شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
كيف يساهم صمود اليمنيين في عرقلة هلال التطبيع مع "إسرائيل"؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 26 يوماً
السبت 29 أغسطس-آب 2020 12:00 ص



كانت لافتة في غرابتها وفي مسارها وفي تطورها هذه الحرب التي استهدفت اليمن وما زالت، والتي شنها تحالف عربي - اقليمي، بعد أن حصل وخلال ست سنوات تقريبًا، على مروحة غربية واسعة، من الدعم غير المحدود، في العتاد والأسلحة والقدرات الجوية والفنية المتطورة، بالاضافة الى الموقف السياسي والديبلوماسي والاعلامي الدولي المنحاز بالكامل لمسار العدوان، مع خنق وتوجيه دور الأمم المتحدة وأغلب المؤسسات الدولية، نحو الضغط على أبناء اليمن وحرمانهم من كافة حقوقهم، والتي يجب أن تكون مصانة ومحمية استنادا لشرعة الأمم المتحدة والقوانين الدولية الراعية لأهداف ولدور ولمهمات هذه المؤسسات.

اللافت ايضًا في هذه الحرب، غير أنها قد كسرت المعادلات التقليدية للحروب والمواجهات العسكرية بسبب ما أظهره أبناء اليمن حتى الآن من صمود ومن ثبات، أن هناك أطرافاً اقليمية، وبالتحديد الامارات العربية المتحدة، قد انخرطت فيها لأهداف لم تكن واضحة في البداية، في الوقت الذي كانت فيه أهداف الطرف الآخر الأساسي في هذه الحرب، والذي تمثله المملكة العربية السعودية، واضحة ومعروفة ومنتظرة، ومنها السياسية والاقتصادية التاريخية.

مع الوقت، ومع متابعة حركة الوحدات العسكرية الاماراتية على الارض، وخاصة على السواحل اليمنية وعلى سواحل الدول المحيطة باليمن، في بحر العرب أو خليج عدن أو خليج عمان أو القرن الافريقي (الصومال وجيبوتي واريتريا)، بدأت تتوضح شيئًا فشيئًا أهداف ابو ظبي من هذه الحرب، لتظهر مؤخرًا، وبما لا يقبل الشك، أنها مرتبطة بالكامل بمشروع كبير وخطير ترعاه الادارة الاميركية، لمصلحة "اسرائيل"، وبالتحديد، لمصلحة مشروع تطبيع واسع مع "اسرائيل"، وقد توجت انطلاقة هذا المشروع بالاتفاق الاسرائيلي - الاماراتي.

هذا المشروع التطبيعي مع "اسرائيل"، والذي انطلق مع اتفاقها الأخير مع الامارات، تلعب فيه الأخيرة دورًا رئيسًا، يتجاوز السياسة والديبلوماسية، الى الدور الميداني - البحري - العسكري، والذي يقوم على سيطرة ابو ظبي على اغلب، لا بل على جميع الموانىء والمعابر البحرية الحساسة، والمنتشرة على هلال بحري واسع، يبدأ من مضيق هرمز شمالا، ليمتد جنوبا على السواحل الغربية لبحر العرب ولخليج عمان، وصولًا الى كامل الشريط الساحلي اليمني الجنوبي، ضمنًا جزيرة سوقطرة، مع باب المندب فميناء المخا، وامتدادًا على سواحل البحر الأحمر مع القرن الافريقي، في الصومال وجيبوتي حتى اريتريا، ليتوقف عمليًا على سواحل السودان الشرقية على البحر الاحمر.

هذا الهلال الواسع من السيطرة البحرية والبرية، والذي تشترك فيه سلطنة عمان، والمرشحة الدائمة للاتفاق مع "اسرائيل"، حيث يوجد بعض العلاقات الديبلوماسية بينها وبين الأخيرة حاليًا، يبدو أنه قد اكتمل تقريبا، ولم يعد ينقصه الا ميناء الحديدة والشريط الساحلي المحيط به شمالا وجنوبا، من جهة، ومدينة صنعاء ومحيطها من المدن والمحافظات اليمنية المحررة، والخارجة عن سيطرة التحالف العربي السعودي الاماراتي، من جهة أخرى.

