قادتني قدماي صوب حديقة 21 سبتمبر.. رئة مدينة صنعاء، ومتنفسها البديع الأخضر، الأكبر والأجمل في اليمن والإقليم، والتجسيد الأمثل لإرادة شعب وجدت طريقها.
اجتزت إحدى بواباتها السبع، فإذا بي أعانق مليون شجرة، تموضعت في مجموعات حدائقية لها إيقاع تناوب الشمس والظل على بساط العشب، وتراصت في تخطيط حضري دقيق وتناغم بيئي مذهل ينساب مع ملامح الأرض صعودا وهبوطا، وكأنها تؤدي عرضا عسكريا صارما في التنظيم، ومتسامحا حد الابتسام في الترحيب!
في منتصف المحور البصري الممتد من الشمال إلى جنوب الحديقة، ارتفع شامخا متحف اليمن الجديد، تتوسط فناءه المفتوح، خارطة وطنية ثلاثية الأبعاد، بمساحة ملعب كرة قدم أولمبي، وفي المركز، تعالت أعلى سارية علم في العالم!
إلى الشرق، بحيرة «النضال» والجمال، تحيط بها حدائق الورود والصخور، والمتنزه العائلي العملاق «الأرض والإنسان»، يقابلها غربا، قرية الطفل لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، يليه المسرح المفتوح للثقافة والفنون الشعبية.
على صرخات سائقي السيارات في الخلف (هيا ما لك راقد) تنبهت فجأة لإشارة ورجل المرور الغاضبين، وأدركت أنني كنت أحلم!
لسبب لا يمكنني تفسيره، ومع كل الحنق والضجيج المتصاعد، لم أغادر.. أغمضت عيني بهدوء، أدركت الواقع وواصلت الحلم!
* نقلا عن : لا ميديا