بيان القوات المسلحة اليمنية الصادر يوم التاسع من كانون الأول/ ديسمبر يشير إلى أن مياه البحرين العربي والأحمر باتت محرمة على كل السفن المتوجهة إلى الكيان أيا كانت جنسيتها وملكيتها ما دام الغذاء والدواء لا يدخل إلى غزة.
الغذاء والدواء مقابل الغذاء والدواء، وهي معادلة جديدة إلى جانب معادلة استهداف منشآت الكيان في الأراضي المحتلة وسفنه في البحرين العربي والأحمر إلى أن يوقف عدوانه على الفلسطينيين.
معادلات واضحة ومحددة بدقة ولا تقبل التأويل والتدليس الذي تمارسه أمريكا بتصريحاتها، وآخرها التصريح بأن الأنصار أعلنوا استهدافهم لكل سفن العالم، دون أن يذكروا أن القوات المسلحة اليمنية حددت السفن المستهدفة وهي «السفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني»، وأيضا دون أن يذكروا أن هذا الموقف التصعيدي مرتبط بحق إنساني متمثل في ادخال المساعدات.
أفشلت القوات المسلحة اليمنية تحايل الكيان في استخدامه لسفن أخرى، وتجاوزت التمويه والتتويه الصهيوني بأن هناك جسراً برياً من الإمارات إلى الكيان، فالجسر البري لن يحل المشكلة إلا إن كان عبر سكة حديدية وبضاعة تحملها قطارات، وبالتالي فالجسر الحقيقي المنقذ كما كان مخططاً له هو جسر بحري باستخدام سفن غير تابعة للكيان يتم من خلالها استئناف تجارة الكيان وكذا وصول الدعم والمساعدات من كل الدول المتحالفة معه.
وقرار السيد القائد استهداف كل السفن المتوجهة إلى الكيان يعتبر الرصاصة الأخيرة في جسد الملاحة الصهيونية.
الموقف اليمني موقف إنساني، باعتباره مرتبطاً بالانتهاكات التي يمارسها كيان العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين، سواء من ناحية منع دخول المساعدات أو المجازر والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين في غزة.
مع العلم أن هذا التصعيد ليس أقوى وآخر الخيارات الاستراتيجية، فقد تتخذ القيادة الثورية قرار منع كل السفن التابعة للدول الداعمة للكيان الصهيوني من المرور في البحرين العربي والأحمر حتى لو لم تكن متوجهة إلى الكيان في حال استمر التصعيد الإجرامي بحق إخواننا الفلسطينيين بتواطؤ ودعم أمريكي بريطاني وصمت عربي مخجل ومعيب.
بمعنى أنه ربما يأتي اليوم الذي تكون فيه مياهنا محرمة على كل الدول الداعمة للكيان حتى ولو لم تكن متوجهة إلى الكيان.
وكما أن الموقف واضح فالحلول أيضا واضحة، وتتمثل في كف الأذى عن فلسطين، هذا هو الحل الوحيد لتهدئة الغضب اليمني.
ولنا في حل قضيتنا مواقف قادمة لن تكون أقل وطأة على السعودية والإمارات مما تجرعه الكيان في حال لم تجنح السعودية للسلام وتتوقف عن ممارسة أسلوب المراوغة والمماطلة والمقايضة في حل القضايا الإنسانية تمهيدا للوصول لحل نهائي وشامل.
والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا