محمد التعزي / لا ميديا -
انتظر كثير من الناس حقيبة وزارية، فما واتاهم الحظ، ولا أقول الحظ، وإنما لطف الله بهم، فأبعدهم عن فتنة الحياة الدنيا، فالوزارة ندامة يوم القيامة، وكان عمر بن الخطاب يعاني من إسناد المناصب إلى الورعين أهل التقوى، الذين كانوا يتظاهرون بالجنون حيلة منهم كيلا يسقطوا في بئر العجز عن الأداء الكبير وتحمل المسؤولية الخطيرة. أما الآن فطالبو المناصب العليا كثيرون، فهم يريدون اللحاق بأهل الثروة الذين كسبوها من دم الشعب وحقوقه المشروعة، مع وجود أناس من جنس سيدنا يوسف عليه السلام الذي طلب إلى عزيز مصر أن يجعله على خزائن الأرض "إني حفيظ عليم". كان هؤلاء الحريصون على الوزارة في حماستهم طلبة دنيا وحريصين على الدنيا.
نحن في هذه المرحلة نحتاج إلى قرار يصدر لأمر الشعب، وليس قراراً يصدره فرد نافذ. لسنا بحاجة إلى قرار يصدره زعيم، ويعاونه أو يشير به من يعرف مزاج الزعيم. عديد القرارات صدرت في ديوان مقيل دونما دراسة أو استحقاق، وإنما بدوافع شخصية وأهوائية ومزاجية.
نحن لا ننبش القبور قدر ما نقول للأخ رئيس الوزراء الجديد أن يتعظ من القبور إن نبشت، فالمرحلة صعبة، ولايزال اليمن الحبيب مسكوناً بعوامل مؤثرة ومحبطة، منها أمراض الماضي، طائفية وسلالية وشللية... الخ. والأخ الرئيس ابن اليمن يعرف مشكلاته والبيئة التي لا تختلف في الشمال عن الجنوب.
القرار في هذه الفترة يحتاج لشجاعة مناسبة وتنطلق من سياسة القائد حفظه الله والذي يدعو للتغيير والتحرير، فالأيادي المرتعشة كما قال جمال عبدالناصر لا تقوى على البناء. وهناك وزراء جدد محدثون دون تجربة كافية، فلا بأس أن يستشيروا ويفيدوا من تجارب الآخرين ولا يستنكفوا من النصيحة أو التوجيه.