بالصدفة تابعت لقاء الأستاذ محمد عبدالسلام في برنامج «بلا حدود» على قناة «الجزيرة»، عادة لا أتابع ولا أكتب عن شيء تقدمة قناة الجزيرة، وتعلمت مؤخرا من صديقي الصدوق ألا أتابع أو أكتب عما ليس لي به علم ولا معرفة بشكل عام، الاستثناء حصل اليوم أولا أن ضيف الجزيرة ليس محمد البخيتي كما هي العادة، ثانيا أن الضيف هو الأستاذ المفاوض محمد عبدالسلام، شدني حضور الأستاذ عبدالسلام في قناة الجزيرة، كممثل ومفاوض بوعي القيادة وقيم المسيرة ومشروع التحرر والاستقلال اليمني.
الحق يقال إن حضور الأستاذ كان حضوراً يمنياً صارخاً يملأ كل الكون، إجاباته شافية ووافية، ونقاشه واضح وصريح، وردوده حول مجمل القضايا التي طرحها المذيع ردود حق فيها من الشجاعة والحسم ما يلغي كل باطل تتلبسه المجاملات السياسية والدبلوماسية، حدد كل الأعداء كلا بصفته واسمه ورسمه، ثم رصد كافة جبهات تضليل الأعداء وعلى رأسهم قناة الجزيرة، ثم قصف جميع مواقع العدو بوعي سياسي وطني وعسكري وأمني وإعلامي بصدق محترف وأنيق ومهاب حديث وإجابات وردود وتوضيحات الأستاذ محمد عبدالسلام فيها من الدلالات والحقائق التي لا يمكن إنكارها، والتي تثبت لكل عقل سوي أو غير سوي أن هناك مشروع تحرر واستقلال يمني قد حشر قدمه في حلوق كل أعدائه وخصومه، مشروع تحرر واستقلال يمني فيه النصر والعزة والكرامة والشرف.
أتمنى على إعلاميي الأستاذ وبدلا من كتابات النسخ واللصق ومنشورات المدح والغزل -وهو يستحق ذلك- أو كتابات النكات والتشفي والشفقة بمذيع الجزيرة، وتطبيل ومطالبة عيسى الليث أن ينزل زاملاً خاصاً باسم الأستاذ، أن يقوموا أولا بواجب ومسؤوليات وظائفهم العامة والخاصة التي يستلموا عليها رواتب، ويكتبوا تحليلات عن مغازي السؤال ودهاء رد الأستاذ، عن ملامح سياسة التحرر والاستقلال في الإجابات التي طرحها الأستاذ، عن الوعي والقيم والمشروع في القضايا التي ناقشها الأستاذ، ولديهم كنز من الجوانب الوطنية والسياسية والعسكرية والإعلامية والإنسانية والدبلوماسية والاقتصادية... الخ.

* نقلا عن : لا ميديا