من خيوان بدأ مشواره الجهادي مسجلا مواقف المقاتل الجسور الذي وهب نفسه للدفاع عن الحق، مسطرا بطولات لا يجترحها إلا أولو العزائم الواثقة من تمكين الله لعباده الصادقين. شكل مدرسة عسكرية ثرية يستلهم منها القادة والمقاتلون فنون الحرب وعقيدة قتالية حددت بوضوح عدوها الحقيقي وهدفها القتالي.
ولد هادي حسين عائض دهمش في آل سالم محافظة صعدة. تلقى تعليمه في مدارسها، ثم كرس جهده للعمل في الزراعة. أكسبه تفانيه ومبادرته في خدمة المجتمع مكانة في قلوب من عرفه وسمع به، فاحترمه الناس ووثقوا به.
شكلت حادثة الاعتداء على مسافرين بينهم نساء وأطفال في مديرية حوث 2013م، صدمة لذوي الفطرة السليمة، فانطلق معلنا البيعة لله ولرسوله ورافضا أعمال التقطع وقتل الأبرياء وفرض الحصار على صعدة. برزت شخصيته القيادية العسكرية حين تمادت أدوات أمريكا في الاعتداء على المعتصمين في صعدة ثم عمران.
عندما أخذ تحالف العدوان يدعم عناصره من التكفيريين في الجنوب تحركت لديه دواعي عزة وكرامة اليمني فكان في أوائل مجاميع المقاتلين من أبناء الشعب اليمني الواصلين الى محافظة شبوة لدحر فلول المنافقين قبل أن يستفحل شرهم.
انتقل بعدها الى محافظة إب للتصدي للمنافقين الذين تحركوا لمساندة قوى العدوان في المحافظة وتقدم لقيادة القوات المقتحمة لإحباط مخطط قطع الطريق الواصل بين تعز وذمار، وسحقها مبكرا في وقت قياسي.
شارك في جبهة الضالع وكان له دور في التصدي لمؤامرة الأعداء وكسر زحوفاتهم المتكررة.
تحرك الى محافظة تعز حين دفعت قوى العدوان مرتزقتها لنقض الاتفاق المبرم مع السلطة المحلية، وأذاق المنافقين هناك مرارة الهزيمة جزاء غدرهم وخداعهم.
انتقل ورفاقه إلى مأرب فكان قائدا للمشاة ومشرفا مباشرا للمحور فتقدم الصفوف الأولى، كقائد من نموذج رفيع يخطط للمعركة ويوزع المواقع ويرتب الصفوف بكفاءة عالية، وكبد الأعداء في صرواح خسائر كبيرة عددا وعتادا.
استشهد في 8 يونيو 2017م في مديرية صرواح/ مأرب.
* نقلا عن : لا ميديا