يا وزراء حكومة تصريف الأعمال.
بالله عليكم ألا تشعرون أن جلوسكم على الكراسي قد طال؟
لقد شابت رؤوسنا، وضاقت صدورنا، وفاضت أرواحنا، ونحن ننتظر ذهابكم إلى غير رجعة.
أنتم تتمسكون بكراسي التخمة والبذخ ونحن نحاول جاهدين أن نمسك لقمة العيش.
أنتم تسهرون خوفاً على حياتكم الفارهة، ونحن نسهر خوفاً من الغد، الغد الذي سيأتي بجوعه وهمومه ومعاناته وآلامه.
أنتم تحبون المناصب حباً جماً، ونحن نسينا...
الحب والعشق وهذه التفاهات، وأصبحنا لا نشعر سوى بالعجز والتعب، وكثير من السخط تجاهكم وتجاه هذه الحياة.
لا شك أن انتظارنا لهذا التغيير قد طال، لكننا مانزال ننتظر، وكلنا نرجو ونأمل ألا تحاولوا -كعادتكم- الالتفاف على قرار سيد الثورة.
وبالتأكيد نحن لسنا صابرين من أجل سواد عيونكم، وإنما من أجل فلسطين.
نعم فلسطين هي أولويتنا، ولا شيء يمكن أن ينسينا فلسطين.
كونوا على يقين بأن الانشغال بمواجهة العدوان الصهيوني على غزة هو سبب صبر هذا الشعب وهدوئه.
صدقوني لولا بطولات المجاهدين وعمليات القوات المسلحة ضد الكيان الصهيوني لما صبر الشعب عليكم كل هذا الوقت، لاسيما بعد أن وجه سيد الثورة بتغييركم جميعاً وتشكيل حكومة كفاءات.
وفي هذا الموضوع بالذات.. لا تستغلوا جهود غيركم، لا تتباهوا بإنجازات المجاهدين وتنسبوها إليكم.
أنتم تظنون أن هذه العمليات البطولية ستحسن صورتكم وتشفع لكم، وأنا أقولها لكم بين قوسين: (هذه بطولات مجاهدينا المخلصين، وليست بطولات حكومة الوضع المزري).
هذه بطولات المؤمنين المرابطين الصابرين، من تركوا أمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم وهاجروا إلى ساحات الجهاد في مختلف المواقع.
ليست بطولات المتنعمين المكرشين، من يركبون السيارات الفارهة ويتنقلون بين القصور الفاخرة والمطاعم الراقية.
الكل يعلم هذا، ولا مجال للمغالطة والضحك على العقول.
حتى العميد يحيى سريع يوضح ذلك في بياناته العسكرية دائماً بالقول: تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
ولا يقول تنفيذاً لتوجيهات الرئيس أو الحكومة.
نحن مع فلسطين بدمائنا وأرواحنا، ونفتخر ونعتز بموقف يمن الأنصار تجاه العدوان الصهيوني على غزة، ولكن لا توظفوا هذا الأمر لصالحكم، ولا تسرقوا جهود قائد الثورة والمجاهدين.
أسرعوا في عملية التغيير الجذري، فالصبر له حدود.
* نقلا عن : لا ميديا