عبدالسلام: استقبال الإمارات لرئيس الكيان تشجيع لمواصلة جرائمه في غزة
عادل بشر / لا ميديا -
بينما يقود الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا ودول أوروبية، حرب إبادة في غزة، وسط صمت دولي وتخاذل عربي فاضح، تناقلت وسائل الإعلام، اليوم، صوراً تجمع قادة دولة عربية وإسلامية مع رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، في دولة الإمارات، على هامش مؤتمر التغيّر المناخي الدولي (كوب 28)، المنعقد في الإمارات، خلال الفترة من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الى 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023م، بمشاركة أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة.
وأظهرت صورة جماعية الرئيس الصهيوني وهو يتوسط رؤساء دول عربية وإسلامية بينهم قادة مصر والأردن وتركيا وفلسطين وقطر والبحرين والإمارات، ورؤساء حكومات ووفود من دول عدة.
كما تناقلت وسائل إعلام إماراتية صوراً منفردة لـمحمد بن زايد وهو يستقبل إسحاق هرتسوغ بحفاوة بالغة، تلى ذلك نشر وسائل إعلام صهيونية صورة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وهو يصافح الرئيس الصهيوني.
وجاء نشر الإعلام العبري لهذه الصورة بعد يوم من تناقل وسائل إعلام وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الرئيس الإماراتي برئيس الكيان الصهيوني، أثناء وصوله دُبي، أمس.
وقوبلت هذه الصورة باستهجان واستنكار واسعين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد الناشطون بن زايد على جرأته في استقبال رئيس الكيان الذي يقود حملة إبادة في غزة والضفة الغربية.
أمير قطر يصافح الرئيس الصهيوني
وفي ما يشبه الرد على الانتقادات وخصوصا تلك الموجهة من قبل ناشطين بارزين معروفين بولائهم لقطر وتركيا، نشرت وسائل إعلام عبرية صورة مصافحة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الصهيوني هرتسوغ، الأمر الذي فسره كثيرون بأن هذا النشر جاء بناء على طلب من الإمارات، بهدف تخفيف الهجوم الحاد عليها وفي ذات الوقت فضح من يزعمون الوقوف مع الشعب الفلسطيني.
وعلّق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة، في حسابه بمنصة إكس، على الصورتين بالقول: ربما نعي أكثر فأكثر ألّا فرق جوهري بين تيار التطبيع «السعودية والإمارات» وتيار التطبيع «تركيا وقطر». مضيفاً: «ربما الفرق الوحيد أنّ الأول يريد السلامة لـ»إسرائيل» ولسانه يقطُر سُمّاً في وجه الفلسطيني، والثاني يريد السلامة لـ»إسرائيل» ولسانه معسول في وجه الفلسطيني».
استنكار واسع
وفي هذا الصدد قال الناطق باسم «أنصار الله» في اليمن، محمد عبدالسلام، إن «استقبال الإمارات لرئيس كيان العدو الصهيوني، إدانةٌ سياسية وأخلاقية لها وتشجيعٌ للعدو لمواصلة جرائمه الوحشية بحق أهل غزة».
وأضاف عبدالسلام، في تغريدة على منصة إكس: «إن المناخ الإنساني ملوثٌ بجرائم إسرائيل ومن يشجعها ويساندها ويدعمها، وهذا ما يتطلب مؤتمرات لمواجهته ومكافحته والتصدي له بكل الوسائل الممكنة».
بدورها، استنكرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين «منح هرتسوغ الفرصة للمشاركة في مؤتمر المناخ الأممي المنعقد في الإمارات، في الوقت الذي يرتكب فيه كيانه وجيشه المجازر المروّعة وحرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، وتدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس، ولم تسلم منه حتى مقرات الأمم المتحدة».
وأشارت حماس إلى أنها كانت تتمنى على دولة الإمارات أن تبادر برفض دعوته، حتى وإن كان هذا المؤتمر مؤتمراً دولياً. فيما اعتبرت «الجهاد» استقبال رئيس الكيان المجرم، تشجيعا لهذا الكيان على مواصلة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.
وفد إيران ينسحب احتجاجا
في غضون ذلك، غادر وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابیان، والوفد المرافق له، مقر انعقاد المؤتمر، احتجاجاً على حضور مسؤولين من كيان الاحتلال الصهيوني.
وفي وقت سابق، أمس ، كتب الرئيس الصهيوني في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقًا): «في اجتماعات مع قادة العالم أعتزم رفع مطلب حازم بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة».
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن هرتسوغ سيعقد اجتماعات مع رؤساء الدول المشاركة في المؤتمر وخصوصاً الدول العربية والإسلامية، بهدف التحشيد لتعزيز موقف الكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية.
مخططات التهجير متواصلة
يأتي هذا فيما كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، اليوم، عن تفاصيل خطة صهيونية جديدة لتوطين سكان غزة خارج القطاع «طواعية» ونقلهم إلى 4 دول.
وبحسب الصحيفة فقد عرضت الخطة على مسؤولين كبار من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، ونالت مباركتهم، وسيتم الترويج لها مباشرة عقب الموافقة عليها.
وأشارت إلى أن المبادرة التي يرعاها علنا عضو مجلس النواب الأمريكي جوي ويلسون، تقضي بأن الولايات المتحدة ستشترط استمرار مساعداتها الاقتصادية لمصر وتركيا وحكومة الفنادق في اليمن والعراق بشرط خروج السكان من غزة وأن يستقروا في أراضيها.
وعليه تقدم الحكومة الأمريكية لمصر ما يقرب من 1.3 مليار دولار من المساعدات الخارجية، وحوالي مليار دولار لحكومة الفنادق في اليمن والعراق، فيما تقدم لتركيا أكثر من 150 مليون دولار.
وتفصل الخطة عدد سكان غزة الذين ستستقبلهم كل دولة: مليون في مصر، ونصف مليون في تركيا، و250 ألفا في العراق، و250 ألفا في اليمن.