تواصل صنعاء هجماتها ضد الأهداف الإسرائيلية، سواء كانت سفناً في البحر الأحمر أو مدناً في الداخل الفلسطيني المحتل، وذلك رداً على المجازر الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة. وتمثل أبرز هذه الهجمات، خلال اليومين الماضيين، في إطلاق صواريخ على أهداف إماراتية - إسرائيلية في جزيرتَي ميون وسقطرى اليمنيّتين المحتلتين، في وقت لوّح فيه عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، بضرب القوات الأميركية والبريطانية في حال تدخّلت لحماية السفن الإسرائيلية. وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر، أن القوة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية، نفّذت عملية جديدة بواسطة خمسة صواريخ من نوع «فالق» استهدفت جزيرة ميون في باب المندب. وتزامن هذا مع عملية أخرى طاولت أهدافاً إماراتية - إسرائيلية في جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي. وإلى جانب ذلك، أكدت وسائل إعلام عبرية تعرّض مدينة إيلات لهجوم صاروخي جديد من اليمن، أول من أمس. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، من جهته، إنه اعترض صاروخاً يمنياً في أجواء المدينة، بينما تداول ناشطون صوراً لمئات المستوطنين وهم يهرعون إلى الملاجئ. في المقابل، أكد المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن القوة الصاروخية أطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية للكيان في منطقة أم الرشراش (إيلات)، مضيفاً أن «القوات المسلحة مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، وكذلك تنفيذ قرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وحتى يتوقف العدوان على إخواننا في غزة».
في هذا الوقت، ذكر أكثر من مصدر أن سفينة شحن إسرائيلية جديدة تعرضت، أول من أمس، لهجوم في البحر الأحمر أثناء محاولتها المرور من المياة الدولية قبالة السواحل اليمنية. وقالت "الهيئة البريطانية للتجارة البحرية"، المتخصّصة بتتبّع حركة السفن، بدورها، في تقرير، إن سفينة شحن تعرضت لهجوم بمسيّرة غرب الحديدة، ودعت السفن الإسرائيلية إلى توخي الحذر والمناورة وتغيير مسارها، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عسكري أميركي قوله، أمس، إن البحرية الأميركية أسقطت طائرة مسيّرة قادمة من اليمن، وإنه لم تقع أضرار في سفن البحرية الأميركية أو إصابات بين الأفراد الأميركيين.
ويأتي الهجوم الجديد بعد أيام فقط على كشف القيادة المركزية الأميركية عن مواجهات استمرّت لساعات مع قوات صنعاء في البحر الأحمر وباب المندب، خلال محاولة المدمّرة الأميركية «كارني» كسر الحصار الذي تفرضه صنعاء على السفن الإسرائيلية. وانتهت المواجهات بتضرر سفينتَي شحن إسرائيليتين («يونيتي إكسبلورر» و«نمبر ناين»)، إحداهما أصيبت بصاروخ باليستي والأخرى بطائرة مسيّرة، إضافة إلى تعرّض المدمّرة الأميركية ذاتها لهجوم بـ 3 مسيّرات.
وفي تعليقه على ذلك، أكد القحوم، في تصريح إلى «الأخبار» أن «هذه العمليات تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وهي رسالة إلى العدو وكل قوى الاستكبار الأميركي والبريطاني التي عمدت إلى تحشيد المزيد من البوارج والسفن العسكرية في خليج عدن وباب المندب، في محاولة منها لثني صنعاء عن مناصرة وإسناد الشعب الفلسطيني المجاهد الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية بمشاركة أميركية بريطانية واضحة».
وأشار القحوم إلى أن «صنعاء تراقب عن كثب تحركات واشنطن ولندن في البحر الأحمر وباب المندب، وتموضعها المؤقت في بعض القواعد العسكرية في محافظات لحج وحضرموت والمهرة وسقطرى وجزيرة ميون»، معتبراً أن «تلك التحركات الغربية تعكس مدى الضغط الكبير الذي يعانيه اقتصاد العدو جراء منع سفنه من المرور من البحر الأحمر وباب المندب». ولوّح بضرب القوات الأميركية والبريطانية في حال تدخّلت لحماية السفن الإسرائيلية، قائلاً إن «على أميركا وبريطانيا وكل قوى الغرب أن تعلم بأن اليمن دولة مستقلة وتمتلك كل عوامل القوة لحماية الملاحة الدولية وحماية مياهها الإقليمية وسواحلها من أي اعتداءات أجنبية».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية