حوار عادل عبده بشر / لا ميديا -
ليس من السهل أن تجري حواراً صحفياً مع أحد قيادات الصفوف الأولى في حركات المقاومة الفلسطينية، في ظل العدوان الكوني وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها أمريكا والكيان الصهيوني وحلفاؤهما ضد الشعب الفلسطيني، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ فكما القيادات الميدانية تخوض معارك عسكرية شرسة مع الاحتلال، هناك أيضاً القيادات السياسية التي تُعارك سياسياً على أكثر من جبهة.
الدكتور محمد الهندي، نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، واحد من تلك القيادات المجاهدة. ورغم انشغاله، إلا أن صحيفة «لا» استطاعت اقتناص دقائق من وقته، وأجرت معه لقاء صحفياً، حول مستجدات المعركة السياسية والميدانية وأهمية التحام اليمن بملحمة «طوفان الأقصى» نصرة وإسناداً لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
مقترح مصري
عدتم مؤخراً من زيارة إلى القاهرة، بالتزامن مع أخبار متناقلة في وسائل الإعلام عن مبادرة مصرية لإيقاف الحرب... حدثنا حول ذلك!
مصر قدمت لحركتي حماس والجهاد الإسلامي ورقة عبارة عن اقتراح للتداول حول وقف إطلاق النار وتنفيذ عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الصهيوني.
الحركتان اتفقتا على نقاش هذا الأمر مع بقية الفصائل الفلسطينية للخروج بموقف فلسطيني موحد -ما أمكن- حول هذا الأمر وتبليغه للقاهرة في الأيام القادمة.
وقف تام للعدوان
يجري الحديث أيضاً عن مفاوضات بوساطة قطرية قد تفضي إلى هدنة جديدة وصفقة تبادل للأسرى... ما الجديد في هذا الأمر؟
هناك أحاديث مختلفة تركز في مجملها على القضية التي باتت تسبب توتراً شديداً داخل المجتمع الصهيوني، وهي قضية استعادة الأسرى لدى المقاومة. هناك شبه إجماع صهيوني على مواصلة العدوان في غزة، والخلاف يتصاعد حول المواصلة بعد استعادة الأسرى بصفقة تبادل أو التضحية بهؤلاء الأسرى واستمرار العدوان دون الالتفات إلى قضيتهم.
إن موقف فصائل المقاومة بألا تبادل للأسرى قبل وقف تام للعدوان وانسحاب كامل للقوات الصهيونية من غزة، وأن تبادل الأسرى يتم تحت سقف الكل مقابل الكل، بمعنى الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الذين يتجاوز عددهم الآن أكثر من عشرة آلاف أسير، مقابل الإفراج عن جنود وضباط العدو المأسورين لدى المقاومة في غزة.
المقاومة بخير
يتحدث العدو الصهيوني عن مرحلة ثالثة من الحرب. ما مدى استعداد المقاومة الفلسطينية لهذه المرحلة؟
الحرب في النهاية حرب إرادات، ونحن نرى كيف ينهار جيش العدو ووحدات نخبته، والذي يملك أحدث الأسلحة في العالم أمام ثلة من المجاهدين الصادقين تملك الإيمان بالله وبواجبها وتكليفها وقليلاً من السلاح الذي تصنعه بنفسها داخل غزة المحاصرة والمجوعة على مدى سبعة عشر عاماً، وبعد 85 يوماً من العدوان الهمجي على قطاع غزة فإن المقاومة لا تزال بخير والمعنويات عالية، والحاضنة الشعبية رغم الوجع الكبير والدمار الهائل لا نسمع منها سوى عبارات الحمد لله والتمسك بالمقاومة ومواجهة العدو.
صاعقة «طوفان الأقصى»
ما الذي حققته المقاومة بعملية «طوفان الأقصى»؟ وكيف تقرأ مستقبل فلسطين بعد ذلك؟
«طوفان الأقصى» صاعقة ضربت كل الترتيبات الأمريكية لبناء تحالف جديد في المنطقة بقيادة الكيان الصهيوني يسيطر على المنطقة ويحافظ على مصالح الغرب فيها. في حال انسحاب الولايات المتحدة التدريجي من المنطقة باتجاه جنوب شرق آسيا لمواجهة المنافس الصيني والعدو الروسي لأمريكا، في محاولتهم لخلق عالم متعدد الأقطاب أمام عالم القطب الواحد الذي تهيمن فيه أمريكا على العالم.
في حال أفشلنا خطة العدو لتهجير شعبنا، فإن كل خيارات العدو الأخرى صعبة وسيفشل في تحقيق أي منها، رغم جرائمه ويفشل في تحقيق أي إنجاز، وعليه أن يدفع ثمن هذا الفشل الذي هو هزيمة كبيرة ليس له وحده، بل للمشروع الغربي في المنطقة.
