إعلان وزارة الداخلية عن خلايا العملاء التي كانت تعمل لمصلحة دول العدوان وفضح شخصيات كبيرة كانت تقود تلك الخلايا تتضمن ما يمكن اعتباره ” الجديد والقديم” حيث اتضح أن وزيرين سابقين وابن رئيس سابق هم من يحرك تلك الخلايا! أما دور الخلايا فلم يكن يرتبط بالتجسس فقط وذلك لعدة أسباب منها أن النظام السابق قد ترك لنا تركة كبيرة من العملاء، وهؤلاء قد تبرعوا بتقديم معلومات عن كل شيء تقريبا حتى عن أنفسهم! وذلك بغية أن يحظوا بالقربى من أنظمة العمالة السعودي والإماراتي، ووفق ثقافة “كل وأكل” اياها!
لن نستبق التحقيقيات رغم أن أي يمني يعرف ما هو مطلوب من هؤلاء الخونة وما الذي تريده منا أنظمة العمالة، ولكن المعلومات الأولية أكدت على أن الهيكل التنظيمي لهذه الشبكة تشمل كل محافظات الجمهورية، كما أن بنيتها توضح الوظائف المتعددة لها، فكل خلية لديها مسؤول أمني وآخر تربوي وبالطبع إعلامي! وهذا ما يسلط الضوء على ماهية العمل المطلوب من كل واحد منهم، اما الرأس الكبير فهم شخصيات من “الشلة” القديمة التي يعرفها كل يمني.
المضحك المبكي هو من اطلقوا عليه تربوي! فهذا الشخص هو من يقوم بالتجنيد باختيار الضحايا ليستغلهم ويورطهم ليكونوا جواسيس ضد بلدهم، أو نشر تربية الفساد بين الناس! أما الأمني فهو من يجمع المعلومات ويرسلها إلى دول العدوان ويتلقى التعليمات الجديدة، وهذا اللقب ماهو إلا نوع من التغرير ليجعلوه يحس بأهميته رغم انه مجرد عميل مستعد لفعل أي شيء مقابل المال.. أما الإعلامي فهو ذلك البوق الذي يقوم بنشر الإشاعات وبث سمومه في المجتمع.. وطبعا كل هؤلاء جزء من شبكة متشعبة تؤدي ذات الدور التخريبي في اليمن مقابل حفنة من المال المدنس.
إنها تركة ثقيلة تركها لنا نظام عميل بدأ حياته باغتيال رأس الدولة في حينه، وتسلط لعقود عمل خلالها على تنفيذ إرادة النظام السعودي في اليمن عبر نشر الفساد ومسخ الهوية الأصيلة للشعب اليمني، وإفقاد الناس الشعور بالانتماء وبث الفرقة والنزاعات وتدمير أي أمل للناس في المستقبل.. لقد امتص الثروات وأشاع الفوضى والفقر والمرض ليحقق بذلك ما عجز عنه جيران السوء والأنظمة الشيطانية في العالم، ولعل أكبر وأسوأ ما خلفه هو حفنة العملاء الذين قام باختيارهم من بين أبناء الشعب وفق معايير خبيثة تليق به ليجعلهم فوق رؤوس الناس، فتسلطوا ونهبوا ودمروا كل جميل في البلد.
أنا كمواطن يمني من حقي أن أطلب من وزارة الداخلية أو أي جهة حكومية أن أرى العدل في هؤلاء المنحطين، لقد عانينا ما فيه الكفاية، ولعقود كان هؤلاء الخونة يذيقون شعبنا ألوان العذاب وهم مستمتعون بذلك.. أحب أن أؤكد لكم أنه مازال هناك آخرون لم ينكشفوا بعد، وأي تهاون مع هؤلاء الجواسيس سوف يشجع آخرين للتورط في شبكات أخرى، فدول العدوان تستغل الوضع الصعب الذي نعيشه واجواء التسامح التي أشاعها الأنصار بين الناس، ولكني أصر على أن إيقاع الجزاء العادل في أقرب وقت بهؤلاء كفيل بإنقاذ الكثير من براثن العمالة، وبالطبع وفق الشرع والقانون والعرف، فهؤلاء خانوا الله وخانوا بلدهم وخانوا الشعب.