كرّست الهجمات الأخيرة التي شنّتها القوات البحرية اليمنية، في الساعات الـ72 الماضية، على السفن المرتبطة بإسرائيل، المسار التصاعدي للأحداث في البحريْن الأحمر والعربي وخليج عدن، وانتقالها من مرحلة الاستهداف إلى مرحلة الإغراق، مع تمكّن تلك القوات من تحقيق إصابات دقيقة في السفن المستهدفة، وتكرار حوادث اشتعال النيران فيها ومواجهتها احتمال الغرق. وآخر هذه السفن كانت السفينة الأوكرانية «فيربينا» التي اشتعلت فيها النيران نتيجة إصابتها بشكل مباشر. وقالت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، إنّ «فيربينا التي ترفع علم بالاو وتملكها شركة أوكرانية وتشغّلها شركة بولندية، أبلغت عن وقوع أضرار وحريق على متنها، سعى الطاقم إلى مكافحته»، مضيفة أن «أحد البحارة أصيب بجروح خطرة»، وأنّ «طائرة من السفينة الأميركية يو إس إس فيليبين (سي جي 58) نفّذت إخلاء طبياً للبحّار المصاب إلى سفينة قوة شريكة قريبة، لتلقّي الرعاية الطبية». واعتبرت «القيادة المركزية» أنّ «هذا السلوك المتهوّر للحوثيين، المدعومين من إيران، يهدّد الاستقرار الإقليمي ويعرّض للخطر حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن». وهدّدت بوقف المساعدات عن مناطق سيطرة "أنصار الله"، بالقول إن «التهديد المستمر الذي يسبّبه الحوثيون لإمكانية العبور الآمن في المنطقة، يجعل من الصعب تقديم المساعدات الحيوية للشعب اليمني»، وتوعّدت «بالعمل مع الشركاء لمحاسبة صنعاء وتقويض قدراتها العسكرية». وذكر البيان، أيضاً، أن القوات الأميركية «دمّرت قاربي دورية وزورقاً مُسيّراً وطائرة مُسيّرة تابعة للحوثيين فوق البحر الأحمر».وكان الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، قد أكّد، في بيان أصدره في ساعة متأخرة من ليل الخميس، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية بحرية مشتركة للقوات البحرية والقوات الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر، جرى خلالها استهداف السفينة «فيربينا» في البحر العربي بصاروخ لتصاب إصابة مباشرة، وكذلك استهداف السفينتين «سيقاردين» و«أثينا» بصواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة، على خلفية انتهاك هذه الناقلات القرار اليمني الخاص بمنع وصول السفن التجارية إلى موانئ فلسطين المحتلة عبر البحر المتوسط.
وتعليقاً على ذلك، اعتبرت مصادر مطّلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن العمليات الأخيرة كشفت عن تطور لافت في قدرات صنعاء العسكرية، خاصة أن العملية التي استهدفت السفينة «فيربينا»، والتي جاءت بعد يوم واحد من استهداف السفينة اليونانية «توتر» واشتعال النيران فيها، تؤكد استخدام أسلحة متطورة، وانتقال الهجمات اليمنية من الاستهداف إلى الإغراق. وأشارت إلى أن العمليتين المذكورتين نُفّذتا بأسلحة حديثة دخلت المعركة للمرة الأولى، مؤكدة أن قوات صنعاء تمتلك المزيد من المفاجآت، وأن الاستهداف إلى حد الإغراق سوف يتواصل، لتأديب كل سفينة تنتهك الحظر اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية