إبراهيم الوشلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إبراهيم الوشلي
بدون بطانية
أزمة نفسية..!
ملطام تاريخي
بطل العالم..!
عجائب..!
الخارقة..!
ذكريات قديمة..!
ما بعد المحيط..!
عاشق المواعظ..!
ثقالة دم..!

بحث

  
قناع الحُماة..!
بقلم/ إبراهيم الوشلي
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 02 فبراير-شباط 2021 11:34 م


 

كان هناك لص خبيث لا يسلم من يده الطويلة أحد، يسرق المنازل والدكاكين والسيارات والأشخاص وجميع الكائنات الحية وغير الحية، لدرجة أن عينه لا ترى الناس ناساً والأشياء أشياء، بل ترى كل ما يصادفها غنيمة.
ورغم كل ذلك، كان أكثر عمل يقوم به هذا اللص هو إلقاء الخطب والمحاضرات الأخلاقية في تحريم السرقة ومدى فظاعتها وبشاعة مرتكبيها.. وبالتأكيد يفعل ذلك لكي يخلو له الجو، ويتخلص من منافسيه.
إذا وجد أحدهم يسرق بيتاً دسماً فلن يسمح له بالنجاة بفعلته، سيقف في وجهه ويمنعه بكل الوسائل، سيجمع عليه الشرطة والمشائخ والوجاهات حتى يتحول الموضوع إلى قضية رأي عام، وعندما يحقق مبتغاه ويتم سجن السارق سيركض على الفور لسرقة المنزل بدلاً منه.. يعني سارق يسرق سرقة سارق.
قبل أيام عقد مجلس الأمن اجتماعاً لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا، وقد وجدنا أن الاجتماع ضم الكثير من عينة السارق الذي تحدثنا عنه مندوب بريطانيا في مجلس الأمن قال إنهم يحثون ملتقى الحوار الليبي على التوصل إلى حكومة ترضي الجميع، ولا مكان للمقاتلين الأجانب في ليبيا وانتهاك سيادتها.
والمندوب الفرنسي بدوره عبر عن ضرورة دعم العملية السياسية في ليبيا، داعياً الأطراف الليبية لدعم ملتقى الحوار الداخلي.
ثم تأتي بعدهم قاضية القضاة وحامية العدالة المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز، لتؤكد حتمية إعادة المرتزقة الأجانب في ليبيا إلى بلدانهم.
هذه التصريحات الحازمة الصارمة تكشف لنا نفاق مجلس الأمن وميوله لمساندة السياسات الاستعمارية والاستبدادية، فهؤلاء لا يتخذون موقفاً إلا من منطلق الطمع والجشع.
إن هذا الغضب من التواجد التركي الروسي في ليبيا نابع من اعتقادهم بأنهم أحق بها من غيرهم نظراً للقرب الجغرافي، ولذلك يقومون بلعب دور المدافع عن المستضعفين والمقهورين، وبعد التغلب على تركيا وروسيا سيلتهمون ليبيا لقمة واحدة.. تماماً كما يفعل اللص الذي تحدثنا عنه.
الأمر الآخر أن بريطانيا وفرنسا آخر من يتحدث عن انتهاك السيادة والمقاتلين الأجانب، فقد قلنا مليون مرة إنه لا يجوز لتلك التي تقضي الليالي في الكباريهات ودور البغاء أن تلقي المواعظ عن الشرف والعفة.
بريطانيا التي تهوى احتلال الأوطان ونهب الثروات تتحدث عن حرمة السيادة!
بريطانيا التي وعدت الصهاينة بمساندتهم لاغتصاب فلسطين وتحويلها إلى وطن قومي لهم!
بريطانيا التي احتلت اليمن ومصر والعراق والصومال والسودان!
ثم فرنسا التي احتلت دول المغرب العربي على مدى أكثر من 100 عام وقتلت الملايين، تبدي حرصها على العرب!
أما ستيفاني وليامز فقد أثبتت أن الأمم المتحدة مجرد عصابة ساقطة متناقضة في ما بينها، كالحرباء تتلون كل يوم وكل دقيقة.
الأمم المتحدة ترى أن هناك مرتزقة أجانب في ليبيا ويجب إعادتهم إلى بلدانهم في أسرع وقت، بينما السودانيون والسعوديون والإماراتيون والكولومبيون والبلاك ووتر الذين يقاتلون في اليمن ليسوا أجانب، ووجودهم شرعي، حتى القواعد الصهيونية التي ينشئونها في سقطرى شرعية جداً جداً.
اليمن يمثل لقوى الاستكبار ملفاً خطيراً، ولكن تتقاطع فيه المصالح حسب تقلبات الوضع، فالكل يريد بسط يده على الأرض، ولاسيما "إسرائيل" التي تريد استمرار الحرب كضمانة لها بانشغال أنصار الله عنها، كونهم يشكلون رعباً وقلقاً حقيقياً للكيان على المستوى السياسي والعسكري وبالأخص العقائدي.. وهو الأهم بالنسبة لهم.
لذلك نجد أن بريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة وغيرها من الكيانات التي تعمل على خدمة الصهيونية دون هوادة، تتخذ مواقفها وفقاً لما يخدم سياساتها الاستعمارية، تتهم غيرها بانتهاك السيادة وهي أكبر من ينتهك السيادة.
كلكم لصوص، وكلكم استبداديون، اتركوا التمثيل واخلعوا قناع الحماة المدافعين عن الشعوب.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
يحيى صلاح الدين
“فاطمة الزهراء” نواة للمجتمع السليم
يحيى صلاح الدين
عبدالملك سام
عندما تصبح الخيانة عادة !
عبدالملك سام
عبدالفتاح علي البنوس
تصهين الانتقالي ويهودة "الشرعية"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
القاتل الذي نمضغ أغصانه ليمضغ أرواحنا!
عبدالعزيز البغدادي
عبدالفتاح علي البنوس
المرتزقة يختطفون النساء
عبدالفتاح علي البنوس
حمدي دوبلة
إدارة بايدن .. الأمل الكذوب
حمدي دوبلة
المزيد