|
سلسلة روائع الأدب اليمني.."5"الشاعر إبراهيم طلحة
بقلم/ حسن المرتضى
نشر منذ: سنة الخميس 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:27 ص
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (5) الشاعر إبراهيم طلحة .. إعداد حسن المرتضى
روائع شعرية للشاعر إبراهيم طلحة
(باب المندب وغزة)
سيضيقُ صدرُ مضيقِ بابِ المندبِ
ذَرعًا إذا مَرَّ الدَّخيلُ الأجنَبي
هذي شواطِئُنا وهذا بَحْرُنا
مِلْكِي ومِلْكُ ابْنِيْ وإرثي مِنْ أبي
أغلِقْ ممرَّاتِ المِلاحَةِ كُلَّها
يا شعبَنا الحُرَّ الأبِيَّ اليعرُبي
قُل للمغاربِ: لا سبيلَ لمشرِقٍ
قُل للمشارقِ: لا سبيلَ لمغرِبِ
نَصرًا لإخوتنا بغزّةَ، وَقْفَةً
معَ أهلِنا في قُدسِنا مسرى النّبي
(بما تشتهي اليمن)
لَا رِيْحَ تَجْرِيْ على مَا تَشْتَهِيْ السُّفُنُ
عَبْرَ الْبِحَارِ إذَا لَمْ يَأْذَنِ الْيَمَنُ
الرِّيْحُ تَجْرِيْ رُخَاءً حَيْثُ وجْهَتنا
وَكُلُّ وجْهَةِ حَقٍّ عِنْدَنَا وَطَنُ
نَحْنُ الْيَمانُوْنَ، يا إخْوَانَنا، مَدَدٌ
لَكُمْ، إذا هُوَ جَارَ الْوَقْتُ والْزَّمَنُ
دَوْمًا مَواقِفُنَا فِيْ صَفِّ إخْوَتِنَا
قد مَسّنا حَزَنٌ إذْ مَسَّهُمْ حَزَنُ
وما اسْتكانَ بَنُو الأنصارِ قَطُّ لِمَا
أصَابَهُمْ فِيْ سَبيْلِ اللهِ أوْ وَهَنُوا
إنَّا فِدَى القُدْسِ أولى القِبْلَتَيْنِ، فِدَى
قطاع غَزَّةَ، يا صنعاءُ، يا عدَنُ
(سيف العروبة)
سَيف العروبة - في الأساسِ - يماني
فاضرب من الأعداء كل بنانِ
لم نَنْسَ في اليمنِ الروابط بَيْنَنا
وأخُوَّةَ الإسلامِ والإيمانِ
ما سُمّيَ السَّيف اليماني صدفةً
بل صيغت الألفاظ وفق معاني
(غضبة اليمنيين)
وإذا غَضِبنا غضبةً يمنيَّةً
فعلى السَّما والأرضِ أنْ تَتَأَهَّبا
عصبيَّةٌ يمنيَّةٌ عربيَّةٌ
وتَقُومُ قائمةُ القيامةِ مِنْ (سبا)
تستنفرُ الدُّنيا ويفزَعُ أهلُها
وكأنَّهُمْ يتساءلونَ عَنِ النَّبا
حقٌّ علينا أنْ نُنَكِّلَ بالعِدا
ويحقُّ للثَّقَلَيْنِ أنْ يتعَجَّبا
(قضيتنا القدس)
القُدْسُ كانَتْ وما زالتْ قَضِيَّتنا
هِيَ القَضِيّةُ مُذْ تَكٌوينَةِ الطّينِ
وَمُذْ وُلِدنا نَشَأْنَا مِنْ طفولتِنا
وَفَوْقَ أكتافِنا الشّالُ الفِلَسطيني
(من الوجع الأقصى إلى المسجد الأقصى)
كَفَرْقٍ بينَ أنْوَاعِ الفراقِ
يَكُونُ الفَرْقُ أثْناءَ التَّلاقي
"تَبَيَّنَ مَنْ بكَى مِمَّنْ تَبَاكَى"
وَمُرّ الطَّعْمِ مِنْ حلوِ المَذاقِ
تَبَيَّنَ أنَّ بَيْنَ البَيْنِ فَرْقًا
كما بَيْنَ اشْتِيَاقٍ واشْتِيَاقِ
تَبَيَّنَ أنَّ لِلمعنى سياقًا
وأنَّ اللَّفظَ في نفسِ السّياقِ
تَبَيَّنَ أنَّ شيئًا ما كَشيءٍ،
"وألاّ شيءَ غير الله باقي"
تَبَيَّنَ أنَّنا عَرَبٌ بِحَقٍّ
تَوافقنا على عدم اتّفاقِ!
