زينب عبدالوهاب الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
زينب عبدالوهاب الشهاري
في مواجهة كورونا
أسطورة العودة ..
لا تسألوا… كيف؟
فتح قريب ..
أهلاً بك
خروقات تهدئة... تطهير... و CH4
الجنوب في ذكرى الإستقلال
ترجمان الروح
أمل ..
وحدها من تصنع رجالاً

بحث

  
مناجاة ..
بقلم/ زينب عبدالوهاب الشهاري
نشر منذ: 6 سنوات و 3 أسابيع
الأربعاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2018 08:48 م



تأمل الأوراق المهترئة و قلبها بيديه المتسختين، إنها أجمل لحظاته بعد يوم شاق من التعب، أسرع نحو إحدى البقالات، أخذ يحدج ببصره في أصناف الأطعمة ذات الأغلفة الملونة الجذابة الموضوعة على الرفوف لبرهة، انتبه إلى صاحب البقالة يناديه ألقى ابتسامة فاترة عليه و أخذ كيسه على مضض و واصل طريقه، كانت الرياح تلفح جسده و لم تمنع ثيابه الخفيفة المليئة بالثقوب إحساسه بالبرد الذي جمد أطرافه، أسرع في خطاه عله يطوي تلك المسافة الطويلة، ها هو يصل أخيرا، ما إن سمع الأطفال وقع الأقدام حتى هبوا من فورهم يستقبلون القادم، أخذ الصغار يبطشون الكيس من يد أبيهم في لهفة، نهرتهم الأم و أخذت الكيس منهم، نظرت داخله و علا البؤس تقاسيم وجهها الذي حاولت إخفاءه وراء ابتسامة خافتة، وجهت لزوجها كلمات الامتنان و الشكر و علمت بأنها ستبيت ليلتها جائعة كسائر الأيام الماضية، قسمت أرغفة الخبز على صغارها الذين أكلوه بنهم شديد فلقد كانوا في انتظار هذه اللقيمات لساعات طوال، بسط الأطفال أجسادهم الهزيلة على الأرض و اقتربوا من بعضهم علهم يشعرون بالدفء، غطتهم الأم ببقايا البطانية المهترئة في حنان و سرعان ما غطوا في النوم.

و كالعادة أخذ زوجها يجملها بالصبر و يواسيها بأنها شدة و ستزول و أيام عصيبة سيعقبها الفرج...

عادت بها ذاكرتها إلى الماضي تذكرت منزلها الريفي البسيط الذي كان بالنسبة لها قصرا رغم بساطته، تلك المزرعة الصغيرة التي كان يعمل بها زوجها و التي كانت الرافد لهم بأصناف الخضار الطازجة و مصدرا للعيش و البيع ، عيش هانيء ممزوج براحة بال و سعادة كبيرة، كل ذلك تحول في غمضة عين إلى كابوس بشع خانق. 

كان هروبا من موت محقق حين أرسلت طائرة العدوان صاروخا حول بيتهم إلى خراب و أحرق مزرعتهم و نجوا من ذلك بأعجوبة، و حينها بدأت مسيرة العذاب و رحلة البحث عن مأكل و مأوى، لجأوا إلى إحدى المدن حيث استطاعوا و بشق الأنفس إيجاد غرفة تأويهم و استطاع الأب إيجاد عمل بسيط يجلب عليه القليل من المال و الذي بالكاد يسد به رمق أطفاله الجوعى.

غفت الأم بينما قضى الأب ساعات ليله يؤرقه التفكير بالغد و هو يتأمل في ألم وجوه أطفاله الأحباء و وجه زوجته الغالية الذي اعتلاه الشحوب و اتشح بالحزن.
حينها و كالمعتاد رفع يديه نحو السماء و بدأ بمناجاة ربه و الشكوى إليه، فسرت طمأنينة عجيبة في قلبه و سكينة في روحه كأنما تقول له ( و بشر الصابرين ).
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
زينب عبدالوهاب الشهاري
وحدها من تصنع رجالاً
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
أمل ..
زينب عبدالوهاب الشهاري
مطهر يحيى شرف الدين
أمل .. قصة ألم
مطهر يحيى شرف الدين
زينب عبدالوهاب الشهاري
هي الحكم بيني و بينهم
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
قاتلة الطفولة
زينب عبدالوهاب الشهاري
عفاف محمد
الشاعر الباليستي "بسام شانع "
عفاف محمد
المزيد