محمد التعزي / لا ميديا -
في أول الثورة اليمنية 1962، كان الوطن اليمني سوقاً للجواسيس الذين عملوا لصالح القوات المصرية والقوات الملكية. وأرشيف الأمن الوطني يزدحم بعشرات الأسماء الجاسوسية التي كانت ترصد حياة الجمهورية الوليدة.
واستطاع المدرسون المصريون الحصول على معلومات خطيرة تلقفوها من أفواه الطلاب في مراحلهم المدرسية المختلفة.
ويأخذ الجواسيس أعلى المرتبات والتأمين الصحي على الحياة والجسد... الخ، وعلى هذا الجاسوس أو ذاك أن يتخذ الحيطة والحذر لأنه مستهدف في أي لحظة وفي عنقه دين واجب الأداء.
تحت وطأة الفقر والجهل معاً ظهرت الجاسوسية في أول الثورة اليمنية بشكل سافر، فكان الجاسوس المزدوج جاسوس السفارة المصرية والسورية والعراقية، وجاسوس الملكيين يعمل عمل الشيخ الذي يكون جمهورياً في الليل وملكياً في النهار، فهو يرسل التقارير للسفير المصري محمد عبدالواحد في صنعاء ويبعثها للأمير محمد بن الحسين في نجران وجيزان، يلعن السلال في تقرير ويصلي ويسلم عليه في تقرير آخر...!
ومشكلة هذا الجاسوس أنه يظن -وبعض الظن إثم- أنه بلغ في العبقرية مداها، وأنه قادر على استغفال الأطراف، وقادر على أن يتلوّن كالحرباء وفق مصلحته الذاتية. ومما يؤسف له هو ما تقدمه بعض نساء المسؤولين في مجالسهن الخاصة من معلومات ينبغي ألا تذكر عن سلوك أزواجهن في الوظيفة العامة، كأن تباهي بقدرة زوجها على استخلاص الأموال بطريقته العبقرية، وأنه حصل على كذا وكذا، وأنه كذا وكذا... الخ.