اللهم إني صائم ، فلا أكل ولا شرب ، وأيضا لا كذب ولا خداع ولا معاص ، والأخيرة طبعا كانت من المفترض أن تكون بشكل دائم طوال العام ، لكن بما أننا في رمضان فهذه فرصة لتوطين أنفسنا على مكارم الأخلاق والالتزام بما أمرنا الله به ، وبما أننا صائمون فهذا يعتبر حافزاً جيداً على ترسيخ تغيّرنا نحو الأفضل .
اللهم إني صائم ، فلتتذكروا هذا يا معشر التجار ؛ فمن يرفع الأسعار دون مبرر ويحاول أن يستغل هذا الشهر الفضيل بالتضييق على عباد الله ليس بصائم ، ومن يسيء إلى المستضعفين ويحاصرهم أو يحتكر ليس بمسلم أصلا ! ونحن لا نطالبكم بأن تخسروا بل فلتربحوا هنيئا مريئا فقط بالمعقول وبالحق .. اتقوا الله في هذا الشعب الطيب المظلوم ، فالمفترض أننا أخوة وشعب واحد .
اللهم إني صائم ، فلتتذكروا هذا يا معشر الموظفين ؛ فالراشي والمرتشي ليسا صائمين ، والفاسد الذي لم يعتبر بعد كل ما حدث لا بد أن ينتبه قبل أن تنتهي الفرصة ، فالله يمهل ولا يهمل ، فلا يخدع أحد نفسه ويبرر لها ما يفعله بالناس والمال العام ، وعاجلا أم آجلا سيأتي دوره فيجد كل من شجعه وحرضه وقام بالتغطية عليه يتخلى عنه ويتركه لمصيره ، ورمضان فرصة للتوبة فلا تدعها تفوت.
اللهم إني صائم ، فلنتذكر هذا ونحن بين أهلنا أو مع الناس ، فلا نضيق على أهلنا بسوء الخلق والصوت العالي حتى لا يكره أطفالنا هذا الشهر الكريم ، وصيامك فرصة لك لاكتساب الحسنات واغتنام الأجر والثواب ، فلا تجعله سببا في اكتساب السيئات والآثام ، والصيام ليس سببا ومبررا لضيق وسوء الخلق ، بل على العكس ، هو فرصة للتخلص من السموم والضغائن ، وكلما كنا إيجابيين استفدنا حقا من صيامنا جسديا وروحيا ، وكما ينصح الأطباء فلنبتعد عن كل شيء أسود كالتدخين والمنبهات والأحقاد والغضب ….إلخ .
اللهم إني صائم ، فلنقلها ونحن مبتسمون في وجوه بعضنا ، ولنحاول جاهدين أن يكون رمضان هذا أفضل شهر رمضان في حياتنا ، فلعله يكون الأخير ،ولنتذكر رمضان الماضي كم ودعنا فيه من أشخاص ولم نكن نعرف أننا نودعهم ؟! فلنستكثر من الخيرات والأعمال التي ترضي الله عنا كالجهاد والصلاة وأعمال البر والإحسان ، ولنعتبره فرصة لنكون أفضل ، ولنبتعد عن كل تلك المؤثرات والسموم التي تجتمع في هذا الشهر بشكل متعمد ، خاصة عبر قنوات التلفزيون ، فهي تهدف لإبعاد الناس عن روح هذا الشهر المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات .. وكل عام وانتم بخير ، واللهم إني صائم ومبتسم ومتطلع إلى أن أكون أفضل .