سلسلة روائع الأدب اليمني..(45) الشاعر عبدالوهاب أحمد الشيخ.. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعرعبدالوهاب أحمد الشيخ
غضب
..
إن لم يَثُر بعد هذا عندكم غضبُ
فليسَ فيكم حياةٌ أيها العربُ
إن لم يجشْ فى عروقِ المسلمينَ دمٌ
على الضحايا ففى إسلامهم كَذِبُ
إن لم يكنْ لبني الإنسانِ موقفَهم
ضدَّ الطغاةِ ففى جيناتهم لَعِبُ
إن لم يكن فى قوانين الحقوقِ حمىً
يحمي الحقوقَ ففيها الزورُ والعَطَبُ
وفى فلسطينَ مقياسٌ وتعريةٌ
لزيفِ ما يدَّعي القانونُ والكتبُ
بانت بشاعةُ هذا العصرِ وانكشفت
سوءاتُهُ وتجلى الشكُ والرِيَبُ
كلُّ المواثيق تنظيرٌ وفلسفةٌ
كالطبلِ غايتهُ التخديرُ والطربُ
والبرتكولاتُ ليست غيرَ تغطيةٍ
على جرائمَ فوقَ الناسِ تُرتَكبُ
ومجلسُ الأمن أمنٌ لليهودِ وما
لغيرهم أي أمنٍ منهُ يُرتَقَبُ
حضارةُ اليومِ وهمٌ خلفَ رونقِها
يعربدُ القبحُ والإرهابُ والشَغَبُ
وليسَ ثمةَ ما يحمي الشعوبَ بها
سوى "أعدوا لهم" فى الحربِ ما يَجِبُ
فلا الهتافاتُ تأتي بالسلامِ ولا
يردُ بأسَ الأعادي الشجبُ والخطبُ
" السيفُ أصدقُ أنباءً" لذي وَطَرٍ
وإنَّ أصدقَ ما في عصرنا اللهبُ
***
ويسألونك ما البأسُ الشديدُ فقل
إلى اليمانين ذاكَ البأسُ ينتسبُ
وقل همُ النصرُ للمظلومِ فى زمنٍ
به تخاذلتِ القاداتُ والرتبُ
وإنهُ يمنُ الإيمانِ فى أمَمٍ
سادَ النفاقُ بها والزورُ والكذبُ
وأنهم مددُ الرحمنِ مذْ دخلوا
فى الدينِ ما بدلوا شيئًا ولا انقلبوا
وها همُ اليومَ فى عمقِ اليهودِ لهم
باعٌ طويلٌ لهُ فى بطشهِ عَجَبُ
تسري صواريخُنا تطوي السماءَ بها
بأسٌ وبؤسٌ وفى أصواتها الصخبُ
وقودُها الغضبُ العاتي وتطلقها
بأمرِ ربكَ أيدٍ كلُها نُدَبُ
حتى المسافاتُ من تمويهها عجبت
حتى الحساباتُ والإحصاءُ والنِسَبُ
يقولُ رادارُهم لمَّا تَمُرُّ بهِ
يا ليتَ شعري لماذا زادتِ الشُهُبُ!
ويستعيذُ من الشيطانِ مُندهشًا
ماذا هنالكَ جنٌ أم بهِ عَطَبُ؟
كأنما رصدت موجاتهُ شررًا
فبينما… أكدَ التفجيرُ واللهبُ
يا خيبةَ البثِ والإرسالِ كيف عَمَتْ
تلكُ الدفاعاتُ والأبراجُ والقُبَبُ؟
أسمى أماني باتريوت ساعتها
هي النجاةُ من الطوفانِ والهَرَبُ
***
قل لليهودِ ومن فى دربهم دأبوا
أن انتهاءَ بني صهيونَ يقتربُ
وأنهُ لم يعد فى الوقتِ مُتَّسَعٌ
ليُفسدوا مرةً أخرى ويغتصبوا
واللهُ فى سورةِ الإسراءِ أمهلهم
لمرتينِ وقد مرت وما حسبوا
وإذ تأذنَ ربُّكَ حينَ قطَّعهم
فى أرضهِ أُمَمًا بالذلِ تنضربُ
ليبعثنَّ عليهم مَن يَسومَهمُ
سوءَ العذابِ ويجزيهم بما كسبوا
ووعدُ أخراهما لاحت بوارقُهُ
وطافَ طوفانهُ والخصمُ مُضطَرِبُ
نرى انهزاماتِه فى كلِ مَجزرةٍ
نكراءَ فى غزةَ الشماءِ تُرتَكَبُ
هذا التوحشُ والإجرامُ عن قلقٍ
وإنهُ الآنَ موجوعٌ ومُرتعبُ
هذى انتفاشةُ ما قبلَ المماتِ بِهِ
هذي نهايتُهُ واللهِ تقتربُ
....
