوداء التي مُلئت بالحقد على أنصار الله وبقية الأحرار والشرفاء.
على تحالف العدوان ومرتزِقته ومن خلفهم الأمريكي أن يعلموا أن معاناة شعبنا لا يمكن أن تستمر؛ فثقتنا بالله وبقيادتنا وبقواتنا المسلحة كبيرة جِـدًّا، وأنه قد حان الوقت الذي يدفّعهم شعبنا فيه الثمن.