من المعلوم لدى الفئات المثقفة والسياسية والصحافية أن أي طاولة تفاوض أو مشاورات تجمع فرقاء سياسيين أو قيادات عسكرية يسبقها ترتيبات لوجستية وأمنية حتى سياسية.. وهذا ما عمله وفد صنعاء المفاوض والمشارك اليوم في #مشاورات_السويد، إذ أنه ذهب بكل عدته وعتاده المفاوض والمطالب، وفقا للأجندة التي وضعها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غريفث.
بينما الطرف الثاني، وفد الرياض، جلسوا على طاولة التفاوض بأجسادهم وملابسهم التي عليهم فقط، لا يملكون رؤية حقيقية للمشاورات، ولا يملكون قاعدة بيانات من واقع الميدان.. على سبيل المثال، المشاورات التي جرت بين الطرفين فيما يخص ملف الأسرى والمفقودين، حيث طُلب من وفد صنعاء قاعدة بيانات بأسراهم ومفقوديهم لدى الطرف الآخر؛ حينها أبدى وفد صنعاء استعداده لتسليم قاعدة البيانات، فيما طُلب من وفد الرياض قاعدة بيانات أسراهم ومفقوديهم، ليتفاجأ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بطلب تأجيل تسليم قاعدة البيانات إلى وقت آخر بسبب عدم امتلاكهم لقاعدة بيانات من هذا النوع.. وهذا يدل على أن هؤلاء الزمرة لا يمثلون أي رقم في العملية السياسية التي تدور اليوم في السويد.. فسرعان ما قام بعض أعضاء وفد الرياض يستجدون عبر صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت يطلبون معلومات من أسر المقاتلين معهم.. ويبدو أنهم لا يمتلكون شيئا.
وهنا نضع احتمالين.. الاحتمال الأول أن هذه القائمة لدى قيادة تحالف العدوان وهي ترفض تسليمها لمرتزقتهم المشاركين في المشاورات كوسيلة من وسائل إفشال المفاوضات.. والاحتمال الثاني أن قيادة تحالف العدوان ومرتزقتهم لم يعطوا هذا الملف أي اهتمام وبالتالي لا يمتلكون قاعدة بيانات بأسماء أسراهم ومفقوديهم.. وهذا هو الأغلب ،لأن قيادة تحالف العدوان يقودون العدوان ومن يقاتل معهم من أبناء الشعب اليمني الذي لا يمثل أي شيء بالنسبة لهم.
نستطيع التأكيد هنا أكثر بأن الذين يقاتلون في صفوف السعودية والإمارات تحت قيادة أمريكا وإسرائيل من أبناء الشعب اليمني هم بمثابة حطب لتحالف العدوان يوقدون بهم نار عدوانهم على اليمن.. غير مبالين بمصيرهم في مختلف جبهات القتال.. والحليم تكفيه الإشارة.. ولا عزاء لمن غاب عنه حلمه وحكمته.