بعد قرار تصنيفنا بالارهابيين
ارفع جبينك أيها الإرهـابي
فلقد وُصفتَ بأنسبِ الألقابِ
فى هذهِ صَدَقَ العدو وربما
يأتيكَ صدقُ القولِ من كذاب
صدقوا بتصنيفِ اليماني الذي
ذاقوا على كفيهِ سوءَ عذابِ
وتجرعوا الويلات عند قتالهِ
وجهًا لوجهٍ أو معَ الأذنابِ
عرفوهُ فى الميدانِ ليثًا ضاريًا
يعدو عليهم كاشرًا للنابِ
طلا يلتقي بعدوهِ فى ساحةٍ
إلا ودسَّ أنوفهم بترابِ
عرفوهُ شعبًا لا يخافُ قرارَهم
أو يحسبونَ لهُ بأيِّ حسابِ
الشارعُ اليمني يضحكُ ساخرًا
من قصةِ التصنيفِ بالإرh ـابي
واللهِ ما فى حسهم أبدًا ولا
نظروا لذاكَ الأمر باستغرابِ!
لو يعلمُ الأعداءُ باستهزائنا
لتراجعوا فورًا بلا أسبابِ
ألقت بهم سخريةُ الأقدارِ بين
كواسر تودي بهم وذئابِ
ستقولُ مقبرةُ الغزاةِ لجمعهم
حيا بهم أهلًا على الترحابِ
وتقولُ ما قالتهُ للأحباشِ أو
للفرسِ أو للتركِ والأعرابِ
نفسُ المصيرِ أمامَ أمريـكاk ـا ومن
فى حلفها من سائرِ الأقطابِ
سنريهم البأس اليماني الذي
فى سورة الإسراءِ والأحزابِ
وسيهزمون أمام بطشِ رجالنا
حتمًا بإذنِ الواحدِ الوهابِ
وسيشهدُ التأريخُ شرَ هزيمةٍ
للغربِ والأعرابِ عندَ البابِ
....
معراج إلى مقام النبي محمد
وجئتُ إليكَ تَحمِلُني القَوافي
يمانيًا منَ الزمنِ العِجافِ
شَدَدتُ إليكَ روحًا دونَ حدٍ
ودُونَ تذاكرٍ وبلا اصطفافِ
بعيدًا عنْ جَوازاتٍ التَشَظِّيْ
وَعَنْ "نُقَطٍ" وَعَنْ خَوضِ المَخافِ
أفرُّ إليكَ يَحدُوني اشتياقٌ
جُنونيٌّ تَأَبَّدَ في شِغافيْ
أَطيرُ بِهِ بلا زَمَنٍ وإني
لأختزلُ المَسَافَةَ والفَيَافِيْ
وَمِنْ ذِكرَى انبعاثِكَ ياحبيبي
دخلتُ قُرونَ أُمَّتِكَ الخَوافِيْ
وأَخترِقُ السنينَ بلا اكتراثٍ
بتصنيفي وَتَوْصِيْفِ اتِصَافيْ
أُجاوزهنَّ عَامًا بعدَ عَامٍ
وألْمَحُهٌنَّ فى زَخَمٍ خِلَافِيْ
عَلَى مَتْنِ القَصِيدَةِ فى شُعورٍ
خَيَالِيٍّ بِهِ أُزْجِيْ القَوَافيْ
وَلَمْ أَعْبَأ بمَنْ قَرَّ احتفالاً
بِمَوْلِدِكَ البَهيِّ ولا بِنَافِيْ
لأَنَّ هواكَ لا يَحتاجُ فَتوَى
لِتَمْنَعَ أو تُجِيزَ لهُ احتِرَافيْ
أَيَمْتَلِكُ الظَلامُ إذا تَبَدَّى
لَهُ النُّورُ المُبينُ سِوَىْ انْكِشَافِ
ظَلَامٌ كُلُّنَا وَبِكَ استَضَأْنَا
وَظَلَّ المَانِعُ المَحْجوبُ طَافِيْ
أَنرتَ الكَوْنَ إلا مَنْ تَرَدَّى
وَأغْمَضَ عَيْنَهُ إثرَ انحرافِ
ليَسْقُطَ فى مَتَاهَاتِ الرَزايا
وتَنزِلَ فيهِ ثَالِثَةُ الأَثافيْ
