لو سألتني هل أنا متفائل بما يحدث في أمريكا ، لأجبتك بأني غير مهتم ! نعم أكره أمريكا ، فهناك ألف سبب يجعلني أكرهها ، وأشمت فيها ، وألعنها ليلاً ونهاراً، وليس أقل سبب لذلك هو دماء الملايين التي سفكتها أمريكا من أبناء أمتي وشعبي ، سواء بيدها أو بيد عملائها .. ولكن هناك فرق بين أن تتابع الأحداث بتعاطف كما يحدث وأنت تتابع مباراة في كرة القدم ، وبين أن تتابعها وأنت تملك رؤية وخطة للتحرك .. وعلى ما يبدو أن غالبية الأمة ما تزال تجلس في مقاعد المتفرجين ! ربما باستثناء محور المقاومة ، فلا يوجد لدى الغالبية العظمى رؤية أو مشروع .
دعونا نجرب حظنا ونخمن من سينتصر ؟! ولنفترض أن المتظاهرين أطاحوا بترامب ، فمن سيأتي بعده ؟! هل فيل ديموقراطي أم حمار جمهوري ؟! فكلاهما جاهز ربما من قبل أن يجلس ترامب على كرسي الرئاسة ، فأمريكا تمتلك أخطر دولة عميقة في العالم ، وغداً عندما يأتي رئيس جديد ولا يتقيد بالسيناريو الجاهز المعد له ، فلن تختلف نهايته عن نهاية “كيندي” الذي ما زالت جريمة اغتياله (لغزا) إلى يومنا هذا !! ولا عزاء للمشجعين طبعاً ..
نحن لم نحب ترامب ، ولم نحب من قبله ، وبالتأكيد لن نحب من سيأتي بعده !! كلهم ضدنا حتى باراك أوباما الأفريقي الفقير ، بينما نحن نكتفي بمتابعة الانتخابات الأمريكية كما يفعل المشجعون في ملاعب كرة القدم .. لم نمل من الجلوس في مقاعدنا ومتابعة هذا السيرك ، لم نَعِ أننا بالنسبة لهم لقمة سائغة ، وأننا الساحة المفضلة والأسهل لهم جميعاً .. نتفرج بدون ملل ، بدون هدف ، بدون أمل !
من الآن يجب أن نحسم الأمر ، ما يدور في أمريكا شأنها هي ، وهي تستحق كل ما يجري ، ورحيل ترامب سيسعد الجميع حتى النظام السعودي العميل الذي أوشك على الإفلاس بعد كل ما دفعه لترامب .. فلنركز على قضايانا نحن ، خاصة قضية فلسطين ، فلا يجوز أن نتابع أخبارها ونحن على مقاعد المتفرجين ، وخاصة – أيضا – مع المخططات الجديدة التي بدأت تظهر من تطبيع وخطط لضم أراض جديدة والتجهيز لاغتيالات ….إلخ .. نحن نتفرج لأننا لم نعد في موقع الفاعل ، فمتى نتحرك ونترك كراسي المشجعين ؟!