الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
قراءةٌ في تشكيل حكومة
قراءةٌ في تشكيل حكومة "التغيير والبناء" وبرنامج عملها
حكومة
حكومة "التغيير والبناء": الميزات والتحديات
لماذا تخشى
لماذا تخشى "إسرائيل" من اندلاع حرب متعدّدة الجبهات؟
مرحلةُ التغيير والبناء
مرحلةُ التغيير والبناء
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف"هم" صُم بُكم عُمي
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد "بيت العنكبوت"
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف

بحث

  
فلسطين في الأدب المصري: أين أصبحت؟
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: 6 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 20 مايو 2024 07:57 م


كيف حضرت فلسطين ونكبتها في الأدب المصري؟ وما الذي تغير اليوم؟

 

"لا يثور التساؤل حول دور الأدب ودور الفن مثلما يثور وقت الأزمات الكبرى أو المحن التي تلحق بأمة ما في وطن معين". بهذه الجملة بدأ غالي شكري كتابه "أدب المقاومة" الصادر عام 1970؛ ليعرض التناقض ما بين الأمر الواقع والتحدي القائم. وكان شكري يستبق الوضع الحالي في ما يخص تناول القضايا الكلية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

شكّلت نكبة فلسطين عام 1948 منعطفاً تاريخياً هاماً في مسار الأمة العربية ومصر تحديداً. وتجلّى ذلك بوضوح في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك الإنتاج الأدبي. إذ صدرت كتب منذ بداية الوجود المصطنع للكيان المحتل عام 1949 بقصائد مثل "لا تصالح"، و"سقط القناع"، و"غزة أيتها الباسلة"، و"اللاجئ" وغيرها.

وتجلى بعد هزيمة عام 1967 بازدياد المدّ الشعري وانفجار بركان المشاعر الوطنية؛ فظهر شعر حماسي لأمل دنقل، وصلاح جاهين، وأحمد فؤاد نجم، ومحمد إبراهيم أبوسنة، ونجيب سرور؛ يغلب عليه الطابع القومي. وبمرور الوقت حضر السرد القصصي لتخرج للنور روايات تناولت النكسة، مثل "طريق العودة" ليوسف السباعي، ومسرحية "الذباب الأزرق" و"شرف" لصنع الله إبراهيم، و"حب في المنفى" و"شرق النخيل" لبهاء طاهر، والتي عالجت الموضوع بعمق إنساني. ثم تطور تناول القضية الفلسطينية؛ فابتعدت الأعمال عن الانفعال المباشر، واتجهت إلى تحليل نفسي واجتماعي أعمق، مثل "الطنطورية" لرضوى عاشور و"أمريكانلي" لصنع الله إبراهيم.

وباستحضار سؤال شكري عن دور الأدب ومكانة القضية الفلسطينية فيه خلال العقدين السابقين؛ ترى الكاتبة عبلة الرويني أن صياغة الأدب وتعبيره عن القضية تغير. واستشهدت بمقولة لمحمود درويش حول حادث استشهاد الطفل محمد الدرة وكيف أن الصورة التلفزيونية كانت سبباً لكتابته قصيدة عن الدرة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد خلت القصيدة من مشهد القتل وطلقات الرصاص وصرخات الأب. فالصورة تجاوزت الكلمات. كلام درويش ينطبق بالفعل على كثير من الأحداث والقضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالواقع أشد هولاً من التعبير عنه، والصورة والمشهد الفيلمي يمتلك طاقة تصوير وتعبير أسرع وأعمق تأثيراً. طبعاً ليست الصورة وحدها ما غيّر شكل الكتابة؛ إذ هناك تراجعاً في وعي الكاتب والمثقف بدوره وقضاياه.

