أحمد يحيى الديلمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أحمد يحيى الديلمي
في ذكرى الشهيد القائد
رمضان في غزة
المفاجأة اليمنية
بوعزيزي أمريكي
غزة .. والصلف الأمريكي..!
الشهيد الصماد الموقف وصدق الكلمة
ياسين سعيد نعمان وخيانة المثقف
تمييز الحق من الباطل
خلفية الانحياز الأمريكي الكامل للعدو الإسرائيلي"3- 3"
بريطانيا والحلم المفقود

بحث

  
زمن الانتصار والانكسار
بقلم/ أحمد يحيى الديلمي
نشر منذ: 6 ساعات و 16 دقيقة
الخميس 13 فبراير-شباط 2025 07:03 م


 

في الزمن الذي تألقت فيه كوكبة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وصنعت ما يشبه المعجزات خلال المواجهة مع دويلة الكيان الصهيوني، لا شك أن المتربصين بهذه الأمة انزعجوا كثيراً عندما حدث هذا الاصطفاف بين المؤمنين بالقضايا الاستراتيجية وبين المتاجرين بالأخلاق والقيم والمبادئ، بين من امنوا بالله حق الإيمان وتعاظمت تضحياتهم إلى حد البذل بالنفس واسترخاص الدماء مقابل الذين استسلموا للعار وجعلوا أمريكا هي الخيار والسيد الأوحد بلا مُنازع وهم كُثر، اتضح أمرهم كثيراً بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة عقب طوفان الأقصى، وتلك الملاحم البطولية التي خاضها أبناء الشعب الفلسطيني مؤيدين بجبهات الإسناد في اليمن ولبنان وإيران والعراق .

هذه المواقف لا شك أنها أذهلت دويلة الكيان مُعززة بالموقف الصلف لأمريكا في زمن ترامب المتوحش، فلم يجد بُداً من الانتصار للذات المسحوقة عبر تطويع أصحاب النفوس المهترئة والإرادات المهزوزة بأن أصدرت التصريحات النارية التي تتعلق بتهجير أبناء غزة من وطنهم الحقيقي، إرضاءً لغرور الصهاينة المحتلين، وحينما قيل له إن مصر والأردن يرفضان هذا التوجه قال بنفس الصلافة والغرور هم سيوافقون، يعني أنا أعرف من هم وكيف أقنعهم بما أريد فعله، وأخيراً ها هي دويلة نتنياهو تتوعد بإقامة دولة للفلسطينيين فيما يُسمى بالمملكة العربية السعودية، وهذا هو الحلم الأزلي بالنسبة للصهاينة الذي أفصح عنه صليبيا قبل عقود من الزمن في كتاب خاص تحدث فيه عن الهجرات اليهودية وحدد موقع فلسطين بأنه في نجد والحجاز ورغم الاعتذارات التي صدرت آنذاك من مسؤولين صهاينة ومحاولة تصحيح المعلومة إلا أن الجميع سكت عن الأمر واعتبروها تخريفات كاتب، وها هي الأيام تُثبت أن ما كان في عداد التخريفات يمكن أن يتحول إلى حقيقة ما إن وصل إلى سدة الحكم في أمريكا رجل بجنون وغرور ترامب.

الشيء الذي يبعث الأسى في النفوس أن هناك دولاً تدعي أنها عربية وإسلامية تعمل من تحت الطاولة لتحقيق هذه الغاية وإن كانت إعلاناتها الواضحة تخالف ما تقوم به على أرض الواقع، إلا أنها في الكثير من الحالات تفصح عن مكنونات النفس وكأنها على موعد مع الخيانة الساحقة، كما يعمل بعض الأفاكين ممن يدعون الانتماء إلى حركة الإخوان المسلمين في كل الدول العربية بما في ذلك اليمن، فمن يستمع إلى قنوات الزيف مثل بلقيس و يمن شباب و سهيل وهي تتباهى بالأنظمة التي وجدت في كل من سوريا والسودان، تتعاظم الحسرة في نفسه ويحس فعلاً أننا وصلنا إلى مرحلة الانكسار السحيق، لأنهم يتباهون بشيء لا وجود له إلا في أذهانهم خاصة عند الاحتفاء بما يسمى بـ11فبراير ثورة الربيع العبري، فلقد قالوا بالحرف الواضح إن هذه الثورة لو قدر لها البقاء في اليمن لكانت وصلت إلى ما وصل إليه النظامان في سوريا والسودان، وكأن الهم واضح ويتعلق فقط بكيفية إظهار ما يعتمل في النفوس من رغبات شيطانية خفية وأهمها الإعلان عن التطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني، وهي اتجاهات واضحة تقول إن هذه الثورة المزعومة لو قدر لها البقاء لكانت قد بادرت إلى التطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني لكي تضمن الاستمرار تحت مظلة الحماية الأمريكية، وهذا بالضبط ما حدث في السودان وسوريا وكلها مؤشرات خطيرة كما قلنا تكشف عن حالة الانكسار والانسحاق الذي وصلت إليه الأوضاع في وطننا العربي، وبالذات بعض القوى السياسية التي كثيراً ما زايدت ورفعت معدلات الاعتزاز بالذات، ثم هوت من أعلى قمة لتتحول إلى نمل تدوسها النعال بلا رحمة، وهذا هو حال أبناء جلدتنا من الإخوان المسلمين والمنتمين إلى بعض الأحزاب السياسية، كلهم باعوا بلا ثمن وبلا فائدة وأصبحوا الآن يتلذذون بالخيانة ويعتبرونها هي المدخل الوحيد للبقاء في الحياة بلا كرامة ولا عزة ولا سيادة للأوطان .

ألستم معي أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة صعبة جداً وتحتاج إلى ثورات وخيارات حاسمة وشباب أقوياء يعيدون المجد إلى هذه الأمة؟! وسيحدث ذلك إن شاء الله طالما أن هناك دماء أبية تنبض في العروق، وهذا ما تتحدث عنه الأعمال الأسطورية التي قامت بها جبهات الإسناد وفي المقدمة اليمن، وستظل الأصابع على الزناد حتى تستعيد الأمة مجدها وكرامتها إن شاء الله، والله من وراء القصد …

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د.شعفل علي عمير
ترامب: الوجه الحقيقي لأمريكا وراء أقنعة الحرية والديمقراطية
د.شعفل علي عمير
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طاهر محمد الجنيد
بين ترامب وترومان وغزة وفلسطين
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مالك المداني
سيرة السيد
مالك المداني
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
الحرب الاقتصادية الأمريكية على اليمن على ضوء التجربة الروسية الإيرانية
أنس القاضي
مطهر الأشموري
مفاضلة «ترامب» بين الفضاء وغزة!!
مطهر الأشموري
ناصر قنديل
هل هي الحرب الكبرى أم حافة الهاوية؟
ناصر قنديل
عبدالمنان السنبلي
رسالة إلى الحكام العرب..
عبدالمنان السنبلي
المزيد