بِما كَسَبَتْ يَداهُ تَعيسُ حَظٍ
تَخَطَّفَهُ الشَقَاءُ إلى انْجِرَافِ
وَهَـأنَذَا وَصَلْتُ إلِيكَ كُلِّيْ
حَيَاءٌ مِنْكَ يَغْمُرُنِيْ ارْتِجَافِيْ
وَبِيْ خَجَلٌ تَمَلَّكَنِيْ وأعيى
لساني وَاسْتَبَدَّ بِيَّ "انْكِسَافِيْ"
أمَامَ مَقَامِكَ السَامِيْ وَإنِّيْ
لَعَبْدٌ مُذْنِبٌ أُبْديْ اعتِرَافِيْ
وَلَكِنِّيْ أُحِبُّكَ ثُمَّ إنِي
على ثِقَةٍ بأَنَّ هواكَ كَافيْ
لِهَذَا جِئْتُ نَحْوَكَ نُوْنَ عَيْنِيْ
بِقَلْبٍ صَادِقٍ فى الوُدِّ صَافِيْ
فَكُنْ لي يا حَبيبَ القَلْبِ مَأْوَىً
إذا بانت من الناسِ الخَوَافيْ
وَهَبني من مَعَينِ الحَوْضِ شِربًا
يُبَدِدُ مَا اعتراني من جَفَافِ
وَبِيْ يَا سَيِّدَ الثَقَلَينِ عَجْزٌ
- كغيري- عَنْ مَديحٍ فيكَ شَافيْ
أُجَدِّفُ فى بِحَارٍ من سَجَايَا
بِكَ اجْتَمَعَتْ فَمَا تُجْدِي جِدَافِيْ
وَبعدَ ثناءِ ربكَ فيكَ مالي
ولا لسوايَ إطراءٌ إضافي
تُسَمِّرني"عَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
وتُعجِزُ كُلَّ "طُحطوحٍ" ثقافي
تَتِيهُ حُرُوفُ وَصفِكَ فِيكَ حتى
يَنوءُ اللفظُ عن حملِ اتصافِ
بكَ المبنى على المعنى مثالٌ
شَرُودٌ للدلالةِ لا التَوافي
فأَنَّى لِلُغَاتِ وَنَاطِقِيهَا
بُلُوغٌ فى شَمَائلِكَ اللِّطَافِ
فمَا قَدْ قِيْلَ أَوْ سَيُقَالُ وَصْفًا
لِقَدْرِكَ لَنْ يَنَالَ سِوَى الحَوافي
لعمري ما كَتَبْتُ إلِيْكَ إلَّا
عَلى وَجْهِ التَقَرُبِ بالقَوَافِيْ
رسولَ اللَّهِ يا هَاديْ البَرَايا
مِن اللُجَجِ الطَوامِ إلىْ المَرافـيْ
جَمَعتَ مَكَارِمَ الأخْلَاقِ طُرًا
فَكُنْتَ وَدُونَ كُلِّ النَّاسِ وَافِيْ
نحبكَ يا رسولَ اللهِ طبعٌ
تعمقَ فى القلوبِ على ائتلافِ
برغمِ فظاعةِ الأحداثِ فينا
وبلوانا بذا الزمنِ العجافِ
برغمِ حصارنا منْ قرنِ نجدٍ
ونارِ الحربِ والوَضعِ المُعَافِ
ورغمِ شعوبِ أمتنا اللواتي
تساقُ بلا شعورٍ كالخِرافِ
بِصَدِ الناسِ عن دِينٍ قَويمٍ
وسيرٍ فى ضلالٍ وانحرافِ
برغمِ جراحِنا هانحنُ نشدو
بميلادِ النُبوَّةِ في انشغافِ
ورغمَ البؤسِ والأوجاع نُحيي
ربيعكَ في التحامٍ واصطفافِ
يمانيونَ أنصارٌ وإنا
لنصرٌ للثكالى والضعافِ
أرقُ الناسِ أفئدةً ولكن
بأفئدةٍ على الأعدا جلافِ
أذقنا المعتدين شديدَ بأسٍ
ونالوا شدةَ الموتِ الزعافِ
كسرنا وحدنا أعتى سلاحٍ
بإيمانِ المغاويرِ الصلافِ
لنا من هديكَ النـبويِّ نورٌ