هذا يتوافق مع رأي نجيب محفوظ عن القضية الفلسطينية وظهورها في أعماله حيث يقول إن: "الحقيقة أن الفن الروائي لا يستطيع أن يكتب خارج دائرة تجربته، إنه ليس كالشعر. فهو مجرد، إذ يمكنك أن تكتب قصيدة عن أي "حاجة" ما دمت تعبر عن عاطفتك الخاصة. لكن عندما تأتي لكتابة رواية، إذا كنت لا تعرف "حاجات" فإنك لا تستطيع أن تكتب هذه الرواية؛ الشارع، الإنسان، العلاقات اليومية، تجسد الرواية. أما أن يكتب الروائي عن بلد لم يره، فأمر مستحيل. لكن أنا أكتب عن فلسطين في ناحية أخرى، وذلك عندما أكتب عن العدل والظلم. فجوهر القضية الفلسطينية هو صراع بين عدل وظلم".

أما هيثم الحاج علي، الرئيس الأسبق للهيئة العامة للكتاب؛ فيرى أن القضية الفلسطينية عموماً ظهرت في الأدب المصري بأشكاله كافة على مدار العقود السبعة الماضية، سواء في الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرح. فقد كانت القضية الفلسطينية دائماً جزءاً أساسياً من الهم الأدبي المصري، أحياناً عبر صورتها الخالصة بالحديث عن القضية مباشرة، أو باعتبارها جزء من الهم السياسي المصري. وذلك لأسباب لها علاقة بتاريخ الصراع وتكوين الوعي المصري وأبعاد أخرى مرتبطة بالجغرافيا والسياسة والضلوع المصري في القضية منذ البداية. ربما تقل الوتيرة أحياناً، كما حدث في بعض الفترات مثل العقد الأخير، عندما يكون الانشغال بالهم الداخلي أكثر بروزاً، لكن في النهاية تبقى القضية الفلسطينية إحدى مفردات الثقافة المصرية.

ولعل الشاهد على ذلك، أنه بالرغم من التراجع في كمّ الأعمال الأدبية التي ظهرت فيها القضية الفلسطينية؛ إلا أن هناك اجماع بين الكتاب والمبدعين للتضامن مع فلسطين بشكل معلن. حيث يرى الحاج علي أنه على مدار تاريخ القضية الفلسطينية كان الأدباء المصريون يتابعون الأخبار والصور، وعلى صلة مباشرة بالمبدعين الفلسطينيين، سواء في عملية نشر إنتاجاتهم الأدبية أو حضورهم في المؤتمرات الأدبية، وهذا له أثره في طريقة حضور فلسطين في الأدب المصري.

هذا الرأي يؤيده أنور المغيث، الرئيس الاسبق للمركز القومي للترجمة؛ بقوله إن القضية الفلسطينية لم تغب يوماً عن الفضاء الأدبي المصري. فأثناء توليه منصبه كان هناك حرص على إحياء "يوم الأرض" في احتفالية سنوية تقدم فيها ترجمات عن القضية الفلسطينية والتي وصلت للعشرات من الكتب سنوياً. ومن أهم هذه الترجمات كتاب "مسألة فلسطين" لهنري لورنس ترجمه بشير السباعي، وصدر في 10 مجلدات، بالاضافة لكتب أدبية لفلسطينيي الشتات تحكي التغريبة الفلسطينية.

لكن المغيث يرى أن القضية الفلسطينية ذاتها لم تعد من أبرز موضوعات الكتابة في العقدين الأخيرين؛ وذلك لعدة أسباب منها ما قد يكون مرتبطاً بالقريحة الأدبية، ومنها لطغيان الصور الحية مما يحدث في الاراضي المحتلة، بحيب تصبح الكلمة ضعيفة أمام الحقيقة المرئية. بالاضافة لسيادة فكرة انعدام الحيلة والأمل في التغيير؛ أسفر عن سريان الشعور بالعجز، بعكس فترات سابقة حيث ساد الأمل في وحدة الشعب الفلسطيني والضغط العربي. لكن السبب الأهم من وجهة نظر المغيث هو تغير الصيغة السياسية التي تقدم بها القضية الفلسطينية؛ حيث كان الدفاع عن الحق الفسطيني جزء من الدفاع عن الطبقة العاملة المصرية، والتخلي عن الدفاع عن العمال يعني التخلي عن قضيتنا. هذه الصلة حدث فيها فصام ولم يعودا متصلين. 

