يصور البعض صرخة الأنصار بأنها معاداة للإنسانية وصرخة في وجه السلام وتعصب ديني، وهناك من يتجاوز ذلك ويصف الأمر بأنه تقوقع مذهبي وفئوي... وبغض النظر عن الاستغلال والتدليس القائم إلا أن الحقيقة التي لا لبس ولا جدال فيها هي أن كل اليمانيين، بل كل من يأبى الخنوع والخضوع (كل أحرار الأرض بشتى أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم) باتوا يؤيدون مبادئ الأنصار المرتكزة على رفض سياسة الهيمنة والاستكبار، كما أن تحالف الشر والظلام يعادي كل الأحرار بغض النظر عن معتقداتهم، فالمعيار هو الطاعة، وكل من يرفض ذلك تتوجه سهام الشيطان إليه.
وحتى يتمكن كل الأحرار من مواجهة الاستغلال الشيطاني كان لزاما عليهم أن يتوحدوا كما توحدت قوى الشر، وهذا ما تجلى في اليوم العالمي للتضامن مع اليمن. وقد رحب اليمانيون بهذه الخطوة وثمنوها ومدوا أيديهم إلى العالم كبداية ومقدمة للتوجه نحو بناء علاقات دولية، فلدينا في اليمن بفضل الله عز وجل كل ما يؤهلنا للتحول من ساحة حروب وأطماع إلى منطقة استثمارية بامتياز، نمتلك الثروة والموقع الاستراتيجي ومن حقنا استثمارهما، لاسيما وأننا بلد خام رغم كل النهب الاستنزافي والاستحواذ المستمر منذ العهد العفاشي البائد.
الصرخة شعار تعبيري عن رفض الظلم والمكر والخداع. ولطالما صرح قادة أنصار الله بأنهم مستعدون للارتباط بمصالح مشتركة وعلاقات ودية مع كل دول العالم، على ألا تكون علاقة تابع ومتبوع كما كان إبان النظام السابق، وإنما علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وهذا حق تكفله كل القوانين والأنظمة، ولا يحق لأحد أن يرفضه أو يقف عائقا أمامه.
ولدى الأنصار وشركائهم رؤية وطنية تحمل توجهات تصحيحية بنيوية وتنموية تؤسس لنهضة اقتصادية وتجارية واستثمارية.
كما أن لديهم تطلعات استراتيجية وسياسية، وليسوا متقوقعين كما يصورهم كل من خطط لعزلهم عن العالم، ولو كانوا متحجرين لما تم التوصل إلى أي اتفاق في أي جزئية، بعكس ما حدث في السويد ومؤخرا في جنيف وسيحدث في أي مكان وزمان بمجرد أن يتخلى العدو عن أطماعه الاستحواذية ويدرك أن الزمن تغير ولا يمكن للعجلة أن تعود إلى الوراء مهما استمر في عدوانه ومهما بلغت التضحيات.
وأعتقد أن هذا هو التوجه الجديد بعد أن جف الضرع الممول للإرهاب العالمي، وولى زمن العبودية، وبعد أن أثبت أبطال اليمن أن الباطل أوهن من بيت العنكبوت.
* نقلا عن : لا ميديا