تحوّلت السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر» المحتجزة على السواحل اليمنية منذ 19 تشرين الثاني الماضي، إلى مزار يقصده المئات من اليمنيين من مختلف المحافظات، يومياً، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. وعلى رغم أن السفينة ترسو على بعد أميال في المياه المحلية بالقرب من ميناء الصليف، وتُطبّق القوات البحرية وقوات خفر السواحل إجراءاتها الأمنية عليها، إلا أن تدفّق الآلاف من اليمنيين من صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى، لزيارتها، دفع السلطات إلى تنظيم العملية واستخدام قوارب صيد تقليدية خاصة في نقل الزائرين إلى السفينة العملاقة التي يتجاوز ارتفاعها 35 متراً ويبلغ طولها أكثر من 220 متراً، ويجري الدخول إليها من البحر عبر تسلّق سلالم متدلّية، وهو ما يجعل من الصعود مهمة شاقة ومكلّلة بالمخاطر. كما اضطرت سلطات صنعاء، التي سمحت لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي و«اليوتيوبيين» والشخصيات الاجتماعية بزيارة السفينة إلى جانب المواطنين القادمين من المحافظات، إلى سحب السفينة الإماراتية «روابي»، التي سبق أن سيطرت عليها القوات اليمنية مطلع 2022، أثناء قيامها بنقل شحنة أسلحة متنوعة لصالح أبو ظبي، وتنظيم زيارات لها أيضاً، لتخفيف الضغط عن «غالاكسي».
ووفقاً لمنصة «بوليتيكو» الفيليبينية، فإن رئيس الفيليبين، فرديناند ماركوس الابن، يعمل مع عدد من الدول في المنطقة للإفراج عن طاقم السفينة الذي يضم 17 بحاراً فيليبينياً من بين إجمالي 25 فرداً. وتشير المنصة إلى أن الفيليبين ودولاً أخرى يحمل جنسياتها باقي أفراد الطاقم، سوف تشكل وفداً تفاوضياً رفيع المستوى للسفر إلى طهران لطلب مساعدتها في الإفراج عن البحّارة. ويقول مصدر حكومي في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن أفراد الطاقم يتم التعامل معهم كضيوف، وليس كأسرى، مشيراً إلى أن السلطات منحتهم حق التواصل مع أهاليهم بشكل دائم لتطمينهم. ووفقاً لأكثر من مصدر في الحديدة، فإن هؤلاء نُقلوا منذ اليوم الأول إلى فنادق في المدينة، ووفّرت الجهات المعنية كلّ احتياجاتهم، وأصبح ظهورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مألوفاً عند اليمنيين، بل إن عدداً منهم يشاركون في طقوس اليمنيين ويخزّنون القات، وفق ما سُجل في عدد من مشاهد الفيديو.
عدد من بحّارة السفينة يشاركون في طقوس اليمنيين ويخزّنون القات
وحتى الآن، لم يتم البت في مصير السفينة التي خالفت القوانين اليمنية وحاولت كسر الحظر الذي تفرضه صنعاء على السفن الإسرائيلية، إلا أن مصادر مقرّبة من حكومة الإنقاذ أكّدت أن السفينة ستكون تحت تصرف المقاومة الفلسطينية، وأي قرار بشأنها سيكون بالتنسيق مع حركتَي «حماس» و«الجهاد». ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن مالك السفينة، المتمثل في مجموعة «أنغر» الإسرائيلية، طالب شركة التأمين بتعويضات، كون «غالاكسي ليدر» مؤمّناً عليها بقيمة 65 مليون دولار.
وفي الوقت الذي اقترح فيه عدد من الناشطين على حكومة صنعاء تنظيم فعاليات تضامنية لصالح فلسطين داخل السفينة، وافتتاح معرض صور لكلّ جرائم العدو الإسرائيلي التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، سمحت السلطات في الحديدة بتنظيم فعاليات خاصة بالقضية الفلسطينية وبعملية «طوفان الأقصى». وفي هذا الاتجاه، نظّم العشرات من خرّيجي جامعة الحديدة، الإثنين الماضي، حفل تخرّجهم على متن «غالاكسي ليدر»، وأطلقوا على دفعة الخرّيجين اسم «طوفان الأقصى». وفي تعليقه على ذلك، أكّد مصدر مقرب من السلطة المحلية في الحديدة، لـ«الأخبار»، أن المدينة تشهد موسماً سياحياً غير معتاد منذ احتجاز السفينة وسماح السلطات للمواطنين بزيارتها. وكانت ارتفعت الحجوزات في فنادق الحديدة، بالإضافة إلى انتعاش حركة النقل البري بينها وبين صنعاء والمحافظات الأخرى.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية