ماذا تفعل حكومة الإنقاذ؟ وأين أخطأت حكومتنا ؟ وهل كان من الممكن أن تساهم هذه الحكومة بشكل أفضل في تحسين الأوضاع المعيشية السيئة، أم أن العدوان استطاع أن يحد من دورها عبر إجراءاته الإجرامية التي يأتي الحصار في مقدمتها ؟ وماذا عن المواطن الصامد المتعب الذي يبدو أنه غير راض عن أداء الحكومة (ضياع الثقة) ؟ هل هو مخطئ تماما كما تحاول الحكومة أن تقول ؟ أسئلة كثيرة تدور بين الناس دون أن تجد جوابا شافيا لتظل تدور وتدور.
في البداية لا بد أن نصارح أنفسنا بأن الموضوع عسير خاصة ونحن نواجه عصابات دولية يقودها اليهود ، وهم كما نعلم أخطر لوبي اقتصادي في العالم ، ولكن رغم هذا فإن جزءاً من المأساة يقع على عاتقنا نحن بداية من المعايير التي فرضناها على أنفسنا في تشكيل حكومة كان يعول عليها أن تواجه هذه الهجمة الشرسة ، فقد فرضنا على أنفسنا أن يكون رئيس الحكومة من خلفية “معينة” ، وفرضنا على أنفسنا أيضا “المحاصصة” ، ثم فرضنا على الحكومة أهدافا معينة ، ثم أتينا أخيرا برئيس ليقود هذا كله وهو مكبَّل بكل هذه القيود !! لقد تسببنا لأنفسنا بعبء أدى – كما نشاهد – إلى الوقوع في عثرات متتابعة دون أن نلتفت إلى أساس المشكلة .
أنا لست ضد أن يتولى رئاسة الحكومة شخص جنوبي أو مؤتمري، ولكن أنا ضد أن يكون هذا فرضاً علينا حتى وإن كان هذا على حساب الكفاءة والخبرة وإلى أجل غير مسمى !! كما أنني ضد “المحاصصة” كليا لأنها مبدأ لا يمكن أن يتفق بأي شكل من الأشكال مع المهمة المناطة بحكومة يفترض أنها استثنائية يجب عليها أن تتصرف بشكل استثنائي لتخفف من وطأة الحصار وتواجه العدوان بإجراءات استثنائية، أنا ضد القيود التي فرضت على الرئيس والحكومة والتي أظهرتنا كمن لا يملك خبرة ولا كفاءة لقيادة الدولة، ما العيب أن نتوقف لحظة لنصارح انفسنا ببعض الحقائق إذا كان من الممكن أن يؤدي ذلك لحل الكثير من المشاكل ؟! واعتبروا كلامي رأياً شخصياً وودياً ليس موجها ضد أحد ..
الأخ محمد الحوثي من الكفاءات التي تم تهميشها لأجل “عفاش”، ومن الغريب أن يستمر تهميشه رغم ما حققه خلال فترة توليه الحكم بشهادة الجميع ، ومن المؤسف أن توكل إليه مهمة كالتحكيم في مشاكل الثأر في حين أنه كان يمكن أن يلعب دورا أهم وأكبر ! وكلنا نتذكر الدور العظيم الذي لعبته اللجان الثورية في المحافظة على مؤسسات الدولة في اصعب الظروف، وللأسف تم تحييد هذه النجاحات إرضاء “للشركاء” في حينه ، وها نحن نرى بأم أعيننا ما نعانيه من انتشار للفساد في ظل غياب وفشل الأجهزة الرقابية التي حلَّت محل اللجان الثورية .
أنا لست ضد فلان أو علان ، ولكن أنا واحد من الأصوات التي تنادي بالتمسك بأسباب قوتنا التي تخلينا عنها لأسباب سخيفة أمام ما نشاهده من إخفاقات دون أن يجرؤ أحد على الحديث عنها ! وأنا أتحدث عن الأساليب لا عن أشخاص ، وكما ترون الحديث ذو شجون ، ولمن يريد فقط أن يسمع سنتحدث بصراحة عن بقية المواضيع ونتناقش بشكل هادئ لعل وعسى أن نخرج بحلول تؤدي إلى تحقيق ما نصبو إليه جميعا ، ولمن أراد أن يضع أصابعه في أذنيه نقول : لا ضغينة هنا ، فنحن نتناقش جميعا لأجل الجميع كأخوة ، والله من وراء القصد.