منذ أن أصدر ‘ البيت الأبيض ‘ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعلان افتتاحها في أيار ‘ مايو ‘ الماضي، وعمليات التطبيع ‘ علنية ‘ بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني في تزايد مستمر .
الرئيس الأمريكي قال بشأن قرار نقل سفارتهم إلى القدس حينها أن الغضب العربي والإسلامي تجاه ذلك، سيستمر لبضعة أيام ، ثم سرعان ما يتراجع، وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، وهو ماحدث بالفعل .
لا اعتباطاً أو لمجرد المناورة والإستهلاك الإعلامي كان حديث ترامب، فقد سبقه خطوات تمهيدية لإعلان تطبيع الكيان الصهيوني مع عدة أنظمة عربية ، وتبادل العلاقات الدبلوماسية معها، التي ليست وليدة اليوم، بل تأتي بعد عدة مراحل وأشواطا طويلة، وعقود من التواصل عبر حبال التقارب السري .
لم يقتصر الأمر مع رحلة التطبيع على نقلها من مخبأها السري إلى العلن وحسب، بل وصلت حد إعلان الكيان الصهيوني عن مصالح استراتيجة مشتركة مع التحالف السعودي الإماراتي فيما يتعلق بالحرب الدائرة باليمن في إشارة إلى مضيق باب المندب، والملاحة في البحر الأحمر .
ما يجب على الشعوب العربية والإسلامية، هو إدراك هذا التطور الخطير ، ومضاعفة جهود تحصين عقول شبابنا منه ، ومن كل ما يجعل منطق التطبيع مع الكيان الصهيوني منطق متداول ويحمل قابلية الاقتناع أو حتى القبول ببعض الأجزاء منه ، لأن نفس العدو طويل ولن يقف في أول أو حتى بعد الألف محاولة لترسيخ هذا الواقع الذي يراد منا ان نتقبله ونعيشه .