طرقوا كلّ أبواب العمالة فلا يستطيعون التّجرّد منها، وقد أصبحت ثقافة خاصة بهم و ديدنا وزخما يُعرفون به، فلم يتركوا بابا لإجهاض وطنهم وما طرقوه ؛ فهم طوارق البغي ومعاول الهدم…
أولئك الخونة والعملاء والمرتزقة الذين نهبوا خيرات البلاد وثرواتها، و ما غذّوا إلّا بالحرام يقتاتون في الدّول، ويلقطون من الجمعيات والمنظّمات التي كانت تمنحهم فتاتها، وهم يشحذونها باسم الشّعب الذي لايدري، فمن جمعيات الأقصى إلى مؤسسات الطالحين، وما رأى الشّعب منهم إلّا جامعا بنوه ليخلّد اسمه فإذا به جامع الشّعب ؛ فقد عاشوا على أكتاف هذا الشعب عالة يرتعون مراتع الشّيطان الأكبر ويلعبون في ملاعبه، فمن هم وماذا كانوا يملكون قبل اغتيالهم لمشروع الوطن الشهيد الحمدي ؟!
أين كانوا وما سبب هذا الغنى الفاحش لديهم، و كيف لهم أن ينكروا أن زعيمهم لم يحصل على شهادة الابتدائية ( حتّى )، وبالتالي فكيف لهم إلّا أن يموتوا على غير توبة فلم يستفيدوا من قصص آبائهم وفراعينهم الذين نجّاهم اللّه بأبدانهم، ولكن غذاء العمالة جرى في دمائهم وابتنى مع أنسجة أجسامهم عملاء أبناء عملاء وأدعياء أبناء أدعياء، و لن يموتوا شرفاء بل سيموتون عملاء موالين لأمريكا وبريطانيا، و كيف لهاتين الامبراطوريتين إلّا أن تضرب بعصاها عليهم، وهم كالحُمْر البليدة تمضي لخراب أوطانها بأيديها، ولكن هيهات لهم ذلك ؛
نعم : فنفسياتهم و أرواحهم قد تقبّلت دور الرّهينة و هم رهائن البغي و هم الأسرى لكن أسرى عشق الإمارات التي ذابوا فيها فلفظتهم اليمن أبناء عاقّين، وماهم إلّا أرخص المرتزقة…
يريدون الفوضى تمضي ليقلّلوا من شأن النّصر، ويوهنوا قوّة مكوّن بات الرّقم الأصعب في محور المقاومة المناهض للكيان الإسرائيلي فهذا القائد الفذّ السيّد/ عبدالملك بدر الّدين الحوثي الذي لم يغازل إسرائيل بكلمته وخطابه المزلزل الذيّ هدّد فيه كيان العدوّ الصّهيوني في ذكرى مولد الرسول الأعظم، و هم يعرفون قائد أنصار اللّه حين يتوعّد و يهدّد، ليتراجعوا عن مغامراتهم مستخدمين أرخص عملائهم ليحاولوا كسر شوكة هذا الليث الضّرغام بذلك ( المدلّل ) الذي ما قاد معركة و لا حضر جبهة ؛ فقد تمّ تهريبه مع عفش أبيه (عفاش ) قبل خمسة أعوام مع بقيّة ” المكالف “، ومع هذا يشجّعون (دلوعة أبيه ) ليمضي كما مضت الفوضى في لبنان و يريدونه مقتفيا أثر جعجعوه وجنبلاطوه وسعدوه و سنيوروه، و لأنّه مدلّل فما اتعظ بمن يعدّ ذئبهم وطارقهم وهو من بقيّة ما دجّن كبيرهم فهو من فرّ بثياب وبرقع امرأة هو وجنرالهم العجوز، وأمينة أبيه الموكل لها حماية المشروع البريطأمريكي المقنّع بالمبادرة الخليجيّة التي يريدون شبّ ونفخ الرّوح فيها مع أنّها قد أَعلنَت موتها في مؤتمر الحوار الوطني الذي رأوا في اغتياله الطريقة الأنسب ليتفرعنوا في حين كان أنصار اللّه هم من ضربوا التشرّذم، وثاروا على المشّروع الاستعماري لوطنهم، وفي كلّ مرة نجد المستعمرين يناورون بأرخص عملائهم و الذين فرّوا بثياب ( المكالف ) و براقعهن،، فمضوا جميعا أغرب أسرى فقد أسرتهم الإمارات و السّعودية المستعمرتان البريطانية و الأمريكية،
ولو كان من رجولة لابن عفّاشهم ( الذي يداعبونه بوصفه بالأسير لديهم) أن يثور هذا الأسير في وجه من أسره و كبّله بقيود الأسر، و لكنّه المدلّل القابع في قصوره في أبوظبي عميلا مرتزقا، وقد كان له أن يثور على مثيلاته : بنات زايد، لا أن يثور على من يبذل لتحرير وطنه، لكنّه منزوع القرار، فلو صحّ أنّ (دلوعة بابا ) تريد فكّ أسرها لقامت و نطقت مع من يدافعون عنها في أسرها، ويدافعون عن وطنها الذي غاب عنها وقد لملمت القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسوّمة و غادرت مع بقية الأحمريّين إلى إمارات الزجاج و لبنان و الرّياض و غيرها يعيشون و قد نقلوا كلّ أموالهم وأرصدتهم إلى بنوك سويسرا وغيرها من الدول الاوربية ولو كان مدلّل أبيه : أحمد عفّاش أسيرا لدى الإمارات كما يدّعون فلماذا لم تجمّد أمواله و لكن يبدو أنّ من كُتِب له الدّلال يكون مدلّلا طول عمره، فهو مدلّل وفي نفس الوقت هو أسير يلتذّ بأسره و لايريد الفكاك منه إلّا لو وعد من أسره بمحاولات لزعزعة أمن وطنه الذي عاش فوق أرضه وتنشّق هواءه وشرب من مائه ولكنّه قليل معروف، عديم وطنيّة، كاذب، لم تجرِ في دمه إلّا العمالة ؛ فالعوامل الوراثيّة لها دور و فعلا ” لا ماء راب و لا وسخ تاب “،
المسكين يعرف مصير من يقدّمهم فدية لعيون بنات زايد و من ورائها بريطانيا و أمريكا، فاليمن اليوم و رجالها متيقّظون و متمكّنون أكثر و عهد أبيه و طارق أبيه لازال في ذاكرة الشّعب حين فرّ بلبس و برقع ذوات الحجول، و حين عميت عليهم الطريقة أخرجوا ذوات الحجول الشّوارع باسم : ثورة الجياع و قبلها المطالبة بجثة كبيرهم و بنفس الطريقة السّمجة و حركات ( الفيمتو ) كامتداد للفوضى العبريّة، فكان ردع و بقوّة، و لكلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمن و استقرار و سيادة اليمن لصالح أيّ مستعمر فليبشر و سيعلم الذين انتفضوا ( قولتهم ) أيّ منقلب ينقلبون، و لا نامت أعين العملاء، و السّلام.