وأقصى ما نُقَدِّمُهُ لِبَعضٍ
وللأقصى تواقيعُ المآقي!
فسُبْحَانَ الَّذي بالأمسِ أسرى
إليهِ بِعَبْدِهِ فوقَ البُرَاقِ
وأمَّا اليَوْمَ فالأقصى حزينٌ
وفيضُ الحُزْنِ قد بلغَ التَّراقي
ترى الأحزانَ من يَمَنٍ لنَجدٍ
ومن موريتانيا حتى العراقِ
رفاق الدّرب.. إخوان القضايا..
على الإخوانِ نَأسى والرّفاقِ
وكَمْ تَبكي العروبةُ مِن بنيها
وقد مردوا على طَبعِ النّفاقِ
إذا ضَلَّ السَّبِيلُ إلَيَّ قَلبِي
أظَلُّ معَ القصيدَةِ في عناقِ
(سَلِّمْ على أكنافِ بيت المقدسِ)
سَلِّمْ على أكنافِ بيت المقدسِ
حيث الرِّجَال حُماة كلّ مقدَّسِ
هُمْ درعها من نيلِها لفُراتها
ومن الخليج إلى المُحيطِ الأطلسي
(إلياذة الإسراء)
سُبحَانَ مَن أسرَى بِرُوحي الآنَا
سُبحَانَهُ سُبحَانَهُ سُبحَانا
اعزِمْ مِنَ اليَمَنِ السّعيدِ مُوَدَّعًا
بِاللهِ، وَارْمِ وَرَاءَكَ الشَّيطانا
وانْظُر إلى الأُفُقِ البعيدِ لَرُبَّما
سَتَرَى الملائكَةَ الكِرامَ عَيَانا
في القُدْسِ أذَّنَ للصَّلاةِ مُؤَذِّنٌ..
صوتُ الأَذَانِ يُشَنِّفُ الآذَانا
فاسْمَع مِنَ القدسِ الشّرِيفِ مُنَادِيًا
يروي الحدِيثَ ويَقْرأُ القُرآنا
أسْرِجْ (بُرَاقكَ) فِي طَرِيقِ (مُحَمَّدٍ)
واحْمِلْ مِنَ الزّادِ: التُّقَى.. الإيمَانا
وهُنَاكَ فِي الأقصى تَقَصّ قصيدَةً
قُدسيّةً وامْلأْ بِها الأكْوَانا
واقْصُصْ عليهِمْ قِصَّةً أبطالُها
كانوا ويا ما كانَ.. يا ما كانا
قُل لِلْخَليلِ: الخِلُّ خَلَّى خِلَّهُ...
آهٍ.. ونادِ القدس: يا أقصانا
وَأضِفْ وقُلْ للضّفَّةِ: الضَّيْفُ الذي
أبْكَى عُيُونَكِ يطلُبُ الغُفْرَانا
قُل للقطَاعِ قطَاعِ غَزّةَ : إنّنا
بعْنَا بِبَخسٍ أرضَنا وسَمَانا
والأوْلِياءُ تقرَّبُوا زُلْفَى بِنَا
للغَربِ، باعوا الأرضَ والإنْسَانا
لا (مَازِنٌ) بَعْدَ الذُّهُولِ لَهُ أَبٌ
تَبًّا لِـ(ذُهْلٍ) لَمْ يَرِثْ (شَيْبَانا)
كَلاَّ ولاَ (عَبْسٌ) تَوَلَّى عَابِسًا
أنْ لَمْ تُصِبْ ثاراتُهُ (ذُبْيانا)
فَدَمُ العُروبَةِ بارِدٌ وكأنَّما
سَنَذُوقُ مِنْ هذا الرَّدَى ألْوَانا
لكِنّ بَعْضَ المَوْتِ فِيهِ كَرَامَةٌ..