من هنا، يمكن أن نستنتج تلك الشراسة التي واكبت محاولات التحالف للسيطرة على الحديدة وعلى صنعاء، فالاولى (الحديدة) كمدينة ساحلية وكميناء رئيس أخير تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية اليمنية وأنصار الله، منه يمكن مسك وتغطية قطاع كبير وأساسي من الساحل الشرقي للبحر الاحمر.

أما الثانية، (مدينة صنعاء) فهي تمثل العاصمة الوحيدة والأخيرة العاصية على هذا الهلال التطبيعي، والرافضة لمسار التسويات والاتفاقات مع العدو الاسرائيلي، وهي المدينة الوحيدة القادرة على حماية التماسك المطلوب لتثبيت وحدة اليمن، كما أنها تشكل ومن موقعها الجغرافي والحيوي، نقطة ارتكاز رئيسة في عمق اليمن، والقادرة على ربط جميع محافظاته ببعضها بعضاً، بالاضافة لما تمثله من جبهة وطنية قوية، بمواجهة تحالف العدوان، والذي تبين أنه هو نفسه تحالف التطبيع مع العدو الاسرائيلي.

من هنا كانت أهمية ما حققته جبهة صنعاء الوطنية (الجيش واللجان الشعبية اليمينة ووحدات انصار الله)، في معركة دفاعها عن اليمن، والتي تبين أنها معركة الدفاع عن الأمة ضد مشروع التطبيع مع العدو، وهذه الجبهة (صنعاء الوطنية) أصبحت اليوم تشكل عائقًا صلبًا لهذا المشروع، ليس فقط في الجغرافيا والميدان والانتشار العسكري على الساحل اليمني وبالتحديد في الحديدة ومحيطها، إنما في البعد الإستراتيجي، حيث أن امتدادها المتجذر والأساسي ضمن محور المقاومة، بما تمثله شعبيًا وعسكريًا واستراتيجيًا وقوميًا، لا يمكن تجاوزه، وسيبقى نقطة ارتكاز قوية لإعاقة وإفشال هذا القوس أو الهلال عن الانبطاح والاستسلام.

والأهم من ذلك، حيث إن هذه الجبهة، والتي شكلت بصمودها، عائقًا ثابتًا وصلبًا بمواجهة مشروع التطبيع، وكانت نقطة حيوية، فصلت وقطعت جغرافيًا، امكانية اكتمال هذا الهلال، فهي ستكون (جبهة صنعاء) وعبر ما تملكه من قدرات استراتيجية ونوعية، مشروع مواجهة أكيدًا لهذا الهلال التطبيعي، وليس مستبعدًا أبدًا، أنها قد تطيح بأحد الأطراف الرئيسة ضمن هذا الهلال، الامارات العربية المتحدة، على الأقل في أماكن سيطرة الأخيرة في جنوب اليمن وعلى سواحله وموانئه وجزره، حيث تواجدها بمثابة احتلال لأراضٍ يمنية، وهذا الاحتلال سوف يستدعي حتما التحرير .

 
  • نقلا عن : موقع العهد الإخباري
 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.حمود عبدالله الأهنومي
حين نتذكر كربلاء
د.حمود عبدالله الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
سفيه بريطانيا ومعركة تحرير مارب
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
بين زمنين وتاريخين «كربلاء» الدرس و«كربلاء» الواقعة
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالرحمن مراد
بهلوانية الإخوان في التعاطي مع الأحداث
عبدالرحمن مراد
محمد صالح حاتم
صناعة الجوع
محمد صالح حاتم
عبدالله علي صبري
مرفأ بيروت وجبل عطان في صنعاء.. مسرحان لجريمة واحدة
عبدالله علي صبري
المزيد