بحياد تام وموضوعية، وبعيدا عن القداسة التي يوليها له أتباعه، أو الانتقاص الذي يرشقه به أعداؤه، أتساءل: من يكون؟! وما سره الخفي في مراكمة القوة، واتساع مدايات التأثير؟!
إنه لا يشبه شيئاً مما نعرفه عن رجالات السياسة والحكم؟!
ومن عساه منهم يلقي كل هذه المواعظ والدروس، على مدار اليوم والشهر والعام، وهو الذي لم تتوقف حروبه يوما منذ صغره، في حدود قريته، وحتى يومنا هذا، في جغرافيا ما وراء البحار؟!
إنه المطلوب رأسه دوما لأعدائه في كل زمن وبأي ثمن!
ولكم أن تضعوا قائمة مبهرة بأعدائه، تبدأ من صعدة وتنتهي مؤقتا بواشنطن!
أليس له نصيب من الخوف على نفسه وأهله وشعبه؟! أم أن له حساباته المغايرة فيما يتعلق بالكسب والخسارة؟!
ألا يميل ككل البشر إلى حياة شخصية مطمئنة وأسرية هادئة؟! وكيف لا يحلم ببناء بيت آمن ووادع هناك على قمة التل؟!
ألا يرغب بحرية التنقل ومتعة السفر والتجوال بطول وعرض العالم؟!
لماذا لا يمانع خوض كل المعارك في التوقيت ذاته، وكلما بدا التخفيض منطقيا ذهب إلى التصعيد وتحصل على النتائج؟!
إن كان يطمع في السلطة، فما باله لا يحافظ عليها كما يفعل الساسة؟! ولماذا يغامر بكل ما هو تحت يديه، باستجلاب أعداء من الوزن الثقيل جدا، نصرة لغزة؟! وكيف، بعد هذا، لطفل غزاوي دامع وامرأة غزاوية دامية، أن ينظرا إليه، إلا كبطل أممي ومخلص عالمي؟!
هل ثمة يمني في التاريخ المعاصر، أو حتى عربي ومسلم، له هذا التأثير والحضور؟! يكاد يعرفه العالم أجمع، وكما تكال له التهم والشتائم، ترفع صوره شرقا وغربا، وتنظم بحقه الكلمات والقصائد، وتعزف له وباسمه أغنيات الإعجاب “الروبنهودية” وبعديد اللغات “الجيفارية”! ولكل يمني من ذلك نصيب، أيا كان موقفه من ذاك القائد اليمني!
هل تعرفون زعيم جماعة، رئيس أو ملك دولة، يجرؤ أن يقف متحديا “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا، عدا عن السعودية والإمارات، وما هو دون، ليس بالكلمات فقط، بل باللكمات والصواريخ والمسيرات، وبسقف مفتوح من الممكنات؟!
ثم، ألا يبدو وكأنه يشغل منفردا رأس هرم أنصار الله، مع مسافة اعتبارية وقيادية فارقة مع صفها الأول، بما يعادل نصف حجم الهرم، وكأنه هو أنصار الله، وله رجال وأتباع ومحبون وآخرون؟!