تحالف حرب العدوان على اليمن تذرع بـ"إعادة الشرعية" والقضاء على الانقلاب، واستخدم في تحشيده للحرب وسائل عديدة، منها إذكاء نار الصراع المذهبي، التي أسس لها من وقت مبكر. كما استخدم القضية الجنوبية بهدف تحشيد مقاتلين على وقع لهيب المظلومية الجنوبية. ومن جهة ثالثة قدم تحالف العدوان نفسه عبر جوقة من العملاء والمرتزقة على أنه تحالف يحمي حمى الأمن القومي العربي من الخطر الفارسي، وذلك من أجل تحشيد القوميين واليساريين في صفه.
إلا أن تحالف العدوان في حقيقته لم يكن أياً مما ادعاه، فهو لم يكن بوادي حماية مذهب ولا بوارد أن ينصف مظلومية الجنوب، ولا علاقة له بالقومية والعروبة... وما سعى إليه هو إضعاف اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي وبقاء حالة اللادولة، أو أن تظل الدولة المغيبة قائمة، وتستمر سلطة عصابات ومقاولين فوق هذه الأرض.
المعروف أن أحد أركان ومظاهر الدولة هو وحدة الجيش، بينما تحالف العدوان وخلال حربه العدوانية لم يوجد جيشاً جنوبياً موحداً ولا جيش "شرعية" موحداً، بل على العكس أنشأ مليشيات متصارعة ومتقاتلة فيما بينها، وهو من يمولها جميعا، ويجهزها بأدوات القتل والدمار، ويدفعها إلى حرب الجميع ضد الجميع، والهدف إنهاك الناس فوق هذه الرقعة الجغرافية، وتعطيل قيام الدولة، سواء الدولة الموحدة أم الدولة المنفصلة!