سياسةُ العدوان ما تزال ثابتةً ومخطّطاتُه غيرَ متوقفة، وقواه واحدةً، مهما تباينت، وجميعُ أبناء اليمن أهدافُها، بشكلٍ أَو بآخر، كُلُّنا أمامَه واحدٌ -مدنيين وَمقاتلين، عُمَّالًا وَمزارعين- كُلُّنا واحدٌ أمام العدوان، شيوخُنا الطاعنون في السن، أطفالنا الرُّضع الصغار، لا فرقَ بالنسبة له، كما قتلنا بالغارات والحصار معاً، سيواصلُ ذلك بالأخير ودون أن يسألَ أَو يدقِّقَ في خانة الطائفة والمذهب والمنطقة والمناوئ له والمرحِّب به والمهادن وَالمحايد.
هذا هو العدوُّ الواحد: جاء من الشمال أَو الشرق أَو من الجنوب، من البحر أَو البر أَو الجو، وَميدان المواجهة معه مفتوحٌ، كُـلّ مساحة محتلّة ونقطة تماس وأرض تطل عليه أَو يطل عليها ولم يحتلها بعدُ، كُـلّ منزل لا نريد أن يتهدَّمَ على أهله، وكلّ متجر لا نريد أن يتوقف صاحبُه عن ارتياده، وكلّ شارع لا نريد لحركته أن تقفَ، بدءًا مما يُحَاذِي رأسَ فرتك -محافظة المهرة- وحتى ما بعد طقفاش -“جزيرة” محافظة الحديدة-، ثم الميدان بعد ذلك فسيح يمتد في دول المعتدين، الهدف واضح وبيّن، نحمي الأرض والعرض، نندفع وَنستبسل وندافع ولو كَبُرَت التضحية، ونهاجم فنهزم العدوّ والعدوان والمعتدين، نحرّر الأرض والثروة، ولا مجالَ أن نستكين ليقتلَنا العدوُّ ونضيفَ لقوته قوةً ستحصُدُ في الغد أجيالَنا ويستعبدها ويذلها دائماً.
الحوار الوحيد بيننا وبين العدوّ أُهدِرَت أيامُه على امتداد أكثرَ من عام، ظلت لُغتُه فيه التقطيعَ لأوصال بلادنا وأرضنا ونهبَ ثروتنا وتوسيعَ امتداد المجاعة في أوساطنا دونَ تمييز أَو انتقاء.
أمامَ مثل هذا العدوّ والمعتدين، وَأمامَهم فقط، يُثْبِتُ الرجالُ رجولتَهم وَالأحرارُ حُريتَهم، وفي هذه المعركة يصبحُ القتلُ رسالةً والموت واجباً، وَيكتسب الدم قدرة القنابل والصواريخ على الاختراق، وفي هذه المعركة تسمق الحقيقة وَتدوي، المصير واحد، مصير الكل من المهرة إلى صعدة، فيا أحفاد الأنصار وَيا حَمَلَةَ الإيمان والرسالة، يا أهلَ النخوة وَالكرامة لنواصِلْ ملاقاةَ المعتدين ومنازلتَهم في كُـلِّ ميدان ومجالٍ، ولنستعدْ لجولةٍ حاسمةٍ جميعاً، ولنكُنْ على أُهبةِ الاستعداد والجُهُوزيةِ والانتظار لإشارة السيد القائد -يحفظُه الله-.