في المحاضرة الرمضانية العاشرة لشهر رمضان 1445 هـ أكد السيد القائد على عدد من دروس العضه والعبرة والنقاط المهمة في قصة سيدنا آدم واولها هو اهمية ترسيخ التسليم لله سبحانه وتعالى وهذا من أهم المبادئ الايمانية، والاهم هو الايمان التام والكامل ان الله اعلم العالمين، ومما نستفيد من القصة من المواقف الثلاثه الأول هو موقف الملائكة وما يفترض بهم ان لا يكون لديهم تلك التساؤلات عن تدابير الله وكأن انقيادهم لله هو الارتقاء بالهداية، اما في موقف ابليس هو التكبر والغرور والعناد والكبر والعصيان لله وكانت النتيجة انه تحول إلى لعين ومطرود من رحمة الله، وهنا يجب أن نعرف ان الموقف الواحد يخرج الانسان من موقف الحق، اما في موقف آدم وحواء وهو ان مخالفاتهما كانت زله بسبب ان أوقع بهما الشيطان بالتضليل والخداع َولم ينتبها لتحذير الله لهما من الشيطان، ثم بادرت بالتوبة الصادقه لله وهي توبة عظيمة وببادرة سريعه ودرسا لا ينسى، وهنا نجد الفوارق الثلاثه، من أهم الدروس المستفادة حينما تنبهوا لهداية الله لهم وهو أن الله عليم حكيم وهذا درس في اهمية الاستحضار لله مسبقا..
إن استحضار مقتضى ما نؤمن به وعلى سبيل المثال ان الله قويا عزيز، ووعده بالنصر لانه القوى وهو العزيز، وعلى الانسان ان يستحضرون دوما الايمان بالله وهذا درس مهم جدا، ومن الدروس المهمه هو ان المسلمون عندما غاب عنهم مفهوم الاستخلاف في الأرض غاب عنهم الدور الحضاري كله، واصبحوا مه غير متجهه ولم يعد لديهم اهتمام ببناء امه حضارية منتجه، ونجد كم ان مؤثر على الأمة ويستفيد من ذلك اعدائها بالضغط عليها، ويجب على الأمه ان لا يعتمدوا على أعدائهم في توفير ومتطلبات حياتهم وإحتياجاتهم الضرورية، وكان من واجب المسلمين البناء في الاقتصاد والبناء العسكري، كان من واجب المسلمين على البناء الحضاري لانه متعلق ومرتبط بدينهم، وكأن تقديم النموذج المتميز المبني على هدى الله، والدول الغربية صحيح انها متقدمه لكنها متخلفه في القيم و الأخلاق والقيم الدينية والرشد والنظرة الإيجابية للإنسان ، ويستخدمون تقدمهم العلمي لما يضر المجتمعات، فنحن بحاجة لهدى الله لحماية هذه الحضارة والتقدم العلمي، وما نشاهده في قطاع غزه من السلاح الامريكي المدمر التي تستخدم لقتل الطفال والنساء الأبرياء ونشر الفساد وتدمير القيم والعفه والطهارة، وهذا بسبب انفصالهما عن هدى الله..
بدون هدى الله يستخدم الانسان تقدمه بما يضر ويفسد ، لذلك على المسلمين تقديم نموذج لبناء حضاري مبنى على العلم والهداية، ومن الدروس المهمة هو معرفة ان النعم والطيبات واسعه وكثيرة جدا و كلها متاحة أمام الانسان في التشريع الإلهي، وما حرمه الله هي الخبائث فقط وهي محدوده وقليلة جدا، وهذا يبين رعاية الله للمجتمع الوجود منذ بداية وجوده، ومن الدروس المهمة ايضا ان عواقب المخالفه هي ازالة النعم، واسائة استخدام هذه يعني الخسران وزوال النعم وهذه قضية خطيرة للإنسان، فالشيطان يسعى لشقاء الانسان وحرمان من النعم، ويخطط على كيفية خسارة الانسان تلك النعم ولهذا سعى لاخراج آدم وحواء من الجنه، ونلحظ ان عقوبة خروج آدم وحواء من الجنة التي ليست جنة الخلد بسبب شجرة في جنة نعيم عادية فكيف بالمعاصي التي تصيب الإنسان التي تخرجه من جنة الخلد الدائمة، والشيطان يسعى لهذه النقطه وهي خسارة جنة الخلد في مستقبلنا في الاخرة، ويكون مصير البشر إلى جهنم، وهذا أكبر ضرر يمكن أن يصيب الانسان..
بالنسبة لخطيئة آدم وحواء فقد انتهت بالتوبه وليست ممتده إلى ذرية آدم و أجيال بني آدم، فهذا غير صحيح، فهذه قاعدة اساسية في تشريع وعدالة الله لعبادة، وفي مسألة التوبة وهي من أعظم النعم، ومن الدروس المهمه هي بعد هبوط آدم وحواء وهي عداوة ابليس على بني آدم، فعداء ابليس لهما ولذريتهما مستمر حتى قيام الساعه، ولا يتغير موقف الشيطان من عدائه لبنى آدم حتى تجاه من ينضمون إلى صفه، النفس البشرية قابله للخير والشر والشيطان يدخل للنفس عبر الشر، وإذا اتخذ الانسان عامل العداوة مع الشيطان فهذا يحفزه الإبتعاد عن الشر والاستقامة والنجاح والموقف الحازم تجاه الشر والفساد والضلال،وكذلك درس خطورة الاحتقار للإنسان في عدم سجود الشيطان لآدم، ولذلك لا ينبغي لانسان مسلم ان يتحقر إنسان مسلم ابدا، والخطر هنا هو حمل مشاعر الاحتقار لإنها لا تنسجم مع الايمان، على مستوى التعامل والعمل ولكل إنسان مؤمن له دوره فالادوار مترابطه ولذلك لا يجوز ان يكون هناك حالة احتقار، وللأسف هناك عقدة احتقار للامه وانهار كبير بالاعداء وهذه حالة خطيرة تعيق العمل لتغيير الواقع، وينبغي ان نحذر من الغرور ومن الاحتقار والتحرك على اساس هدى الله، الغرور حالة خطيرة جدا على الإنسان الاحتقار ينبغي أن يكون للمجرمين..
* نقلا عن :موقع دائرة الثقافة القرآنية