رسائل السيد عبدالملك
بالتأكيد استمعتم إلى خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مساء الأربعاء 20 كانون الأول/ ديسمبر، رداً على التحالف البحري الذي تقوده أمريكا لحماية السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن... كيف تقرؤون مضمون الخطاب وأبرز الرسائل التي تضمنها؟
نتوجه بالتحية الطيبة لليمن العزيز وللسيد عبدالملك الحوثي وللقوات المسلحة اليمنية على هذا الموقف الشجاع المساند لشعبنا ومقاومتنا ضد العدو الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني، والذي هو في حقيقة الأمر عدوان على كل الأمة وعلى دينها وتاريخها وثقافتها ومقدساتها في فلسطين، وعدوان يستهدف ضمن ما يستهدفه، وحدة الأمة ونهضتها واستقلالها الحقيقي.
إن ما أعلنه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه مساء الأربعاء 20 كانون الأول/ تشرين 2023، يعكس الشجاعة والرجولة والمسؤولية التي يتمتع بها شعب اليمن العزيز، ويوجه الرسائل إلى أعداء الأمة أن الأمة ما زال فيها رجال لا ترهبهم الأساطيل والتهديدات، ويتحملون مسؤولياتهم في كل الأحوال وأصعب الظروف.
معركة الأمة
على ماذا يراهن السيد عبدالملك الحوثي، وهو يقف بهذه الجرأة والقوة والشجاعة في وجه أمريكا و»إسرائيل»؟ من أين يستمد هذه الشجاعة؟ وعلى أي أرضية يقف تجعله بهذه الثقة؟
إن هذا الموقف الشجاع والمترجم على الأرض إجراءات وسياسات محددة تمنع السفن المتجهة للكيان الصهيوني من العبور عبر مضيق باب المندب وتلاحقها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، يستند إلى وعي عميق بأن المعركة معركة الأمة، هي معركة واحدة، وعدوها واحد، ومصيرها مرتبط بنتائج هذه المعركة التي تدور اليوم على أرض فلسطين، والتي بنتيجتها يتحدد ليس مصير فلسطين فقط، بل مصير كل الأمة.
كما يستند إلى إيمان عميق وإحساس بالمسؤولية الدينية لمساندة شعب فلسطين، الذي نهض يقاتل هذا المشروع الصهيوني الذي زرعه الغرب في قلب الأمة الإسلامية لاستعبادها ونهب ثرواتها ومنع نهضتها واستقلالها.
وزن استراتيجي
دخول اليمن الحرب ضد العدو الصهيوني نصرة لأهلنا في غزة والضفة الغربية أضاف معادلات لم تكن في حسبان الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، بحسب محللين سياسيين... ما رأيكم أنتم؟
إن من يتصدى للعدوان الصهيوني الأمريكي في فلسطين والمنطقة ويتشرف بالمشاركة في هذه المواجهة مع عدو الأمة يؤكد حضوره ودوره ووزنه الاستراتيجي. هناك دول في المنطقة أكبر من اليمن وأدنى منها وتملك من الأسلحة أحدثها، ولكن لا وزن لها ولا حساب في المعدلات الإقليمية؛ لأن هذه الإمكانيات معطلة.
إن مجرد تحريم عبور السفن المتجهة إلى العدو من باب المندب أحدث كل هذا التوتر، فكيف لو استخدمت الأمة إمكاناتها الكثيرة وهي التي تشرف على العديد من المضائق، من جبل طارق إلى هرمز إلى قناة السويس إلى دردنيل والبوسفور وكل هذه المضائق؟!
مستقبل اليمن
في ظل الأحداث التي شهدها اليمن ابتداء من ثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014 مروراً بعدوان نحو 16 دولة بقيادة السعودية والإمارات لتسع سنوات، وحالياً الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني ربما يتطور الأمر إلى حرب مع تحالف دولي بقيادة أمريكا... كيف تقرأ مستقبل اليمن؟ وكيف سيخرج من كل ذلك؟
إن أمريكا و«إسرائيل» وحلفاءهما في المنطقة يهددون؛ ولكن هذه التهديدات فارغة المضمون من ناحية عدم قدرة أمريكا على احتواء أي تصعيد في المنطقة. وفي حال وجهت أي عدوان على اليمن سيتم الرد عليه باستهداف مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وقواتها البحرية.
ومن ناحية أخرى فإن مجرد التوتر في الممرات المائية في المنطقة سيضطر السفن الأخرى لتغيير مساراتها، تحسباً لأي تصعيد وما يترتب على ذلك من تكاليف. إن زيادة التوتر الإقليمي هو آخر ما تريده الولايات المتحدة، التي ما زالت تغوص مع «إسرائيل» في رمال غزة.
يعلم الجميع أن قضية فلسطين هي قضية عادلة تجمع عليها الأمة، والقدس وشرف الدفاع عنها واجب مقدس لكل مسلم. وبالتأكيد إن كل من يشارك في هذه المعركة يساهم في صناعة مستقبل مشرق ليس لبلده فقط، بل للشرق الإسلامي ولنهضة الإسلام من جديد؛ لأن «إسرائيل» لا تمثل احتلالاً لأرض فلسطين فقط، بل أيضاً تمثل ذراع الغرب لمنع نهضة الأمة الإسلامية من جديد.
