«لا» 21 السياسي -
أولاً، وبلغة الأرقام، فإن المقارنة في العدوان على غزة غير متكافئة بين جيش نظامي مصنف ضمن أقوى جيوش العالم، وفصائل مسلحة تعتمد على ترسانة من الأسلحة المصنعة يدوياً، ينكشف البون الشاسع في خريطة أعداد الضحايا: قرابة 2000 قتيل في صفوف الاحتلال مقارنة بأكثر من 15 ألف شهيد فلسطيني نحو 70% منهم أطفال ونساء.
أبرز مكاسب المستوى العسكري:
- هدم أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، والقضاء على وهم التفوق العسكري الصهيوني.
- إسقاط جهازي الاستخبارات الصهيونية والأمريكية، بداية من فشل التنبؤ بعملية الاقتحام وعرقلة حدوثها، وصولاً إلى عدم القدرة على التوصل لأماكن اختباء الأسرى والرهائن وشبكة الأنفاق الخاصة بحماس.
- الكشف عن تواضع الترسانة التسليحية الصهيونية ووهم تفوقها التكنولوجي، حيث سقطت الآليات المتطورة بسهولة في قبضة المقاومة وتم تدميرها بشكل بدائي.
أهم منجزات المستوى السياسي:
- إحياء القضية الفلسطينية مرة أخرى بعد سنوات من محاولة طمسها، حتى تحولت إلى الحدث الأبرز الآن على الساحة العالمية.
- عرقلة ووقف قطار التطبيع.
- تعزيز الزخم العالمي تجاه القضية ودعم المقاومة والتعاطف مع غزة.
- تأكيد قدرة المقاومة على إحداث الفارق وأنها لاعب مهم في إدارة المشهد لا يمكن استبعاده مهما كانت المؤامرات والمخططات العربية والغربية.
- كشف النقاب عن ازدواجية الغرب وعنصريته في التعامل مع دولة الاحتلال والقضية الفلسطينية بعد سنوات من الخداع عبر الشعارات والمبادئ المزيفة.
- إسقاط الأقنعة عن الأنظمة العربية المتخاذلة وكشف الغطاء العربي الوهمي بشكل فاضح وإعادة ترتيب شكل المنطقة وفق معادلات وأبجديات جديدة.
- ترسيخ مفاهيم العدالة والسيادة والاستقلالية عند التعاطي مع فكرة حلحلة القضية الفلسطينية.
- إرباك المشهد الداخلي الصهيوني من خلال إحداث حالة من الانقسام والتفتت.
وبصرف النظر عن أي سيناريوهات قادمة بشأن مجريات العدوان على غزة فإن عملية «طوفان الأقصى» نجحت وباقتدار في تحريك المياه الراكدة في مسار القضية الفلسطينية مجهضة كل المؤامرات التي حيكت وتحاك لإنهائها عبر استراتيجية الموت البطيء وتعيد تشكيل معادلة التوازن والقوى وفق معطيات جديدة. بعيداً عن الخذلان الذي كان سيد الموقف لعقود طويلة.