ما يزال اليمن الميمون خاليا بفضل الله وتوفيقه وحفظه وتأييده من فيروس كورونا ، وهذه نعمة أنعم الله بها علينا كيمنيين ، رغم ما عليه العالم من حالة هرج ومرج ، ورعب وقلق ، في ظل تصاعد الحالات المصابة بهذا الفيروس ، وتزايد أعداد الوفيات بصورة مخيفة ، تدفعنا إلى الحفاظ على هذه النعمة التي نحن فيها ، بالالتزام بالتوجيهات الرسمية التوعوية التي من شأنها تحصين أنفسنا ومجتمعاتنا من الممارسات التي تمثل بيئة حاضنة لهذا الفيروس .
وعلينا أيضا التنبه إلى موضوع في غاية الأهمية من شأن الالتزام به ضمان ديمومة بقاء اليمن خاليا من هذا الوباء وهي الحرص على تشديد الإجراءات الخاصة بالحجر الصحي في المنافذ ، ومضاعفة الجهود لمنع تسلل بعض العائدين من الخارج إلى محافظاتهم دون خضوعهم للحجر الصحي ، وخصوصا بعد أن بدأت تتسرب معلومات حول نشاط بعض المعتوهين في تهريب العائدين من السفر عبر طرق جبلية مقابل مبالغ كبيرة ،للحيلولة دون خضوعهم للحجر الصحي ، على الرغم أن الحجر الصحي يصب في مصلحتهم وأسرهم وذويهم ، ومن مصلحتهم الخضوع للحجر الصحي حفاظاً على سلامتهم وأهلهم وذويهم ، وهنا لا بد من فرض عقوبات رادعة ضد كل تثبت إدانته بتهريب العائدين من السفر وعدم إخضاعهم للحجر الصحي ، وهو ما يشكل ثغرات قد يتسلل عبرها فيروس كورونا في حال إصابة بعض هؤلاء العائدين بهذا الفيروس ، فهؤلاء خطرهم لا يقل عن خطر المرتزقة الذين يقاتلون في صف العدوان ضد وطنهم وشعبهم .
وفي الوقت الذي تخلو فيه اليمن من أي اصابة بفيروس كورونا ، ظهر فيروس من نوع آخر ، هو فيروس تجار الأزمات ، وباء جشع التجار الذي انتشر بسرعة جنونية وبنسب ومستويات قياسية غير مبررة ، حيث استغل بعض التجار أزمة كورونا العالمية وعملوا على رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ، والمضاربة بأسعارها ، واحتكار بعضها ، بهدف خلق أزمة تموينية حادة تضاعف من معاناة المواطنين ، الكمامات اختفت من الأسواق فجأة ، وما توفر منها يتم بيعها بأسعار مرتفعة ، وبات الحصول على كمامة يتطلب جهداً ووقتاً ووساطات وتنسيقات مسبقة ، حتى الديتول اختفى هو الآخر رغم أن بلادنا ما تزال خالية من هذا الفيروس .
من جانبهم تجار المواد الغذائية والاستهلاكية أطلقوا العنان لجشعهم الذي لا سقف له ، وعمدوا إلى رفع الأسعار بصورة مجحفة بحجة منع الاستيراد على خلفية كورونا ، رغم أن إمدادات الغذاء والدواء ما تزال مستمرة ، وما هو متوفر في مخازنهم من مواد غذائية يكفي لأكثر من عام ، ولكننا تعودنا منهم حد شفرات جشعهم بين الحين والآخر وخصوصا عند حدوث أزمات عالمية ، حتى لو كانت اليمن غير متأثرة بها ، ومشكلتنا في اليمن أن التجار يحشرون أنفسهم في الأزمات العالمية عندما يكون الأمر متعلقا بزيادة الأسعار، ولكنهم عند تدني الأسعار وتراجعها عالميا لا يسارعون إلى تخفيض الأسعار، وإن خفضوا فإن التخفيض يظل محدودا جدا ولا يكاد يذكر.
بالمختصر المفيد، غاب كورونا في اليمن ، وحضر الغلاء المجحف في أسعار المواد الغذائية الأساسية ، رغم تخفيض أسعار المحروقات ، والمطلوب تفعيل الرقابة واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين من التجار ، ليكونوا عبرة لغيرهم ، ظروف المواطنين صعبة للغاية ، وعلى التجار أن يخافوا الله ويعملوا على مساندة الحكومة في جهودها المبذولة لمكافحة كورونا ، دون أن يحملوا المواطنين تبعات ذلك ، في إيطاليا تجار المافيا كانوا في مقدمة الداعمين للحكومة الإيطالية لمواجهة وباء كورونا ، وغالبية رؤوس الأموال وكبار التجار في العالم وقفوا إلى جانب حكوماتهم وشعوبهم في هذه الظروف الحرجة ، ونريد أن يقتدي بهم تجارنا وخصوصا ونحن ما نزال في حفظ الله ورعايته وتحيط بنا ألطافه التي ما تزال تمنحنا الحصانة من هذا الفيروس الذي أرعب العالم ، فيكيفهم جشعا وطمعا ، وليحمدوا الله على ما هم فيه من نعمة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم