حوار- عادل عبده بشر / لا ميديا -
هو ابن العشيرة الحمادية -آل حمادة- التي تنتسب إليها معظم عشائر منطقة البقاع، التي تُشكل مع مناطق أخرى في الشرق والجنوب اللبناني، كابوساً للكيان الصهيوني.. التحق بالعمل السياسي المقاوم منذ سن مبكرة مُتدرجاً في المسؤوليات الحزبية لدى حزب الله، حتى انتُخب عضواً في كتلة الوفاء للمقاومة -الجناح السياسي لحزب الله- في مجلس النواب اللبناني.
عمله الحزبي ودراسته الأكاديمية لم يحولا دون شغفين: الرياضة والشعر. في الأولى نال جوائز عدة في بطولات محلية في الـ«بينغ بونغ»، وحاز الحزام الأسود في «الكاراتيه». وفي رصيده الأدبي خمس مجموعات شعرية وكتابان في النقد الأدبي وكتاب في أصول التدقيق اللغوي.
وبالرغم من انشغاله كبقية القيادات والمسؤولين في هذه المعركة المصيرية مع العدو الصهيوني، وقوى عالمية تقف وراء الكيان العبري، إلا أن البرلماني والقيادي في حزب الله، الأديب والشاعر الدكتور إيهاب حمادة، خص صحيفة «لا» بحوار صحفي، ننشره على حلقتين، في الأولى يتحدث عن تطورات الأحداث ارتباطاً بحرب الإبادة الصهيونية لشعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، فيما خُصصت الحلقة الثانية للحديث عن الأدب المقاوم.
محددات جديدة
تُعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023م لحظة مفصلية في تاريخ الصراع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني. اليوم ومع مرور نحو 8 أشهر، ما أبرز النتائج التي حققتها هذه الملحمة البطولية؟ وما تصوركم لسيناريوهات انتهاء العدوان على غزة؟
أنطلق من قول الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران: «الخميني رصاصة انطلقت من القرن السابع الميلادي واستقرت في قلب القرن العشرين»، لأقول: صحيح أن «طوفان الأقصى» انطلق في فلسطين في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولكنه مرتكز إلى كل الحراك والتاريخ المقاوم، وقد عبر كل حدود الجغرافيا، ولايزال يتحرك على مستوى العالم، ولن يستقر إلا في قلب العالم الجديد الذي تكون فيه فلسطين حرة سيدة مستقلة من البحر إلى النهر، ويكون القرار لشعوب هذه المنطقة، وليس لأصحاب المشاريع التي تنظر إلى الشعوب بوصفها خدماً تستثمر في ثرواتها وتقودها إلى حيث لا وجود ولا تأثير لها.
ما نعتقده هو أنّ «طوفان الأقصى» قلب الطاولة على ما كان يتم تحضيره للمنطقة، وخصوصاً لفلسطين، من خلال رؤية أمريكية غربية صهيونية، مع بعض أنظمة وحكام الدول العربية لتصفية القضية الفلسطينية، ورسم محددات جديدة على مستوى القضية الفلسطينية وعلى مستوى المنطقة، ووضع الكيان أمام مأزق وجودي حقيقي لم يعرف مثله منذ العام 1948، وهذا بيّنٌ واضحٌ من خلال ما يجري في جنوب فلسطين (قطاع غزة) وشمالها (الجليل) ووسطها (الضفة الغربية).
