ها أنت أتيت لتكون غوثا و ملاذا، جئت لتغسل روحي المتعبة و تسكب عليها من برد سكينتك و تفيض عليها من غيث جودك،،، جئت لتكون زادا استقوي به و منهلا ارتوي منه.
ستسمعني مطولا و مطولا و أنا أبث إليك شكواي، و أرمي بين حنايا صدرك الرحب حمل عنائي و ثقل خطوب ألمت بي....
فأنت مثلي لن ترى مجددا ذالك الطفل الذي ألف أن يعلق فانوسا أمام داره فرحا بقدومك،،،، و ستحن لتلاوة ذاك الشاب الذي اعتاد أن يرتاد ذلك المسجد و يعتكف في لياليك،،،، و لن ترى مجددا ذاك الشيخ البشوش الذي كان يوزع حبات التمر على المارة قبيل أذان المغرب،،،، و لن تسمع دعاء تلك الأم الذي كان يزين أسحارك....
لن تراهم عند قدومك إلي هذا العام لأن يدا آثمة بطشت بهم.
فمصابك كما هو مصابي بفقدهم عظيم غير أن ثقتي و رجائي بمن مثلهم بين ثنايا خافقي كبير فبهم ستظل جذوة روحي متوهجة فلن تخمدها أيادي العابثين و لو كثرت أو تحجب ضياء شمسها نكر أفعالهم و لو استنفرت ففلذات روحي قد مدوا حبلا موصولا إلى صاحب العزة و القوة و الجبروت و منه يستمدون الصبر و به سيلهمون النصر و سيؤيدون بالغلبة.
ستأتي لتعطر أنفاسي من نفحاتك،،،، و لتسكن نفسي في تراتيل أسحارك،،،، و لتنسيني أوجاعي في رحاب روحانياتك.
أتيت لتطفي في أبنائي فواجعهم و تنتشلهم من هموم مصائبهم و تشدهم إلى حبلهم الموصول أكثر و أكثر.
ستطل قريبا على أرضي التي غرقت بدماء أبنائي و تدثرت بآهات من ظلوا على ترابها الغالي أبنائي يا رمضان في شوق للقياك كما أنا يمن الصمود و العلا أتحرق شوقا لقدومك فأهلا و سهلا بعزيز اشتاقت له النفوس و تهللت بمقدمه المحايا.