إن مستقبل اليمن مشرق، رغم كل المحن التي مر بها، مستقبل شعب حي نهض ليصنع مستقبله ويحدد مصيره بنفسه، وبوصلته القدس.
رسالة إلى الشعب اليمني
ما الرسالة التي توجهها في ختام اللقاء؟
رسالتي إلى الشعب اليمني أن الأمم التي تنهض لقتال الأعداء هي أمم حية لا يمكن إلحاق الهزيمة بها، مهما كانت التضحيات، وأن شعب فلسطين لديه حس مرهف وتقدير كبير لهذه الجهود والتضحيات العظيمة التي يقدمها شعب اليمن، وسيتم ترجمة هذه الجهود بإذن الله بالصلاة معاً في المسجد الأقصى المبارك، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يرونه بعيداً ونراه قريبا، والحمد لله رب العالمين.
العمليات اليمنية المعلنة ضد العدو الصهيوني
خلال الفترة 31 تشرين الأول/ أكتوبر - 26 كانون الأول/ ديسمبر 2023م
العمليات في الأراضي المحتلة
31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
القوات المسلحة اليمنية تعلن إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة للعدوّ الصهيوني في الأراضي المحتلة، وهي العملية الثالثة من هذا النوع.
1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيّرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني.
6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إطلاق دفعة من الطائرات المسيّرة على أهداف حساسة للعدو الصهيوني في الأراضي المحتلة. وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة لعدة ساعات.
8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إسقاط طائرة أمريكية (MQ9) أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الصهيوني.
9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إطلاق دفعة من الصواريخ البالستية على أهداف مختلفة وحساسة جنوبي الأراضي المحتلة، منها أهداف عسكرية في منطقة «إيلات» (أم الرشراش المحتلة).
14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إطلاق دفعة من الصواريخ البالستية على أهداف مختلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها أهداف حساسة في منطقة «إيلات» (أم الرشراش)، بعد 24 ساعة من عملية عسكرية أخرى بالطائرات المسيّرة على الأهداف ذاتها.
22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
إطلاق دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية مختلفة للاحتلال في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.
6 كانون الأول/ ديسمبر 2023
إطلاق دفعة من الصواريخ البالستية على أهداف عسكرية للكيان الصهيوني في منطقة أم الرشراش المحتلة.
16 كانون الأول/ ديسمبر 2023
تنفيذ عملية عسكرية على أهداف حساسة في منطقة أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة بدفعة من الطائرات المسيّرة.
26 كانون الأول/ ديسمبر 2023
تنفيذ عملية عسكرية بعدد من الطائرات المسيّرة على أهداف صهيونية في أم الرشراش ومناطق أخرى بفلسطين المحتلة.
الحصار البحري
19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
القوات المسلحة اليمنية تعلن أنها ستستهدف جميع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، والسفن التي تقوم بتشغيلها شركات صهيونية وتلك التي تعود ملكيتها لشركات صهيونية.
19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
الاستيلاء على السفينة «جلاكسي ليدر» المملوكة لرجل أعمال صهيوني في البحر الأحمر.
3 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف السفينة «يونتي إكسبلورر» بصاروخ بحري، وسفينة «نمبر ناين» بطائرة مسيرة بحرية، في باب المندب، وهما سفينتان «إسرائيلتيان» رفضتا الرسائل التحذيرية من البحرية اليمنية.
9 كانون الأول/ ديسمبر 2023
القوات المسلحة اليمنية تعلن منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء.
12 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف السفينة «ستريندا» النرويجية، بصاروخ بحري، وكانت محملة بالنفط ومتجهة إلى كيان الاحتلال، ورفضت الاستجابة لتحذيرات البحرية اليمنية.
14 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف سفينة حاويات «ميرسيك جبرلاتر» بطائرة مسيّرة، وكانت متجهة إلى الكيان الصهيوني، ورفضت الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية.
15 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف سفينتي الحاويات ((MSC Alanya «إم إس سي ألانيا» و(MSC PALATIUM III) «إم إس سي بالاتيوم» بصاروخين بحريين مناسبين، وكانتا متجهتين إلى الكيان الصهيوني، ورفضتا الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية.
18 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف سفينة «سوان أتلانتك» محملة بالنفط، وسفينة الحاويات «إم إس سي كلارا»، بطائرتين بحريتين، والسفينتان لهما ارتباط بالكيان الصهيوني ورفضتا الاستجابة لنداءات البحرية اليمنية.
26 كانون الأول/ ديسمبر 2023
استهداف السفينة «إم إس سي يونايتد» (SC UNITED) بصواريخ بحرية، وكانت متجهة إلى كيان الاحتلال ورفضت الاستجابة لنداءات البحرية اليمنية والرسائل التحذيرية.