به نمشي إلى أقصى المَطافِ
ومن أخلاقكَ السَمحاْ اقتفاءٌ
ومن نبعِ الهدى أزكى ارتشافِ
عليكَ صلاةُ ربكَ كُلَّ حينٍ
وعترتِكَ التقاةِ ذوي العفافِ
....
فى مقام أمير المؤمنين عليه السلام
..
لي فى الامامِ علي ما سأذكره
شعرا وللشعرِ أن ينأى بما حملا
ولستُ أنكرُ عجزي رغم قوةِ ما
أصوغهُ من بيانٍ يذهلُ العقلا
لكن وقد ضجت الدنيا بسيرتهِ
أنى سأبلغُ فى أوصافهِ الأملا
وعادةُ الشعرِ يُعلي شأنَ مادحهِ
لكن به أمدحُ الألفاظَ والجُمَلا
ولستُ آت بشيءٍ كي أزيدَ لهُ
شيئًا فيصبحُ بعدَ النقصِ مُكتمِلا
حاشا ففيهِ حروفُ النطقِ عاجزةٌ
عن حملِ معنىً بهِ الكرارُ مُشتمِلا
فلو أتيتُ بلفظِ الصدقِ فيهِ فما
ضربتُ إلا لكم عن صدقهِ مثلا
وهكذا كل وصفٍ فيهِ ليسَ لهُ
حصرٌ فنتطقهُ الأفواهُ "مِن وإلى"
ولن أخوضَ بدربِ الخائضينَ بهِ
ولستُ أعبأُ إطلاقًا بمن عَذَلَا
فالأخذُ والردُ يأتي عن مساومةٍ
ما بينَ أشياءَ ترضى أيَها بدلا
فكيفَ والحالُ فى شخصٍ محبتهُ
دينٌ وفى بغضهِ كفرٌ بما نزلا
كيف الخلافُ على من كلما اختلفوا
جاؤوا إليهِ فأنهى كل ما حصَلا
يا حيرةَ الدهرِ فيما حازَ من شرفٍ
ردي على كلِّ من عن شأنهِ سألا
يامن عرفت عليًا هل بوسعكَ أن
ترى وليكَ من منظورِ من جهلا
وهل يراهُ الذي قد عاشَ يجهلهُ
بما يراهُ الحنيفيُّ الذي عَقِلا
كلاهمُا فى أمير المؤمنين لهُ
طريقهُ ولهذا أكثروا الجَدَلا
إنى لأرنو إلى ما جاء عنهُ فلا
ألقاهُ إلا أبيًا شامخًا بطَلا
ولستُ أمدحُ ما تحكيهِ سيرتهُ
اللهُ يجزيهِ عما قالَ أو فعلا
لكن سأذكرُ ما لاقاهُ من تعبٍ
من الموالينَ أو ممن لهُ خذلا
وكيف عانى من الأتباعِ أكثرُ من
ما كان يلقاهُ من كلِ الذي قتلا
أراهُ يعلوا خطيبًا فوقَ منبرهِ
يقولُ لاتجعلوا من دينكم دخلا
أرى بعينيهِ ما يوحي بعزتنا
أذا اتبعناهُ قولًا صادقًا عمَلا
وهل أتاكم حديثٌ عن ولايتهِ
يومَ الغديرِ وما قالَ النبي وتلى
أعلى عليًا على الأقتابِ وارتفعت
كفاهما حيثُ تم الدينُ واكتملا
أكرم بكفٍ رسولُ اللهِ رافعُها
تاللهِ لا نبتغي عن دربها حولا
فقد رأينا من الأعرابِِ من رفضوا
أمرَ الولايةِ حتى أصبحوا عُمَلا
ويمموا نحو إسرائيل واتخذوا
من الولاياتِ عن كفِ الوصي بدلا
هما سبيلان إما نهجُ حيدرةٍ
نمشي عليه وإما لليهودِ ولا
وذلكم سنةٌ لله ثابتةٌ
لا يُسألُ اللهُ عما شاءَ أو فعلا
ثم الصلاةُ على طه وعترتهِ
وكلِ من سارَ فى منهاجهِ وتلى
...
