في 4 مارس 2015 قام بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ليخطب أمام الكونجرس الأمريكي في العاصمة واشنطن قائلا *"الحوثيون بدعم إيراني يسعون لاحتلال اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب"*
بعدها بـ22 يوميا فقط في 26 مارس 2015 تحديدا أعلن السفير السعودي عادل الجبير من نفس العاصمة واشنطن بداية عاصفة الحزم بتحالف عربي لإعادة الشرعية في اليمن وبدأوا بقصف العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الكبرى..
مرت سنوات العدوان والقصف والحصار ثقيلة لكن لعل أسوأ ما علق فيها بالذاكرة هو تجاهل الشارع العربي التام لمُصاب اليمن وتكالب التحالف عليه بالمجازر والحصار والتجويع والإفقار وهو شعب عربي عزيز كريم حيث لا يُذكر موقف مشرف سوى موقف السيد حسن نصر الله..
من بين الأنقاض وتحت الركام ورغم الحصار والمرتزقة والدمار والتآمر العربي بقي اليماني شامخا معتزا بنفسه وعروبته ودينه ثم بتاريخ 14 نوفمبر 2023 وعلى خلفية المجازر الوحشية ضد أهل غزة بتواطؤ عربي ألقى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطابا تاريخيا خارج السياقات السياسية والحسابات المادية والدنيوية أعلن فيه *إغلاق مضيق باب المندب* أمام السفن الإسرائيلية لينتهي إلى حيث بدأ نتنياهو خطابه المشؤوم عام 2015 ليؤكد السيدُ القائدُ أن بالجهاد وبالصبر وبالشهادة يتحقق وعدُ الله *"وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِیَ فِرۡعَوۡنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَحۡذَرُونَ"*..
لقد استخدم السيد القائد لفظ "سننكل بهم" وهو يتحدث عن العدو الإسرائيلي مُستخفّا بجبروته واستطالته على الأقزام من الحكام العرب.. وهل هناك قوة أو عِزّة وصلت إلى هذا المستوى؟ وكيف يمكن لطاغوت أن يهزمها وهي تسترشد بالقرءان وغاية مُناها هي الشهادة؟
خاطب السيد الأمةَ جمعاء معاتبا بشأن غزة التي خذلها المسلمون وتركوها وحيدة للعدو يعبث بها كما يشاء قصفا وزحفا - جوعا وعطشا مُنطلقا في عتابه من بيان أهمية الشهادة في سبيل الله ولصوقِها بنهضة الأمة وخطر التهرب منها ثم خلص من هذه المقدمة إلى النتيجة التي لا تستوعبها الحسابات الدنيوية حيث يتم الركون إلى الله وحده الذي وعد المجاهدين الصابرين بالتأييد وتكفل هو بالنصر..
وسيرا على هدى أخيه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي من أهم أهداف السيد القائد في هذا الخطاب كان كسر الحدود المصطنعة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة فما يُصيب الموريتاني يُصيب الماليزي لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، فكيف يُفعل بفلسطين كل هذا وهي قلب المسلمين النابض ومسرى نبيهم العظيم؟
بهذا الخطاب التاريخي الذي لا يقل أهمية عن تأميم قناة السويس سيتجاوز السيد عبدالملك الساحة المحلية والحدود اليمنية ليُدشن دورا عربيا إسلاميا قادما لأنصار الله لا بد ان يكونوا مستعدين له..
في ختام هذه الخواطر ندعو الله تعالى ان يحفظ السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأن يُعزّه وينصره ويسدد خطاه.. نفخر به ونشمخ أننا يمانيون ونستعين بالله العلي القدير.