نفاق أمريكي
مؤخراً قدم الرئيس الأمريكي بايدن مقترحاً لإيقاف الحرب في غزة، كيف تنظرون إلى هذا المقترح؟
مقترح بايدن لا يخرج عن سياق النفاق الأمريكي. نحن نعتقد اعتقاداً جازماً أن الإدارة الأمريكية هي الراعي والمذخّر الفعلي، وأنّ ما جرى ويجري في غزة منذ ثمانية أشهر هو بإرادة أمريكية ودفع أمريكي، وأنّ الخلاف هو في الأسلوب فقط، أما تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة فهي أهداف أمريكية كما هي أهداف «إسرائيلية»، ولكن صمود المقاومة وثبات أهل غزة، والمواجهة الحاصلة، فرضت على الأمريكي و«الإسرائيلي» هزيمة تلوح في الأفق ونقصاً في الخيارات، فكان على بايدن أن يستدرك لصالح «الإسرائيلي»، ولصالح ترميم واقعه الانتخابي بعد ما ظهر فيه من تقهقر أمام تغير الرأي العام الأمريكي والعالمي، خصوصاً أن العملية العسكرية «الإسرائيلية» وصلت إلى أفق مسدود ولم تحقق أي هدف من أهدافها.
المسار هو مسار إعلان هزيمة هذا الكيان، ولا فرق إذا كان ذلك سيحصل اليوم أم غداً، ولا بد للأمريكي أن يرتب أوراقه من جديد كي يستكمل مشروعه لمحاولة الالتفاف على الهزيمة التي منيَ بها بشكل غير مسبوق على أيدي أبناء المقاومة في فلسطين ولبنان.
وهناك أيضاً المتغير الواضح الذي يدفع الأمريكي ثمنه من خلال اليمن العزيز وأداء أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية وموقف الشعب اليمني.
وبالتالي فالأمريكي ينظر إلى المنطقة على أنها بركان يغلي ولا يعلم متى يتجه باتجاه المصالح الأمريكية، ويرى أن الوظيفة التي أنشئ لأجلها هذا الكيان، وهي رعاية المصالح الغربية وحمايتها، سقطت، لأن هذا الكيان لم يستطع حماية وجوده وحدوده وفقد مبرر بقائه.
ثبات المقاومة
ما تقييمكم لوضع فصائل المقاومة حالياً في غزة؟ وما الذي حققه جيش الاحتلال في ضرب بنية المقاومة وقدراتها العسكرية؟
الإجابة على هذا السؤال تنقسم إلى ما يستند إلى مؤشرات، وما يستند إلى معلومات.
على صعيد المؤشرات: تجلى بوضوح أنّ منظومة القيادة والسيطرة في المقاومة ثابتة وقوية، ويمكن استشراف ذلك مما يعلنه يوميّاً «الإعلام العسكري» ويؤشر إلى العلاقة الدائمة بالمجموعات المقاتلة على كامل أرض قطاع غزة، وما تشير إليه العمليات المركبة في الشمال والوسط والجنوب من قوة واقتدار. الإسرائيلي لم يستطع أن يثبت في مكان وحوّل حربه داخل غزة إلى دفاع عن محور «نتساريم» وكأنه نسي أهدافه من القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى والوصول إلى الأنفاق.
أما على صعيد المعلومات، فما سمعناه من قيادة فصائل المقاومة في فلسطين هو أن ثباتها وقوتها وقدرتها بخير، وأنها استعادت 70% من قدراتها على المستويات كافة، وأن عمليات التصنيع لاتزال قائمة بشكل مرن ومتناسب مع متطلبات الجبهة، وهو ما يعترف به كيان العدو نفسه، وما يكشفه المقاومون من معلومات يتكتم عليها الإسرائيلي الذي فعّل قانون الرقابة العسكرية في غزة وفي شمال فلسطين المحتلة.
بالمؤشرات والمعلومات، المقاومة في غزة ثابتة، وفصائلها على أعلى مستوى من مستويات التنسيق، وهم يعرفون تماماً ماذا يريدون، وقد وضعوا الخطط التي تنمّ عن هذا العقل الاستراتيجي في المواجهة، ونحن مطمئنون إلى قدرة هذه المقاومة على إنجاز نصر عسكري ميداني على مستوى كامل قطاع غزة.