ثورة الحسين
فتحَ الحسينُ السبطُ عاشوراءَهُ
بابًا لمن فى الدهرِ عاشَ وراءَهُ
بابًا لكلِ الثائرينَ يقولُ هل
من حاملٍ ضدَ الطُغاةِ لواءَهُ
بابًا يجلجلُ فى الوجودِ بأنهُ
لا خيرَ فى من سودوا سفهاءَهُ
وبأنهُ لا تستقيمُ حياةُ من
رضيَ المذلةَ واستطابَ بقاءَهُ
وبأنهُ لا شيءَ فى الدنيا لهُ
وزنٌ لمن للهِ كانَ ولاءَهُ
فيَهون فى عينيهِ كل عطائهِ
للدينِ حتى لو أراقَ دماءهُ
تاللهِ ما ظمأ الحسينُ كما رووا
بل نالَ فى ذاكَ الخروجِ رواءهُ
إني به فى كربلاءِ الطفِ قد
أبلى بوجهِ الأدعياءِ بلاءَهَ
وشعارهُ هيهاتَ منا ذلةً
واللهُ يقضي فى الورى ما شاءهُ
واللهِ لو جمعوا الأنامَ بجيشهم
وأتاهُ فردًا ما استهابَ لقاءهُ
لكن بهِ من فيضِ رحمةِ جدهِ
حتى على من ناصبوهُ عداءَهُ
إذ كانَ يوعظهم يذكرهم بما
سينالهم لو يسفكونَ دماءَهُ
ويصيحُ فى القومِ انظروا فى أمركم
وجميعهم سمع اسمَهُ ونداءَهُ
والله ما أشرًا خرجتُ وإنما
لأعيدَ للدينِ الحنيفِ بناءهُ
لكن فى آذانهم وقرًا وفي
أسماعهم أعلى الدعيُّ عواءَهُ
إني أراهُ وقد تقدمَ شامخًا
لما رأى من قومهِ ما ساءهُ
فإذا بهم هزموا بشرِ هزيمةٍ
فيما ارتقى سبط النبي سماءَهُ
وغدا أمام الثائرينَ وقائدًا
يستلهمُ الأحرارُ منهُ فداءَهُ
إنى لأسمعُ عندَ كلِ رزيةٍ
يأتي بها أهلُ الضلالِ نداءهُ
وأراهُ فى حلكِ الزمانِ مهاجرًا
يعطي جموعَ السالكينَ ضياءهُ
ويمدُ للمستضعينَ يمينهُ
البيضا ويُلقي للكفيفِ رداءهُ
وعصاهُ تلقفُ كلَّ إفكٍ زائفٍ
وبها ببحرِ الظلمَ يضربُ ماءهُ
مازال يُهدي الثائرينَ يقينَهُ
وكفاحَهُ وجراحَهُ ووفاءَهُ
ويقولُ سيروا فالحسين أمامَكم
يا فوز من عرفَ الطريقَ فجاءَهُ
*نقلا عن : المسيرة نت