حوار / عادل عبده بشر / لا ميديا -
نورهان عواد إحدى الأسيرات الفلسطينيات المحررات مؤخراً. قضت ثماني سنوات في السجون الصهيونية، بعد أن أطلق عليها جنود الاحتلال النار رفقة ابنة عمها «هديل» التي استشهدت في الحال، بينما أصيبت نورهان بثلاث رصاصات مازالت إحداها تسكن جوار كبدها.
الأسيرة الجريحة نورهان تنتمي إلى مخيم «قلنديا» شمال القدس المحتلة. تنقلت بين عدة سجون صهيونية. تعرضت، مثل بقية الأسيرات، للإذلال والتعذيب، إلا أنها رغم صغر سنها كانت شامخة شموخ أبطال فلسطين، ولم ينل الاحتلال من قوتها وشجاعتها.
الأسيرة المقدسية المحررة نورهان عواد
مرحباً بكِ ضيفة على صفحات يومية «لا» اليمنية، ونبدأ بفقرة تعريفية لجمهور القُراء عن الأسيرة نورهان عواد!
أهلاً وسهلاً بكَ وبصحيفة «لا» وكل العاملين فيها، وشكراً لاهتمامكم بقضية الأسرى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بشكل عام.
أنا الأسيرة المحررة نورهان إبراهيم عواد من القدس، تحررت من سجون الاحتلال في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة في غزة والاحتلال الصهيوني أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهي الصفقة التي جاءت بفضل عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
أنحدر من عائلة عدد أفرادها ثمانية أشخاص، وأنا في الترتيب الثاني بين إخواني، وحال عائلتنا كحال كل العائلات الفلسطينية، حيث لا يوجد أسرة في فلسطين يخلو بيتها من أسير أو شهيد أو جريح، وكذلك عائلتنا.
عملية الاعتقال
حدثينا عن عملية اعتقالك، وما الذي حدث من ساعة اعتقالك حتى وصولك إلى السجن؟ وكيف تم التعامل معك من قبل الاحتلال الصهيوني؟
تم اعتقالي بتاريخ 23/ 11/ 2015 وعمري 16 سنة، فقد كنت طالبة في الصف العاشر. وحدثت عملية الاعتقال حيث تعرضت أنا وقريبتي هديل عواد إلى إطلاق نار من قبل الصهاينة، فاستشهدت هديل بينما أُصبتُ أنا بثلاث طلقات نارية، الأولى في قدمي، فوقعت على الأرض وتم الإمساك بي، وقلت لنفسي: خلاص! يعني اعتقلوني؛ ولكن بعد قليل جاء أفراد من شرطة الاحتلال ومستوطنون وأطلقوا عليَّ النار وأصابوني بطلقتين إضافيتين، فشعرت بأن جسمي كله تخدّر، لا أحس بأي شيء حولي، كنت فقط أسمع أصوات سب وشتم وأصوات رصاص، أحسست كأني في حلم أحاول أن أصحو منه ولا أستطيع. هذا الحلم صحوت منه وأنا في المستشفى، وبدؤوا التحقيق معي وأنا في المستشفى، كانوا يسألونني أسئلة ويجيبون عليها، وبعد ذلك تم نقلي إلى السجن.
ما نوع الأسئلة التي طرحوها عليكِ؟
كانوا يسألون: لماذا طعنت الجندي؟ هديل أخبرتنا، هديل اعترفت... ولم أكن حينها أعرف أن «هديل» استُشهدت.
السجون
ما هي السجون التي تم تنقلك إليها؟ وكم أمضيت في كلٍّ منها؟ وما الاختلاف بينها؟
تنقلت بين عدة سجون. أولا تم نقلي إلى مركز توقيف سجن «الرملة»، ثم إلى سجن «هشارون» وهو خاص بالأسيرات الأمنيات، وقضيت فيه ثلاث سنوات، وبعدها تم نقلي إلى سجن «الدامون» الذي قضيت فيه خمس سنوات.
وبالنسبة لظروف السجن فهي تختلف من سجن إلى آخر، في تعامل السجانين مع الأسيرات، خاصة أنه لا يوجد أسيرات أمنيات إلا في سجن «هشارون»، فعندما تم نقلي إلى سجن «الدامون» لم يكن التعامل مع الأسيرات هناك بشكل أفضل، ولكننا نفذنا خطوات نضالية ضد إدارة السجن، وأجبرناهم على تحسين التعامل معنا نوعاً ما.
خلال فترة السجن في «هشارون» و«الدامون» هل تم عزلك في زنزانة؟ وكم استمرت عملية العزل؟
الحمد لله ولا مرة تم عزلي بشكل فردي؛ لكنهم كانوا يحولون غرف الأسيرات إلى زنازين، وخصوصاً إذا نفذنا إضراباً من نوع ما أو قمنا بالتصعيد ضد إدارة السجن للمطالبة بحقوقنا أو تحسين ظروف سجننا، فيتم عقابنا بإبقائنا في الغرف ومنعنا من الخروج إلى «الفورة»، متنفس الأسيرات الوحيد، وهي عبارة عن ساحة مُحاطة بأسوار ومُغطّاة بشبك يحجب الشمس. كذلك من ضمن الإجراءات العقابية سحب الأدوات الكهربائية من غُرف الأسيرات، وتقليل الوجبات كمياتها وجودتها... وهكذا.
كيف أمضيتِ سنوات الاعتقال، خصوصاً وأنه تم اعتقالك وأنتِ صغيرة في السن؟
الحمد لله، أمضيت سنوات الاعتقال في التعليم والرياضة. لم أكن أفوت أي فرصة للتعليم، كذلك تعلمت الطباخة وأشياء كثيرة، وكوّنت صداقات مع الأخوات الأسيرات، حيث كُنّا نُخفف على بعضنا أهوال السجن، وبذلك استطعنا تجاوز كل ظروف الاعتقال وصمدنا على مدى سنوات طويلة.
طوفان الأقصى
كيف تلقيتم خبر عملية «طوفان الأقصى»؟ وكيف كانت ردة فعل السجانين؟
سمعنا الخبر صباح السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حوالى الساعة الثامنة، عن طريق التلفزيون والراديو. تجمّعنا في غرفتي أنا ومرح بكير، شاهدنا التلفاز، واستمعنا إلى الراديو، رأينا مشهدين فقط، الأول دخول المستوطنات، والثاني الشراعيّات تنزل من السماء، ثم استمعنا إلى خطاب القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، وأنه جرى إطلاق صواريخ وخطف جنود صهاينة. علمنا أن حريّتنا وحرية فلسطين اقتربت.
جميع الأسيرات في القسم تفاعلن بفرح كبير مع تلك المعلومات، احتفلنا هتفنا وكبّرنا وزغردنا وأعددنا القهوة، وخرجنا إلى الساحة. هذا الشيء أثار غضب إدارة السجن، فبدأت إجراءاتها القمعية بحقنا: اقتحمت وحدات القمع الساحة بالعصي والهراوات والغاز، وأعادتنا إلى الغرف وأغلقت القسم ومنعتنا من الاجتماع مع بعض، أو رؤية بعض، كما سحبوا الأجهزة الكهربائية وغاز الطهي، وأواني الطبخ، ومُنعنا من الخروج إلى «الفورة»، وظل القسم مُغلقاً حتى تذوقنا طعم الحرية في صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال.
هل كانت تصلكم أخبار ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وما تشهده غزة من حرب إبادة جماعية؟
كُنا نسمع بأخبار معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة عن طريق الأسيرات الجدد، اللواتي اُعتقلن بعد بدء الحرب على غزة. طبعاً إدارة السجن عزلتنا عن العالم الخارجي، سحبوا التلفاز والراديو، ولم نكن نعرف أي أخبار من خارج السجن، أصبحنا في عزلة تماماً، فقط ما نحصل عليه من أنباء تحملها لنا المعتقلات القادمات من القدس والضفة الغربية، كُنّ يحكين لنا عن الحرب والشهداء والجرحى، وأن هناك أحاديث عن صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين. أخبار قليلة جداً؛ لأننا كنا معزولات عن العالم، وأيضاً معزولات عن بعض داخل المعتقل.
لحظة التحرر من السجن
كيف تمّت إجراءات خروجك؟ وكيف أخبروكِ بأنَّك الآن على موعدٍ مع الحريّة؟ أيضاً كيف كان تعامل الاحتلال معكم في الساعات الأخيرة؟
أنا تحررت بالفوج الثاني من صفقة التبادل. كانوا يخبرون الأسيرة لحظة أن يفتحوا لها باب الزنزانة فقط، في تلك اللحظة يتم إبلاغها بأنها سيُفرج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والإحتلال.
نحن في تلك اللحظة جهزنا حالنا. توقعنا أن نخرج، فقد كان هناك حديث أن الصفقة ستشمل الأسيرات ذوات الأقدمية. كانوا يتكلمون بأن الصفقة ستشمل 33 اسماً من أسيرات ما قبل الحرب، لكن عددنا 36، صرنا نفكر من التي لن تشملها الصفقة، فوجئنا أن الدفعة الأولى اقتصرت على الموقوفات أو الأسيرات ذوات الأحكام المنخفضة، أما نحن ذوات الأحكام الطويلة فأصابنا القلق؛ لكن في اليوم الثاني وردت أسماؤنا والحمد لله.
طبعاً لن أنسى ذلك اليوم، يوم 26 تشرين الأول/ نوفمبر 2023. كنت متوترة ومرتدية ملابسي وجاهزة للخروج من الساعة السادسة صباحاً. وقفتُ عند باب زنزانة الأسيرات اللاتي سيتحررن في الدفعة الثانية، حينها خرجن جميعهن وبقيت أنا وحدي، كدتُ أنهار، واستغربت لماذا لم يتم المناداة باسمي، ولكن بعد لحظات نادى السجان باسمي وبدأت إجراءات الخروج، وأنا غير مصدّقة أنني سأغادر السجن إلى غير رجعة إن شاء الله.
خرجت من سجن الدامون الساعة 10 صباحاً، وكان يظهر بوضوح أن إدارة السجن غير راضية عن خروجنا، وذلك من خلال تعاملهم معنا أنا وبقية الأسيرات المفرج عنهن في تلك الدفعة، حيث وضعوا الكلبشات على أيدينا بغضب وعنف، والحقد يملأ أعينهم. وبحكم أنني أحمل هوية مقدسية نقلوني من سجن الدامون إلى مركز توقيف «المسكوبية» المقام في القسم الشمالي من مدينة القدس، وليس إلى سجن «عوفر» مثل الأخريات، لذلك لم يسلموني للصليب الأحمر.
كانت لحظات صعبة جداً وأنا أنتظر في «المسكوبية» اللحظة التي يفتحون فيها الباب وأتحرر من السجون والمعتقلات، وكانت ساعات طويلة جداً، من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل وأنا في مركز توقيف «المسكوبية» ليتم في تلك الساعة إخراجي، ووصلت البيت الساعة الواحدة منتصف الليل.
طبعاً عندما خرجت من المسكوبية كانت سيارة شرطة للاحتلال تنتظرني في الخارج، وشقيقي محمد جالس داخلها؛ لكن عناصر الشرطة منعونا من الكلام، ولم أتمكن من احتضان أخي إلّا بعدما وصلنا حاجز قلنديا، حيث كان خالي بانتظاري، وبعد أن قطعنا الحاجز كان كلُّ أبناء مخيم قلنديا في شمال القدس المحتلة بانتظاري.
هل تعرضتم للتهديد أو ما شابه من قبل الاحتلال لحظة الإفراج عنكم؟
جاء ضابط استخبارات صهيوني وجلس معنا وبدأ يبلغنا بالشروط، أنه بعد خروجنا من السجن ممنوع علينا أن نمارس بعض الأنشطة والأعمال، وفي حال عملناها سيتم إعادتنا إلى السجن، ومنها ممنوع أن نحمل علم فلسطين أو أي علم لتنظيم أو حركة فلسطينية، وكذلك ممنوع حمل السماعة التي تدل على الفرح، وممنوع إقامة أي أجواء احتفالية أمام البيت، وأي شيء من هذا أقوم بخرقه فسيتم إعادتي إلى السجن.
لحظات الحرية
حدثينا عن لحظاتك الأول في الحريّة؟ وهل كنتِ أثناء السجن تتوقعين أنه سيأتي اليوم الذي تخرجين فيه من المعتقل قبل إكمال سنوات الحكم؟
بالتأكيد. لحظة الوصول إلى البيت ولحظة الاستقبال وعندما شفت الأهل والعائلة، هذه أشياء لا يُمكن أن أنساها طول حياتي. هذه اللحظة كنت أنتظرها طوال ثماني سنوات من ساعة اعتقالي إلى أن أخذت حريتي، وأنا أنتظر هذه اللحظة التي أعود فيها إلى بيتي وأهلي وناسي. والحمد لله استقبلوني أحسن استقبال، ورغم أن الوقت كان متأخرا في الليل، إلا أن المستقبلين كانوا كثيرين، وهم مِن أهلي وعائلتي وناسي وشعبي العظيم، شعب فلسطين.
وليس هناك أجمل من اللحظة الأولى لوصولي إلى البيت. كنت كأني مصدومة، غير مستوعبة أني وصلت البيت، حتى أنني لم أشعر بالبرد رغم برودة الجو الساعة الواحدة منتصف الليل.
وبخصوص الجزء الثاني من السؤال، فعلاً منذ اعتقالي وإيداعي السجن وأنا في انتظار أن أسمع خبرا عن صفقة تبادل ستتم في أي ظرف. ورغم أنه صدر ضدي بداية حكم بالسجن 13 سنة ونصف سنة، إلا أنني كان لدي شعور أشبه باليقين أنني لن أُكمل فترة السجن إلى النهاية. وحتى حين تم تخفيف سنوات الحكم إلى عشر سنوات بعد عملية استئناف للحكم السابق، أيضاً كان لديّ شعور بأنني سأخرج قبل أن أُكمل العشر سنوات. ومع أنني قضيت ثماني سنوات من فترة السجن ولم يتبق لي سوى سنتان إلا أني رغم ذلك كنت أشعر بأنني سأنال الحرية بصفقة تبادل ولن أُكمل السنتين الباقية. والحمد لله ربنا استجاب لدعائي وتحقق ما كنتُ أشعر به وأتمناه.
أمنيات مرجوة
أمنيتك التي ترغبين بتحقيقها بعد أن نلتِ الحرية...؟
لديّ أمنيات كثيرة أرجو من الله أن يحققها لي، وحين كنت بين أسوار المعتقل كنت أفكر في تلك الأمنيات، ومنها أن أُكمل تعليمي على أعلى المستويات، وأن أتعلم قيادة السيارة وأذهب في رحلات، وكذلك أقوم بأنشطة كثيرة. وإن شاء الله عندما تنتهي الحرب ويصبح الوضع طبيعياً سأبدأ بالعمل على تحقيق أمنياتي.
ذكريات عالقة
ما هو أسوأ شيء حدث في السجن، سواء لكِ أو لأي أسيرة أخرى، ومازال عالقاً في ذاكرتك وأثّرَ كثيراً في نفسيتك؟ أيضاً ما هو الموقف الذي حدث في السجن وتحبين تذكّره كثيراً؟
أشياء كثيرة سيئة حدثت في السجن، عايشتها وعشتها على مدى ثماني سنوات؛ لكن أكثر موقف حدث ومازال عالقاً في ذاكرتي وأحزن كثيراً كلما تذكرته، هو ما حدث مع الأسيرة خالدة جرار، حيث كنا نعيش معاً في غرفة واحدة، وبلغنا خبر وفاة ابنتها، ورأيت كيف نزل عليها الخبر كالصاعقة. يعني المشهد كان أكثر من سيئ، ولا أحبذ أن أتذكره. أيضاً موقف آخر وهو حين استشهدت إحدى الأسيرات داخل السجن نتيجة تعرضها للإهمال الطبي من إدارة السجن، وكانت الأسيرة كبيرة في السن، ولم يكونوا يراعون ظروفها قط، فاستشهدت، وسيظل هذا المشهد عالقاً في ذاكرتي ولن أنساه، لأنه أثر في نفسيتي ونفسيات جميع الأسيرات.
