«عدنان ولينـا.. فوق السفينة.. معاهم عبسي...». احم احم! دعونا من بقية الأغنية التي كنا نرددها في صغرنا، فأنا اليوم سعيد بخبر القبض على سفينة (عيال ناقص) كانت تنقل شحنة معدات عسكرية ضخمة لقتل المزيد من أبناء شعبنا اليمني. والطريف في الموضوع أن مسؤولي النظام الإماراتي المتعجرفين مطالبون اليوم بالبحث عن الحمار الذي قبض عليه المرتزقة في منطقة «نهم» قبل أعوام بتهمة أنه ينقل إمدادات للمجاهدين! لقد أمسى وأصبح ذلك الحمار أغلى حمار في العالم!
«ردوا حمارنا نرد لكم سفينتكم»، هذا هو الشرط الذي أعلنه عضو «السياسي الأعلى» محمد علي الحوثي مقابل رد السفينة لدويلة الإمارات. ولعل أتعس الناس حظاً هو المرتزق الذي استلم عهدة الحمار؛ فالكل سيبحث عنه أملاً في عقد صفقة تبادل لإطلاق سراح سفينتهم المحملة بالعتاد العسكري!
قبل سنوات كنت قد علقت على إيغال العدوان في سفك دماء اليمنيين، وقد قلت يومها وأنا أشعر بالقهر مما يفعلونه بنا إن «دية الكلب عندنا برأس أمير منهم»، رداً على استهتارهم وتهاونهم بدماء اليمنيين وإحراقهم لكل شيء في بلدنا. اليوم ارتفع الثمن الذي يجب أن يدفعوه مقابل عدوانهم، وصار حمارنا بملايين الدولارات، وباستمرار العدوان علينا فنحن لا يمكن أن نجزم ما هو الثمن الذي سيدفعه المعتدون ثمناً لجرائمهم بحق شعبنا وبلدنا.
هذه الحرب ستكون مقدمة ليوم الحساب؛ فهي رافعة خافضة بما ستؤدي إليه من نتائج، فبالأمس كان رعاة الإبل يتطاولون على يمن الحضارة عندما رفعوا الأراذل من المرتزقة ليتحكموا في رقاب شعب اليمن العظيم. وعندما تخلصنا من هؤلاء المرتزقة بدأت نظرة العالم لليمنيين تتغير، وصار هناك فرق بين اليمني الأصيل وبين المرتزق. وغداً عندما نتخلص من الاحتلال وأذنابه سيكون الوضع أفضل بكثير، وسنرى دول العدوان تتسابق لتتبرأ من مسؤوليها الذين كان لهم يد في العدوان على اليمن.
هذا الزمن هو زمن كشف الحقائق كما قال الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، وقد تجلت فيه حقائق كثيرة عن أولئك الذين ادعوا الوطنية سابقاً لينكشف دورهم الخياني لاحقاً، وانكشف دور الأنظمة العميلة التي كانت تدعي وقوفها مع العروبة وفلسطين لتظهر حقيقتها عندما تسابقت نحو تقبيل الحذاء «الإسرائيلي» ومعاداتها للشعب الفلسطيني والمقاومة، وانكشف أيضاً دور المنظمات والدول التي كانت تدعي الإسلام ليفتضح دورها كأدوات بيد أمريكا و«إسرائيل»، وباتت أدوات حقيرة لنشر الدعارة والفسق والسقوط الأخلاقي. والقادم أعظم.
* نقلا عن : لا ميديا