مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
المجاهدون والحس الاجتماعي
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 13 يوماً
السبت 08 يناير-كانون الثاني 2022 07:01 م


قال الشهيد أبو صلاح القوبري (سلام الله عليه): «إن الشهيد الملصي، قبيل إعلانه القرار الحاسم الذي يقضي بالتحاقه بجبهات القتال وميادين الجهاد والاستشهاد، رأى مشاهد الغارات التي استهدفت أسرةً بكاملها، والتي اختلطت أشلاؤها بركام المنزل المستهدف الذي تحول إلى أثرٍ بعد عين، وما إن وقع بصره على تلك الأشلاء وهي تُنتَزعُ من تحت الركام حتى أخذ يجعل كل فردٍ من أفراد تلك الأسرة يحل محل فردٍ من أفراد أسرته هو، فالطاعنةُ بالسن أمهُ، وربة الأسرة أخته، والطفلة ابنته، والطفل كذلك ابنه، حتى إنه خلع عليهم أسماء ذويه واحداً واحداً».
كما أن هناك أكثر من مقطع لأبي حرب يبين لنا ما الذي يعنيه له المجتمع اليمني، إذ لم تغب عن ناظريه لحظةً واحدةً صورة الأب المكلوم على ذويه والمفجوع بفلذات كبده، صاحب مقولة: «بعيني يا سعودي»، إلى أن أهداه أول انتصار حققه المجاهدون من خلال رسالته التي تضمنت في فحواها قلع عين من عيون السعودية، والعهد على المضي لاقتلاع عينها الأخرى، بالإضافة إلى أنه كان يرى في المرأة اليمنية عرضه وشرفه أينما حلت، ومن أي منطقة كانت.
والآن ما الذي يمكن لنا استيحاؤه من كل تلك المواقف؟ لاسيما إذا ربطنا بينها وبين عقد البيع والشراء الذي تم بين الملصي وبين الله سبحانه وتعالى، إن هناك الكثير من الدروس والعبر التي حملتها تلك المواقف، لعل أبرزها:
أولاً: إن مجاهدينا كانوا يتمتعون بمعرفة الواقع بكل أبعاده وتفاصيله، سواءً ما كان متعلقاً بمجتمعهم، أو ما كان متعلقاً بطبيعة وخلفية قوى العدوان، الأمر الذي حول تلك المعرفة إلى أفكار وقناعات دفعتهم لاتخاذ موقف والتحرك للتعبير عنه واقعاً.
ثانياً: إن تلك المعرفة بالواقع لم تكن مجرد معلومات بالأوضاع والقضايا التي تتوزع على مختلف صنوف الحياة ومجالاتها فقط، بل كان هنالك الحس الواعي بكل مجريات الواقع بما فيه من قضايا وأحداث، ولذلك اكتسبت المعرفة قيمتها، إذ جعلها الإحساس الواعي تتحول إلى حركة انفعال في الواقع بهدف الفعل به، من خلال اندماج روحي بكل ملامح المستقبل وأوضاعه وتطلعاته، وهكذا كان للمعرفة التامة والحس الاجتماعي الواعي الأثر الكبير في بناء وتشكل شخصيات هؤلاء الأبطال، وخصوصاً أن هاتين القيمتين قامتا على أساس المعرفة بالله، وبموجب الإيمان به وإقرار العبودية المطلقة له وحده.
ثالثاً: إن الفارق بين المجاهدين في ساحات القتال وبين مؤسسات الدولة الأخرى، الذي قضى بنجاح وتقدم رجال البندقية، وتسبب فقدانه لدى معظم الوزارات والمؤسسات بإبقائها تراوح مكانها، هو الإحساس بالمجتمع والاندماج الشعوري والوجداني مع الناس، فهموم المجتمع ومعاناته وقضاياه ومشاكله وحاجاته عند مسؤولينا مجرد معلومات وأرقام، اكتفوا بحفظها وترديدها، واحتجبوا عن الواقع سوى من نظرةٍ يلقونها من بعيد، فلا تلامس إلا السطح من كل شيء.
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
"فجر الصحراء" والمرتزقة البلهاء
عبدالفتاح علي البنوس
سند الصيادي
ملامحُ الوجه اليمني الجديد
سند الصيادي
مجاهد الصريمي
جبهة الوعي وظاهرة التوحش
مجاهد الصريمي
خالد العراسي
ما بعد «روابي»!
خالد العراسي
عبدالملك سام
حمارنا بسفينة!
عبدالملك سام
مجاهد الصريمي
صنفان في الحق
مجاهد الصريمي
المزيد