عمليات حزب الله
كشفت العمليات العسكرية لحزب الله ضد الكيان الصهيوني عن امتلاك الحزب أسلحة وتكنولوجيا متطورة ونوعية، وانعكست فاعلية وتأثير تلك العمليات، بشكل واضح على تصريحات مسؤولي كيان الاحتلال الذين يواصلون تهديداتهم بضرب بيروت وتحويلها إلى غزة أخرى.. ما مدى استعداد حزب الله لمواجهة أي عدوان صهيوني مباشر على بيروت؟
«الإسرائيلي» يعلم تماماً أن المقاومة في لبنان لم تخضع في تاريخها لتهديد أو وعيد أو تهويل، وأنه عندما كان يهوّل ويهدّد كان يتلقى الضربات القاسية مباشرةً كما يحصل اليوم، ومن لم يستطع أن ينجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، على مستوى جغرافيا ضيقة وضمن قدرات محددة نتيجة الحصار، فإن كلامه عن توسعة الحرب والاعتداء على بيروت هو كلام أكبر منه نضعه في إطار التهديد والتهويل، وهو وسيلة الضعيف، ولكن المقاومة على جهوزيتها باتكالها على الله تعالى وعلى قدرات أبنائها وما استطاعوا أن ينجزوه على مستوى التطوير وعلى مستوى الروحية، تتوق لمواجهة العدو، وعشرات الآلاف ممن تركهم عماد مغنية يتوقون لهذه المواجهة الحاسمة، ونحن نؤمن بقوتنا وقدرتنا وقوة حقنا كما نؤمن بمحورنا وبإخواننا في سوريا والعراق واليمن العزيز الذي أدهش العالم والذي يسطر من خلال قيادته ومجاهديه وشعبه العزيز والأبيّ والقرآني، ملاحم غير مسبوقة، نؤمن أن اللحظة الآتية هي صالح هذه الأمة وقواها الحية التي تستند إلى حقوقها وإلى مبادئ استلهمتها من القرآن الكريم ومن إسلامنا العزيز، ونؤمن أن الأرض لن يرثها إلا عباد الله الصالحون، وليرغي «الإسرائيلي» ويزبد ونحن له بالمرصاد.
التهديد باغتيال نصر الله
قال رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، إن «إسرائيل» تعرف مكان السيد حسن نصر الله، وتستطيع اغتياله في أي لحظة عندما تريد ذلك.. ما تعليقكم على هذا؟
هذا التهديد والتهويل لا ينفع مع من انتمى إلى هذه المقاومة، ونحن ندعو الله تبارك وتعالى أن يحفظ سيدنا وقائدنا ومولانا سماحة السيد حسن نصر الله من كل مكروه ومن كل شر، بما له من حضور وفاعلية على مستوى هذه الأمة، ولكننا نعتقد أن سماحته هو ممن يتوقون إلى المواجهة واللقاء، وهو لم يوفر ولده السيد هادي، وهو في شوق إلى آبائه وإلى ما وُعِد على مستوى اليقين من مقامٍ عند الله تعالى.
حفظ الله سماحته لهذه الأمة وانتصاراتها، ليشكل مع الإمام القائد السيد علي الخامنئي والسيد العزيز عبدالملك الحوثي ومع بقية قادة محور المقاومة الصورة التي من خلالها نرى فلسطين سيدة حرة مستقلة، وليصلوا جميعاً في المسجد الأقصى، ولكن في جميع الأحوال، الإسرائيلي يعرف أن ذلك لا يقدم ولا يؤخر في المشروع الإلهي الذي يشكل السيد حسن ركناً أساسيّاً فيه، ونحن اعتدنا على استشهاد قادتنا من الشيخ راغب حرب إلى السيد عباس الموسوي إلى الحاج عماد مغنية إلى السيد مصطفى بدر الدين والحاج حسان اللقيس وقائمة تطول من الشهداء القادة. ونقول لـ«الإسرائيلي» الذي يهوّل ويهدّد «الحرب بيننا والميدان يثبت من سيضحك أخيراً».
