الساحةُ التي كانت مفتوحةً أمام الهيمنة الأمريكية ومحور الامبريالية، بدأت تضيقُ، هذا شعورٌ أمريكي وأُوروبي ودولي.. أقطابُ الحرب الناعمة لا يريدون لنا حتى أن نقولَ إننا ننتصر، راقبوا هذا جيداً، في التعاطي مع الانسحاب الأمريكي من سوريا، وقبله الانتصار اليمني على "التحالف" الذي تقودُه السعوديّة بغطاء ودعم أمريكي وأُوروبي، يريدون أن نعلِّلَ هذا الانسحابَ من سوريا، وتلك الهزيمة المدوية في اليمن، بظروف إقليمية ودولية وخطط جديدة في التعامل مع أهمّ قضايا الشرق الأوسط، أن نعلّلَ فحسب!!
الخارطةُ الدوليةُ التي تتحركُ الآن هي نتاجُ حرب عسكرية تجري منذ 8 سنوات، كان قادتُها يسعَون إلى تغيير كُــلّ الأنظمة والحركات الثورية والمقاومات، المناهِضة للهيمنة الأمريكية ولكيان العدوّ الإسرائيلي، وتنشئة منطقة خاضعة فقط، وصامتة، وتطلُبُ وُدَّ الكيان، ما يتموضعُ حالياً هو ما لم تكن تريدُه واشنطن أن يحصل ولا حتى جزءٌ منه.
التقاريرُ الدوليةُ والمخابراتية تقول: إن تريليونات من الدولارات أُنفقت خلال الـ8 سنوات الماضية، أغلبُ هذه الأموال من دول الخليج "السعوديّة" تحديداً!! هذه الأموالُ أُنفقت في سبيل هزيمة الإرادة العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، هذه المعادلةُ يرادُ لها أن تذهبَ دون ذكر، رغم أنها تجربةٌ كبيرةٌ ومهمةٌ في تأريخ الشعوب.
زار المتطرفُ الأمريكي جون بولتون مستشارُ الأمن القومي الأمريكي كيانَ العدوّ الإسرائيلي، ودخل ساحاتِ المسجد الاقصى، حدث ذلك بهدوء، هذه نكسةٌ، لا دخل للشعوب العربية المناهِضة فيها؛ لأنها تخوضُ مواجَهةً مع المحور الأمريكي حتى لا تتكررَ مثل هذه الزيارة.
في الداخل يشيدُ هؤلاء بما يطلقون عليه "المحور المعتدل" السعوديّة على رأسه، في قرارة أنفسهم هذه المحور هَشٌّ، وخسر الحربَ الأهمَّ، ويتقاطرُ حالياً إلى سوريا، ويحاولُ الخروجَ من الحرب على اليمن.
إنها كُلُّ علامات الهزيمة..
في الإعلام يحاولون القول بأنهم يستعدون للحرب على إيران!!! المنطق يقول عكس ذلك، هؤلاءِ يعيشون أحداثَ هزيمة مدوية، الحرب الناعمة لكن بطريقة ساذجة ومكشوفة.