تغيَّرت المعادلات، وانقلبت الموازين، وزُلزلت الأرض زلزالَها، وستخرج عما قريب أثقالها، وأصبح الجيش الذي لا يُقهر مقهورًا ذليلاً، وهيبتُه مُداسةً تحت أقدام مجاهدي حركات المقاومة الفلسطينية، وبدأ زمن الانتصارات وولّى زمن الهزائم، ولم يبقَ أمام كيان العدوّ أي خيار إلا إعلان الهزيمة والاستعداد للرحيل من أرض فلسطين؛ فما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وعلى كيان العدوّ إدراكُ ذلك؛ فهذه العملية مختلفة ومتميزة عن سابقاتها بأشياء كثيرة أهمها:-
أولاً: عنصر المباغتة؛ إذ استطاعت حركات المقاومة امتلاكَ عنصر المفاجأة الذي شَلَّ حركة جيش العدوّ وخلط أوراقه وجعله عاجزاً عن فعل أي شيء يجعله يستعيد زمام المبادرة ويتحكم بمجريات المعركة، وهذا أثبت ضعفَ المنظومة الأمنية وأجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة.
ثانياً: تطوير وتغيير التكتيكات.. طورت حركات المقاومة تكتيكاتها على جميع الأصعدة، وانتقلت من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم وهذا سبَّب صدمة كبيرة جِـدًّا لكيان العدو.
وعلى عكس الجولات السابقة كانت خسائر العدوّ الإسرائيلي كبيرة، على مستوى الخسائر البشرية وكذلك المادية.
انطلاقاً من كُـلّ ما سبق يجب أن تكونَ هذه العملية وما حقّقته من نجاحاتٍ أرضيةً صُلبةً يتم البناءُ عليها والتحَرُّكُ منها إلى جولات أُخرى أكثرَ فتكاً وبأساً على كيان العدوِّ؛ حتى تجبرَه على الاستسلام للواقع الذي يحتِّمُ عليه الرحيل من كامل أرض فلسطين، وكذلك يجبُ الحذرُ من تكتيكات وسياسات العدوّ الإسرائيلي التي تقومُ على الخداع والمراوغة.