الموقف اليمني
بينما يتحكم حزب الله في إيقاع المعركة في جبهات شمال فلسطين المحتلة، تثبت صنعاء إبداعها في إدارة عملياتها ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي»، ومن خلفه ضد حليفتيه الولايات المتحدة وبريطانيا، والمواجهة معهما، مركزةً جهودها على غزة.. ما مدى استراتيجية الخطوات اليمنية والثبات والارتقاء في الموقف والعمليات العسكرية المساندة لشعبنا الفلسطيني؟
تختلط المشاعر والأحاسيس والعواطف حين نتحدث عن اليمن، فحتى حين نتحدث عن قدرة اليمن وقوته وإبداع قيادته الحكيمة وثبات شعبه، يسبقنا دمعنا، ولا نعرف السر في ذلك.
اليمن يحاصر الكيان بكل ما للكلمة من معنى، يحاصره على مستوى وجوده، ويشكل الهاجس الحقيقي لديه، ولا نبالغ إذا قلنا إن الشعب اليمني هو سر من الأسرار الإلهية على هذه الأرض، على مستوى علاقته مع الأمة ومع الأرض ومع كل أبناء جلدتهم، الغيرة التي يحملونها، الانتماء إلى القرآن. عبّرت مرة أنني عندما أرى اليمني يتحرك فكأنني أرى آيات من القرآن الكريم تتحرك بين ظهرانينا.
لا شك في أن الحكمة التي تقود هذه القوة في اليمن تجلت في أبهى صورها، وهذا الارتقاء والتدرج في الضغط على الكيان يؤتي أكله، ونحن نعتقد أن ما يقوم به اليمنيون هو في مقدمة ما يؤثر في ما يتخذه الأمريكي والبريطاني والغربي عموماً من قرارات، وقد أصبح هؤلاء على قناعة أنه لا يمكن لأحد أن يهزم هذا الشعب المستعد لمواجهة العالم كما فعل في السنوات العشر الماضية.
نعتقد أن في جعبة اليمنيين ما هو أكبر بكثير مما ظهر حتى الآن، وندعو لهم بالحفظ كما حفظوا هذه الأمة وماء وجهها.
وهنا نتطرق إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» لثلاث مرات في البحر الأحمر، وإجبارها على الفرار منكسرة، هذا الأمر لا يبين فقط عن القدرة والقوة التي وصل إليها اليمن، بل عن خلفية الموقف في مواجهة الأمريكي إلى أبعد الحدود، وفي مقدمة ما يقرأه الأمريكي ليبني موقفه، الأداء اليمني والموقف اليمني من خلال ما يعلنه السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، والمبادرة التي طرحها بايدن لا تخرج عن هذا السياق.
هي المرة الأولى في التاريخ التي نملك فيها زمام الأمور على هذه الشاكلة، ونستثمر كل قدراتنا، ومنها الموقع الجغرافي لليمن الذي تمكن من خلال قدرته الصاروخية وبناءً على موقفه في المواجهة، من إلحاق الأضرار الفادحة بالعدو، ويُنتظر ويُتوقّع منه أكثر بحال استمرت هذه الإبادة في غزة، وهو ما يحسب له الأمريكي و«الإسرائيلي» وأعداء هذه الأمة ألف حساب، وهو ليس غريباً عن اليمنيين على أي حال، الذين أثبتت التجربة تصميمهم على تحقيق أهدافهم وأنهم لا يتراجعون عنها.
صوت كل يمني
برأيكم ما سر القوة والثبات الذي يظهر به السيد عبدالملك الحوثي، في مواجهة «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا، وعلى أي أرضية يقف لمجابهة دول الاستكبار العالمي، في وقت لم تتجرأ الأنظمة العربية مجتمعة على اتخاذ أبسط المواقف أمام العنجهية الصهيونية؟
أستذكر هنا ما قاله رسول الله (ص) عن اليمن: «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وأستذكر أيضاً ما كان يمثله اليمن من تاريخ حضاري لشعوب العالم، وهو الذي احتضن أقدم الحضارات على وجه هذه البسيطة، شعب عريق جذوره ضاربة في التاريخ ومتصلة بالإسلام المحمدي الأصيل.
وفي التاريخ الحديث، اليمني شخصية حضارية لم تلوَّث بكثير مما عمل عليه الغرب على مستوى المناهج التربوية وتصدير «اللاحضارة»، وحافظت على ارتباطها وتعلقها بالقرآن الكريم، وهذا من أعظم أسرار اليمن وأنصار الله على وجه الخصوص، وهو ما أسسه السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي الذي بدأ بناء الشخصية اليمنية الجديدة مرتكزاً إلى تاريخ هذه الشخصية وإعادة تعميق وتأصيل ارتباطها بالقرآن الكريم.
وفي هذا السياق نفهم بعمق تصريح قادة أنصار الله دائماً أنهم لا يخشون في الله لومة لائم، وأن ما يهمهم هو رضاه تبارك وتعالى وسخطه فقط، لأن من يرتبط بالله تبارك وتعالى تصغر في عينيه هذه الدنيا ولا يحسب لأحد حساباً، ومن يبحث عن رضا الله لا يعبأ بموقف الآخر الذي يمثل العداء الكامل لله تبارك وتعالى ورسالاته ولمفهوم الرحمة بالإنسان.
ونتيجة المنظومة القيمية التي يحملها اليمني فإنه يقف مليّاً وعميقاً أمام خدش الكرامة، وبهذا المعنى فإنّ اغتصاب فلسطين يُمثّل طعناً في العقيدة ويثير الشخصية اليمنية بعامة، التي تأبى أن تُخدش كرامة الأمة، وهي مرتكزات الموقف اليمني تجاه العدو الصهيوني في مواجهة احتلاله لفلسطين.
وما يقوله السيد عبدالملك (حفظه الله ورعاه)، ويعبّر عنه، هو تماماً هو ما يؤمن به الشعب اليمني ويتحرك من أجله، وبالتالي فإنّ السيد لا يأخذ الشعب اليمني إلى مكان لا يستسيغه أو يخالف شخصيته ومبادئه ومرتكزاته، بل يمثل كلامه كل يمني، وهو ما يجعل كلامه مؤثراً لأن من يستمع إليه يعرف أنه يستمع من خلاله إلى صوت كل يمني، هذه العلاقة بين القائد والشعب تجعل هذا الصوت مدوياً ومسموعاً وهو ما نشاهده في تعاطي الغرب مع ما يطرحه السيد من عناوين في خطاباته.
التنسيق بين المقاومة
ما مدى التنسيق بين حزب الله وأنصار الله في هذه المعركة، وكذلك التنسيق بين أطراف محور المقاومة بشكل عام؟
لم يعد خافياً على أحد أن التنسيق بين حركات المقاومة وأطراف محور المقاومة هو في أعلى مستوى، على مختلف المستويات، في المواقف وفي الأداء وفي إدارة المعركة والمواجهة، وهو ما تم التعبير عنه بـ«وحدة الساحات». وعلى الجميع أن يعي بحق أن أمثال هؤلاء القادة الذين يتمتعون برجاحة العقل والحكمة ووحدة الرؤى والأهداف قد لا يحتاجون إلى عناء كبير في عملية التنسيق، لأن الكل يحمل الرؤية ذاتها والأهداف ذاتها، وسبل تحقيق هذه الأهداف وهي المقاومة والمواجهة، هي محل إيمان الجميع. بهذا المعنى يكون التنسيق حاصلاً حتى بغير تنسيق مادي ولحظي، بفعل الانسجام في الرؤية والأهداف والمبادئ وبناء الشخصية، من إيران إلى اليمن وفلسطين والعراق ولبنان. الجميع ينتمي إلى مدرسة واحدة، وهذه المدرسة تقتضي سلوكيات متشابهة بين أبنائها ممن يحاولون الوصول إلى مكان واحد.