الشعب اليمني بطبيعته يأبى الذل والضيم والاستسلام للأعداء ويواجهُهم بكُلِّ قوة وإيمَـان، وفي النهاية يتغلَّبُ عليهم ويجعلُ من بلاده مقبرةً لهم، فلم يَحِدْ عن هذا الخيار لا في الماضي ولا في الحاضر، وأبرز مثال على ذلك صموده الأُسطوري أمام عواصف العدوان السعوديّ الإماراتي والتصدي لها، وبالرغم من عدم وجود تكافؤ في القدرات العسكرية والاقتصادية وغيرها إلا أنه استطاع أن يُلحِقَ بقوى العدوان الهزائمَ المنكرةَ والخسارةَ الفادحة، ولم يبقَ أمامه إلا قطفُ ثمار صموده وجهاده المقدَّس، لكن الغريب أننا نرى من يريد الانحراف في الساعة الأخيرة قبل النصر، غيرَ مكترث للنتائج المترتبة على فعله هذا ولا مدركٍ لما يُحيكُه الأعداء من مؤامرات خطيرة في مستويات مختلفة، هدفها حرمان هذا الشعب اليمني من تحقيق السلام والانتصار والاستقلال الكامل.
مع تكثيف الأعداء لمؤامراتهم الرامية لإبقاء الشعب اليمني يدور في دائرة مفرغة لا يستطيع الخروجَ منها، لا بُـدَّ من تفعيل الحِسِّ الوطني والتنبّه لخطورة هذه المؤامرات، وخُصُوصاً في الوسط السياسيّ والإعلامي؛ فقد بدا من الواضح في هذه المرحلة بالذات أن الكثير من السياسيين والإعلاميين يميلون مع رياح الأعداء أين ما مالت، وبدلاً عن التوجّـه للتصدي لهذه المؤامرات يسخرون منابرَهم وأقلامهم في خدمة الأعداء، سواءً بقصد أَو بدون قصد، ومهما كانت الدوافع والأسباب لا يمكن أن تُبرَّرَ الخيانة.
هنا لا بُـدَّ من الإشارة إلى أنه لا بُـدَّ للشعب اليمني أن يحقّق لنفسه السلامَ المشرِّفَ والعادلَ مهما طالت سنوات الحرب، وتنوعت مؤامرات الأعداء، فلا تخاذل المتخاذلين، ولا عودة العائدين من منتصف الطريق سيغيّر من هذه الحقيقة شيئاً؛ فقد فشلت من قبلُ التحالفات الدولية والقرارات الأممية وفشلُ تلك المؤامرات هو فشلٌ للأمريكي والبريطاني؛ فهم من يقفون وراءها.