قبل أكثر من ثلاث سنوات، انتشر مقطع فيديو للممثل الأمريكي «مارك رافالو» يتحدث فيه عن الحرب على اليمن، حيث وصفها بحرب سرية غير شرعية تشنها السعودية بالشراكة مع الحكومة الأمريكية على الشعب اليمني، مؤكداً أنها تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وطالب حكومته بوقف دعم النظام السعودي في هذه الحرب، داعياً أبناء شعبه إلى التحرك لإيقاف استخدام أموالهم في قتل وتجويع اليمنيين الأبرياء من أجل تمكين الطموحات (الديكتاتورية) السعودية.
ما أجمل هذه المواقف المشرفة عندما يسطرها أشخاص من غير المسلمين أو غير العرب، ونحن كيمنيين سنظل ممتنين للأمريكي «رافالو» على كلمة الحق التي قالها بالصوت العالي.
لكن السؤال هنا: لماذا لم تنبح الكلاب حينذاك في وجه «رافالو»، كما نبحت الأسبوع الماضي في وجه «قرداحي»؟
لو أحصينا كل الأبواق الرخيصة التي هاجمت وأساءت لوزير الإعلام اللبناني «جورج قرداحي»، لن نجد أن أحدها قد تفوه بكلمة واحدة أمام «رافالو»، ببساطة لأن الأول عربي والثاني أمريكي...
طبعاً ليس القصد من هذا الحديث أن نطالب أولئك بمهاجمة «رافالو»، بل إننا نشكر وفاءه وشجاعته حتى في وجه حكومته، ومستعدون للدفاع عنه كما دافعنا عن «قرداحي».
ولكننا نبين ونوضح كم أن أبواق السعودية تتحول ذليلة جبانة أمام أمريكا، وكيف اختلفت ردة فعلها تجاه نفس الموقف ولكن من شخص آخر..!
أمام العربي «جورج قرداحي» لم يخجلوا أبداً، ووصلت وقاحتهم إلى أن يطالبوه بالاستقالة من منصبه كوزير إعلام لبلاده.
يا جماعة كثرة شرب الخمر والرقص في الشوارع تجعل الناس مجانين ويصدقون أنفسهم بسرعة، ومن مظاهر الجنون أن تحشر أنفك في قرارات سيادية لدول أخرى لا شأن لك بها.
«جورج قرداحي» وزير إعلام تم تعيينه بقرار متفق بين المكونات التي تشكل الحكومة في لبنان، ويحق له أن يصرح بقناعاته ومبادئه مهما كانت، ورغم ذلك فالجميع يعرف أن تلك المقابلة تم تسجيلها قبل تعيينه وزيراً بشهر، فمن تكون أيها الملك أو المسؤول السعودي حتى تتدخل في قرارات الدولة اللبنانية، وكأنها حديقة خلفية تابعة لك؟
بعيداً عن «الفرار الجماعي» الذي لا يتقن جنودكم غيره.. أنتم حلوا مشاكل التحرش الجنسي التي حصلت بالآلاف في موسم الرياض الفالت، ثم حاولوا أن تقنعوا العالم بأنكم رجال يحق لهم التكلم.
دعوكم من الممثل «رافالو»، كلنا نعلم يا بعران أن «ترامب» قال عنكم أمام العالم "بقرة حلوووب"، فخرست أفواهكم واقتنعتم بأن هذا رأيه الشخصي وأنتم لا تقمعون الآراء، لكن عندما يقول لبناني إن الحرب عبثية فهذا عيب وكرامة البقرة الحلوب غالية.
طبعاً، بعران السعودية وحكومة الفنادق يجسدون القول المأثور «مجنون على مصطرع»، فمع تلك الهجمات السفيهة على «لبنان» لم يجد الدنابيع شيئاً يفعلونه إرضاءً لابن سلمان، فصرحوا تصريحاً مثيراً للضحك.
حيث قالت حكومة الفنادق «إنها تمهل السفير اللبناني لدى اليمن 24 ساعة لمغادرة الأراضي السعودية»، ما لم فإنها ستشتكي به عند صاحب الفندق ليحرمه من خدمة الغرف.
ختاماً، هذه رسالتي كمواطن يمني يعيش تحت القصف والحصار الأمريكي السعودي: شكراً «رافالو»، شكراً «قرداحي»، شكراً لكل إنسان دافع عن مظلوميتي ولو بكلمة، وطالب بوقف قتلي ورفع الحصار عني.
* نقلا عن : لا ميديا