عدنان الشامي / لا ميديا -
في ظل معركة الوجود التي تخوضها الأمة العربية والإسلامية ضد المشروع الصهيوني، يبرز اليمن اليوم كرقم صعب في معادلة الردع. ما كان يُعتبر في الماضي مجرد استنزاف لصمود اليمنيين أصبح الآن كابوساً حقيقياً يهدد الكيان الصهيوني في قلبه، ويعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية بشكل لا يمكن إنكاره.
ضربات اليمن الموجعة: تحول جذري في موازين القوى
لم يعد الكيان الصهيوني محصناً ضد التهديدات اليمنية، بعد أن تجاوزت صواريخ المقاومة اليمنية القبة الحديدية، التي طالما تذرع بها الاحتلال كدفاع حصين. هذه القبة التي كانت تمثل رمز الأمان، أثبتت فشلها في مواجهة صواريخ المقاومة اليمنية، التي لا تعترف بأي حدود. رسالة اليمن اليوم واضحة وحاسمة: «لن تحميكم دفاعاتكم، ولن تصمدوا أمام قوتنا المتصاعدة». هذه القوة لا تتعلق فقط بالأسلحة؛ بل هي تمثل روح العقيدة والجهاد التي تحرك كل ضربة يوجهها اليمن.
اليمنيون، الذين واجهوا أعتى التحالفات العسكرية في العالم، أصبحوا اليوم يمتلكون ترسانة عسكرية متقدمة وخبرة قتالية راسخة، تجعلهم مستعدين لمواجهة أي تصعيد «إسرائيلي» أو دولي. تصريحات القيادة اليمنية تظهر ثقة غير مسبوقة في تغيير معادلات القوة، واستهداف عمق الكيان الصهيوني بشكل دقيق وفعّال.
رسائل سياسية وعسكرية واضحة من صنعاء:
1 - التصعيد بين غزة واليمن مترابط: أي استهداف لغزة لن يمر دون رد موجع من صنعاء. هذه الرسالة تلقتها «تل أبيب» بوضوح، بعدما رأى الاحتلال صواريخ تصل إلى مواقع حساسة.
2 - الضربات الاستراتيجية: استهداف المنشآت الحيوية والاقتصادية في الكيان الصهيوني سيشلّه داخلياً، ويُدخل الاحتلال في دوامة من الانهيار الاقتصادي والسياسي.
3 - الحصار البحري: يمتلك اليمن القدرة على إغلاق الممرات البحرية الحيوية التي يعتمد عليها الاحتلال وداعموه، ما يفرض عزلة خانقة على الكيان ويكبدهم خسائر فادحة.
الرد اليمني يتسع: تصعيد شامل قد يغير المعادلة
في حال استمرار التصعيد الصهيوني، قد تشمل ردود اليمن ضرب الجبهة الداخلية للاحتلال، ما يؤدي إلى موجات هجرة جماعية وتراجع ثقة المستوطنين في حكومة الاحتلال. مع كل صاروخ يُطلق، يتلقى الكيان ضربة موجعة، ما يجبره على رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء. هذا يؤكد أن اليمن ليس مجرد رد فعل على الاعتداءات، بل هو شريك حقيقي في تحرير فلسطين.
تورط الاحتلال في استهداف اليمن: إلى أين سيذهب؟
إن تورط الاحتلال في استهداف اليمن، إلى جانب دعمه لجرائم الحصار في غزة، وضعه في موقف لا يحسد عليه. كل ضربة على اليمن تعيد للأذهان أوجاع الاحتلال، وكل تصعيد سيزيد من خسائره الاستراتيجية. اليمن لم يعد ساحة استنزاف سهلة؛ بل أصبح قوة تهز معادلات السياسة العسكرية في المنطقة.
اليمن: وعد الله الحق
اليمن اليوم يتحدث بثقة لا تعرف التراجع، مؤمناً بوعد الله الذي أعلنته القيادة اليمنية: «نهايتكم ستأتي من اليمن». صنعاء، التي تحدت المستحيل وحققت الانتصارات، تسير بثبات نحو قلب الطاولة على المشروع الصهيوني وداعميه، لتؤكد دورها الريادي في نصرة فلسطين واستعادة توازن الأمة.
ختاماً:
الرسالة اليمنية واضحة وحاسمة: الاحتلال لن يجد أماناً في مستوطناته أو خلف دفاعاته. وما وعد الله إلا حق، واليمن اليوم يقف على أعتاب كتابة فصل جديد في تاريخ الصراع ضد الطغيان. إن تحرير فلسطين أصبح أقرب من أي وقت مضى، والإرادة اليمنية لا تقهر.