انظروا إلينا بالمقياس الوطني الكبير، وبحجم الحضور والتأثير، العابر إلى الإقليم وهذا العالم الكبير، وعلى قاعدة: عش محلياً وفكر عالمياً.
كم ناشط على وسائل التواصل يحظى بملايين المتابعين من شتى الدول، ويهتم فيما يهتم بالشأن العربي والعالمي! ولماذا قد يهتم بشأننا من لا نهتم بشأنه؟!
ألا نشبه صبية الحي في دائم حديثنا بيننا وعنا، وعراكنا القديم الجديد حول فتات تفاصيل يومياتنا؟!
والأهم بكثير: أين حضور مفكرينا وأدبائنا وأكاديميينا ومهندسينا ورياضيينا... إلخ؟!
لماذا لا نكاد نمتلك أسماء، أفراداً أو فرقاً أو مجموعات وكيانات، نفخر بها ونفاخر برصيد إنجازاتها وما راكمته من قيمة علمية أو ابداعية وفنية، في سباق وسياق التنافس الحضاري بين الشعوب والأمم؟!
لا شك أنهم هنا وهناك، فلسنا أقل من الغير إن لم نكن أفضل!!
ربما لأننا ببساطة لا نجيد صناعة ودعم وتقديم وتسويق رموزنا، بل لعلنا كنا سبباً في إعاقتها وجرها إلى الأسفل بدوافع التقزم السياسي والمناطقي، أو جهالة الغيرة العمياء من أن يصبح أحدنا أفضل منا!
نعم، ظروفنا كارثية؛ لكن الأوقات الصعبة تصنع أناساً أشداء، والقوة -لمن يمتلك الفكر- ليست فقط بندقية!
إن كان الإنسان -كما نقول- ثروتنا، فأين إنساننا؟! وما بالنا لسنا رافعته كلما رددنا: رددي أيتها الدنيا نشيدي؟!
* نقلا عن : لا ميديا