ماتَتْ "كَرامَاتُ الوَلِيِّ" هَوَانًا
عُد ثُمّ قُلْ: (عَكّ بْنُ عَدنَانٍ) رَأى
(عكّا)، و(رام الله) في مَرْمانا
عَرِّجْ عَلَى (الأردُنّ)؛ فالأُردُنُّ مِنْ
أجْلِ العُرُوبَةِ سَخّرَتْ (عَمَّانا)
وإذَا نَزَلْتَ (دِمَشْقَ) شُمَّ تُرَابَها
والياسَمِينَ وَرَوْحَها الرّيْحانا
قَبّلْ تُرَابَ الأرضِ وابْكِ دَقِيقَةً
واستَلْهِمِ التَّارِيخَ والأزْمَانا
أنْصِتْ وقُلْ: يا شَامُ، أنْتِ تِلاوَةٌ
أزدَادُ في قلبي لَهَا اطْمِئنانا
مِنْ حيثُ كُنتَ فَوَلِّ قَلبَكَ شَطرَهَا..
قَبِّلْ كثيرًا (سوريا).. (لُبنَانا)
وإذا رَحَلتَ لمٍصرَ فادخُلْ آمِنًا..
يا (مِصْرُ) جئنَا طالبينَ أمَانا
قولوا لمِصْرَ: النِّيلُ يَجري في دَمِي
"زَيّ الهَوا" هذا "الهَوَى نادانا"
قولوا لِقَاهِرَةِ (المُعِزِّ): نُعِزُّهَا
جِدًّا ونَعشَقُ مِصْرَ والسودانا
لِلمَغْربِ العَرَبِيِّ قُلْ: هِيَ ثَوْرَةٌ
شَرْقِيّةٌ غَربِيّةٌ أحيانًا
هِيَ ثَوْرَةٌ وُدِّيَّةٌ وَرْدِيَّةّ
عَبَثِيَّةٌ وَتُدَمِّرُ الأوْطانا
لم تُبْقِ لا أحَدًا ولا (أُحُدًا) ولا
(نُقُمًا) ولا "فَجًّا ولا (عَطَّانا)"
لم تُبْقِ لا وَلَدًا ولا بَلَدًا فقَد
طافَتْ كَمَا وِلْدَانِها البُلْدَانا
قُلْ للجزيرَةِ والخَلِيجِ: لِعِلمِكُمْ
مَهْما يَكُنْ سَنَعدّكُمْ إخوانا
ولأرضِ نَجْدٍ والحِجَازِ مَكَانَةٌ
أنْعِمْ بِنَجْدٍ والحِجَازِ مَكَانا
قُلْ لِلعِرَاقِ: لِأنّ حُبّكَ قد جرى
بِعُرُوقِنَا وتملَّكَ الوجدانا
فَلأنتَ (دِجْلتُنَا) وأنْتَ (فُرَاتُنَا)؛
مِنْ حُلْوِ مائكَ نَسْتَمِدُّ حَلانَا!
أرضُ العِرَاقِ نُحِبّها وتُحِبُّنَا..
"جَوَّبْت: ميجانا ويا ميجانا"!
سافَرْتُ فِي طُولِ البِلادِ وَعَرْضِهَا..
آنَسْتُ نارًا... أخْمِدُوا النّيرَانا!
وَمِنَ المُحِيطِ إلَى الخَلِيجِ يضُمُّنا
وَطَنٌ ويعزِفُ حُزْنَنا ألْحَانا
ارجِعْ إلى اليَمَنِ السّعِيدِ، وَقُلْ لَهُ:
حتّى السَّعَادَةُ تَكْتَسِي الأحزَانا!
*نقلا عن : المسيرة نت |
|
|