مراد شلي / لا ميديا -
يقف الشيخ السبعيني ناصر متسمرا أمام شاشة قناة المسيرة يتابع محاضرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الأولى في شهر رمضان وبجواره ولداه وأحفاده الثلاثة.
الحاج ناصر متابع دوما لمحاضرات وخطابات السيد:
«الإنسان في مسيرة حياته هو يسير إلى الله، مصيره الحتمي إلى الله سبحانه وتعالى».
«الإنسان مهما كان معانداً، وعاصياً، ومغروراً، وغافلاً، ومبتعداً عن نهج الله هذا لن يعفيه أبداً من هذا المصير».
يعود الحاج ناصر وهو يستمع لتلك العبارتين لعقود من حياته كيف عاشها في أطماع الدنيا كيف كان لاهثاً فيها ولاهياً عن هذه الحقيقة الوحيدة في هذه الدنيا وهي أن مسيرة حياته ستنتهي لله كمصير محتوم لا راد له.
«من أهم ما ينبغي أن نركز عليه في شهر رمضان هو الإقبال على هدى الله، وأن نفتح قلوبنا لهدى الله، من واقع الشعور بالحاجة إلى هدى الله سبحانه وتعالى».
فعلا يقولها في نفسه الحاج ناصر التركيز على الإقبال على هدي الله بدل الالتهاء بالتناول الديني السطحي.. أن يفتح قلبه لهدى الله لشعوره بالحاجة لهدى الله سبحانه وتعالى.
«شهر رمضان يعتبر فرصة عظيمة للإنسان لأنه يتهيأ فيه من إصلاح وتزكية والسعي للرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة والإنابة».
«في مقدمة ما يحرص الإنسان عليه من بداية شهر رمضان، هو إصلاح علاقته مع هدى الله ليكون ممن يتذكَّر».
يومئ برأسه الحاج ناصر يقيناً بما سمعه وعهداً على نفسه بأن يكون هذا الشهر لما فيه من روحانية عظيمة أن يكون شهر الرجوع لله بكل إنابة وتوبة.
«ينبغي على الإنسان أن يحرص هو على تهيئة نفسه ومشاعره لتلقي هدى الله تعالى، والانتفاع به».
«حالة الإعراض هي الحالة التي يتجه الإنسان إليها بعد أن يفقد العلاقة الإيجابية مع هدى الله سبحانه وتعالى».
«حالة الإعراض حالة سيئة بالنسبة للإنسان؛ لأنه يسيء إلى الله حينما يتجاهل آيات الله ربه».
«مع الإعراض، مع التجاهل لهدى الله سبحانه وتعالى، مع الغفلة التي يتجه إليها الإنسان، يخذل بشكلٍ تلقائي».
أعوذ بالله من أن نصل لهذه الحالة في هذا العمر هكذا حدث نفسه العم ناصر..
«على الإنسان أن يدرك أهمية هذه الفرصة وقيمة هذه الفرصة حتى لا يهدر أيام شهر رمضان ولياليه المباركة من دون استفادةٍ منها واغتنامٍ لها».
بالفعل هكذا قال الحاج ناصر وهو يحدث نفسه: سأعمل برنامجا لي وللأولاد والأحفاد ولجميع الأسرة لاغتنام هذه الفرصة حتى لا نهدرها دون استفادة منها.
«أحوال الناس تحصل فيها الكثير من المتغيرات، وهكذا تطرأ على الإنسان الكثير في نفسه، في أحواله، في ظروف حياته، ثم في الواقع من حوله، لكن مهما كانت هذه المتغيرات هي تأتي في إطار رحلة الإنسان ومسيرة حياته».
«الإنسان في مسيرة حياته وفي هذه الرحلة، بما يطرأ فيها من متغيرات، هو يسير إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، مصيره الحتمي إلى الله جلَّ شأنه، إلى الله المصير، هكذا يقول الله في القرآن».
«الإنسان يرى أنه لا يبقى في وضعية واحدة، ولا في حالة واحدة، بل يرى نفسه فعلاً في رحلة هذه الحياة ومسيرة هذه الحياة يتجه إلى هذا المنتهى: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}».
«إلى الله المنتهى، وإليه الرجعى، والمصير إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، كما قال في القرآن الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ}».
«في الآخرة يتذكر الإنسان ولكن يتذكر متأخراً جداً، بعد فوات الأوان».
«الإنسان يدرك في اللحظة الأخيرة من هذه الحياة أنَّ الفرصة قد انتهت».
«ها هي الفرصة أمامك الآن في هذه الحياة لتقدِّم لحياتك الأبدية، لمستقبلك الأبدي، لمصيرك في الآخرة».
«يقول جلَّ شأنه: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} فمصير كُلٌّ منَّا إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ومسيرة حياته هي تتجه به إلى هذا المصير، والرحلة التي هي في هذه الحياة، يتنقل فيها الإنسان من حالٍ إلى حال، ومن مرحلةٍ إلى مرحلة، هي تتجه به إلى هذا المصير: إلى الله سبحانه وتعالى».
«في هذه الفرصة الثمينة في فرصة شهر رمضان، علينا أن ندرك قيمتها وأهميتها».
مع نهاية المحاضرة بدأ الحاج ناصر بالحديث مع ولديه وأحفاده الثلاثة بكل ما جال بخاطرة عند الاستماع للمحاضرة ونقاطها ومحدداتها. ليشرع معهم في طرح أفكار برنامج عملي إيماني يومي للاستفادة من هذا الشهر العظيم والفرص العظيمة فيه.