ويتفق الحاج علي مع الرأي السابق حيث يرى أن وسائل التواصل أثرت على كل شيء؛ فحضور القضية الفلسطينية في الوعي الشعبي ومن ثم الأدبي صار أكثر حيوية ووعياً بما يحدث على الأرض. وككل شيء، غابت الطبيعة الخطابية والتنظيرية وظهر الأمر بوصفه هماً فردياً ناتجاً عن وعي جمعي.

أما الشاعر والكاتب الصحفي يحيي وجدي، فيرى أن القضية الفلسطينية لم تغب عن الوعي والوجدان المصري. لكن تغيرت طرق التعبير عنها. فهو من جيل تربى على العمل العام خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. لذا كانت فلسطين دائماً حاضرة في كل ما كتبه في الصحافة. لكن في مجال الشعر فله قصيدة وحيدة عن فلسطين، وهذا ما يفسر تحول حضور فلسطين أكثر في الاعمال المباشرة (الصحافة – العمل العام .. إلخ) أكثر من الأعمال الأدبية.

ويعزو وجدي هذا التراجع إلى سببين أولهما أن الاجيال السابقة كتبت كثيراً عن القضية والثورة الفلسطينية وذلك لارتباطها بقضايا التحرر سواء في مصر أو عالمياً، وثانياً الكتابة الفلسطينية سواء في الداخل أو المهجر؛ أثرت بالايجاب حيث ظلت فلسطين حاضرة في الاذهان. إضافة إلى وجود ما يسميه وجدي أزمة هيكيلة في الكتابة المصرية منذ العام 2000.

من جهته، يعتبر شوكت المصري، أستاذ النقد في أكاديمية الفنون، أن الحرب كموضوع في قصيدة النثر برز بشكل مكثف في الشعر خلال العقدين الأخيرين كما في أعمال عماد أبو صالح وصبحي موسى. أما النكبة فتوارت لصالح النكبات العربية المتعددة. كما أن قصيدة النثر قائمة على سقوط الأشكال السابقة (الوزن والتفعيلة) والتي صاحبت سقوط الأفكار الكبرى من القومية العربية والحلم العربي وغيرها.

وبهذا السقوط تحولت الافكار من الكلي إلى الجزئي؛ فانصب المبدع على الأفكار المباشرة. وأصبحت قصيدة النثر متسمة بالاغراق في الذاتية والطابع الاستهلاكي؛ ولم يعد منشغلاً بالقضايا الكلية. 

لكن أستاذ النقد في أكاديمية الفنون يرى أن المستقبل ليس مظلماً، فالتغيير في وعي الشباب حدث بشكل عفوي، وهذا وفقاً لتجربته في تدريس طلبة الجامعة. هذا الوعي أربك العديد من الحسابات والسياسات، مما أعاق تنفيذ مخططات التطبيع مثلاً. لكن النتاج الأدبي للأجيال الجديدة قد يتأخر بضع سنوات حتى ينضج، كما قد يصاحبه تغير في القالب. 

 

* نقلا عن :الميادين نت

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الثورة نت
الدورات الصيفية..استراتيجية تربوية لتحصين أبنائنا وتنمية مهاراتهم المعرفية والإبداعية
الثورة نت
لا ميديا
خيبة إماراتية في صحيفة صهيونية.. لماذا لم تجهز «إسرائيل» على حماس بعد
لا ميديا
لا ميديا
استشهاد رئيسي ورفاقه..حادثة عادية أم مدبرة
لا ميديا
الجبهة الثقافية
غزةُ بين العرب وجنوب إفريقيا
الجبهة الثقافية
د.شعفل علي عمير
قراءاتٌ في قمة “المنامة”
د.شعفل علي عمير
الجبهة الثقافية
لستم وحدكم جند الله معكم ..
الجبهة الثقافية
المزيد