ومن المواقف التي أحب أن أتذكرها، لحظة إكمال تعليمي الثانوي داخل السجن، وكيف احتفلنا واحتفت بي أخواتي وصديقاتي الأسيرات. وكذلك أحب أتذكر اللحظات التي كانت تجمعنا مع بعض وكيف كُنا نُخفف عن بعضنا ظروف الاعتقال وخصوصاً في رمضان والأعياد.
غزة فخرنا
ما رأيك بعملية طوفان الأقصى؟ وما الرسالة التي توجهينها للمقاومة في غزة؟
لا أستطيع الحديث عن الوضع السياسي أو عملية طوفان الأقصى؛ لأن هذه الأمور قد تعرضني للمساءلة من قبل الاحتلال، وأنا لا أريد العودة إلى الأسر. ولكن بالتأكيد أوجه تحية كبيرة جداً لأهلنا وأبطالنا في غزة العزة، وأقول لهم إن هذه ليست الحرب الأولى التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة، وليست المرة الأولى التي يرتكب فيها المجازر، وإن شاء الله كما حدث في المرات السابقة النصر حليف غزة ورجالها ونسائها وأطفالها ومقاومتها الباسلة. ونترحم على أرواح الشهداء. غزة في قلب كل فلسطيني، وما يحدث من مجازر ودمار وخراب تنفذه الآلة الصهيونية، لن يزيد أبناء غزة وشعب فلسطين عامة إلا المزيد من الصمود والقوة والمقاومة، ومن بين الخراب والرُكام، وبفضل الصمود والتضحيات التي يقدمها أهلنا في غزة، سطع شعاع الحرية لعشرات الأسرى من النساء والفتيان. نحن نفتخر بهم وبصمودهم وشموخهم، ونفتخر أكثر بالمقاومة وعملياتها البطولية.
يمن العز والشموخ
متى عرفتِ بدخول اليمن الحرب ضد الكيان الصهيوني نصرة لأهلنا في غزة والضفة الغربية؟
وصلتنا بعض الأخبار ونحن في الأسر، وأفرحتنا كثيراً، وحقيقة لم نكن نتوقع أو نتخيل أن اليمن البعيد جداً عن فلسطين، سيكون قريباً إلى هذا الحدّ، فكل التحية لشعبنا في اليمن، وهي تحية من الشعب الفلسطيني كافة، فما تقوم به اليمن دعماً وإسناداً لفلسطين هو حديث الشارع الفلسطيني، ومهما تحدثنا فلن نوفي اليمن حقها. كنتم يا أبناء اليمن داعمين لنا، ومازلتم وستبقون، لأنكم أهل العزة والشهامة والنخوة والعروبة. اليمن أصبحت اليوم مضرب الأمثال في نصرة المستضعفين وإسناد الأحرار والوقوف في وجه المستكبرين بالقول والفعل، ولهذا سينصركم الله على أعدائكم. كلنا فخر بكم يا أهلنا في اليمن، نشكركم على وقوفكم معنا وإسنادكم لنا، أدام الله عزكم وقوتكم وشموخكم، وحقيقة صار بإمكاننا القول: بوجود اليمن لن تموت القضية الفلسطينية، التي هي قضية كل الأحرار في العالم، وفي مقدمتهم اليمنيون.
بماذا تحبين أن تختمي هذا اللقاء؟
بالتحية لصحيفة «لا» اليمنية، وكل العاملين فيها، ولك شخصياً أستاذ عادل بشر، ولشعبنا في اليمن، وإن شاء يكون النصر حليفنا ونحتفل جميعاً بانتصار غزة وفي وقت قريب إن شاء الله.