عقود من الزمن انتهكت خلالها جميع العادات والتقاليد المجتمعية الحميدة أبرزها الكرامة والنزاهة وحب الآخرين.. مورس خلالها إذلال المواطن وجعله وسيلة من وسائل كسب المال غير المشروع.
الكثير من خريجي الجامعات يتذكرون كيف كان يتعامل معهم كثير ممن يحملون درجة الدكتوراه، كانوا يحطون من مكانة الطالب ويمسحون بهم الأرض، بحجة أنهم أصحاب القرار في مادتهم العلمية والقاعة الدراسية.. فيترسخ في نفوس طلاب الجامعات الانهزام والذل والخنوع للظلم.. وأغلبهم يخرجون من كلياتهم وهم يحملون الحقد على أكاديميين يجب علينا في الأصل احترامهم وتقديرهم.
الكثير من الخريجين يتذكرون أيضا كيف استخرج شهادته الجامعية.. وكيف انتهكت نزاهته وفرض عليه دفع مبالغ مالية إضافية لصالح المختص الذي تصل إليه شهادته.. وبعض هؤلاء الضحايا اكتسب عادة ابتزاز الآخرين وعكسها في واقعه العملي.
الكثير منا يتذكر صديق له تعرض لحالة انتهاك واضح، ومورس عليه ضغوط من مسؤولين فالتزم الصمت وكتم شهادته وتملص من تحمل المسؤولية تجاه صديقه.. فاكتسب البعض من هؤلاء مهارة بيع الآخرين والتسلق على أكتاف المجتهدين والذين يعملون بجد ويمتلكون رؤى عملية ومهارات تنفيذية.
تلك نماذج بسيطة جدا من القيم والأخلاق التي انتهكت بشكل علني وتحولت إلى ظواهر سيئة تنخر في جسد المجتمع.
اليوم كثير من الفاسدين والسرق يظهرون على شاشات التلفاز يتحدثون عن النزاهة وهم فاسدون ويتحدثون عن الأمانة وهم سرق ويتحدثون عن حب الوطن والمواطنين وهم أكبر خونة للوطن وأكبر من انتهك حقوق المواطنين.
أولئك الذين نهبوا أموال الشعب على مدى 3 عقود من الزمن وامتهنوا المواطنين واذلوهم وعذبوهم في السجون ولفقوا عليهم التهم وطردوهم من وظائفهم.. أولئك الذين نهبوا أموال الشعب، ارتموا اليوم في أحضان أنظمة تمارس الجريمة والقتل في حق الشعب اليمني منذ خمسة أعوام تقريبا..
يستثمرون اليوم تلك الأموال المنهوبة في مشاريع ضخمة وجبارة، فمنهم من يمتلك مدنا سكنية في دويلة الإمارات ومنهم من يستثمر في تركيا واثيوبيا ومصر ودول الخليج.. لم يعد لليمن والمواطن اليمني في نظره أي اهتمام طالما وهو بعيد عن دائرة المساءلة.
تلك العادات السيئة التي غرسوها في أجيال، هم من أخروا ولا زالوا يؤخرون معرفة الفاسدين عن غيرهم.. فحين نقرأ لأشخاص على صفحات التواصل الاجتماعي كلمات المدح والثناء على حميد الأحمر أو علي محسن أو عبدربه منصور أو أحمد علي أو بني سعود أو بني نهيان الذين هم شركاء في استمرار العدوان على اليمن هم شركاء في قتل أطفال ونساء اليمن هم شركاء في تذليل وإرضاخ الشعب اليمني لقوى الاستكبار أمريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل.. حينها ندرك أنه لازال هناك خلل في القيم الإنسانية والعادات والتقاليد اليمنية التي تأبى الذل والإهانة ونهب الأموال وهتك الأعراض.. فنحن اليمنيون نعتز بكرامتنا وندافع عن أنفسنا وأرضنا وأهلنا معتمدين على الله تعالى وواثقين بقيادتنا السيد القائد أبو جبريل حفظه الله تعالى ومشاركين مع الجيش واللجان الشعبية بأنفسنا واموالنا وبكل وسيلة ممكنة ومتاحة.