عقد تركي المالكي، ناطق تحالف العدوان، مؤتمراً صحفياً في مدينة عتق، وعلى بعد مسافة 300 كيلومتر من آخر مكان تواجد فيه قبل عام تقريباً، وهو شاطئ سد مأرب، وهذا دليل واضح على حجم الخسارة العسكرية التي تكبدتها قوات العدو ومرتزقتها والمساحات التي فقدوها على الأرض رغم فارق التسليح. من هنا نستطيع فهم الاندفاع الإماراتي إلى شبوة، والذي أراد منه تحالف العدوان مشاغلة قوات الجيش واللجان الشعبية بهدف إعاقة تقدمها نحو تحرير مدينة مأرب.
تحالف العدوان وعلى رأسه النظام السعودي في مأزق كبير وواضح، والخسائر الفادحة التي تكبدها ولا يزال، اضطرته إلى اللجوء للفبركة والتزييف بغية صناعة نصر ولو وهمي أو نفسي يسند به عملاءه على الأرض.
أما على المستوى الداخلي فإن ابن سلمان يحاول البقاء بصورة القائد القوي حتى يتسنى له استلام مقاليد الحكم من أبيه العاجز، لكن هزيمته في اليمن تشكل عائقاً كبيراً، لذلك يضطر للقصف بوحشية وتدمير البنى التحتية في اليمن، حتى تبقى صورته كقاتل مخيف حاضرة في ذهنية أبناء عمومته الذين يتحينون الفرصة للفتك به.
الوضع الاقتصادي في السعودية ليس في أفضل حالاته، فكل المشاريع المعلنة منذ ست سنوات لم تر النور، سوى مشاريع الترفيه التي تعد الأسهل فيها، أما المشاريع الأخرى «الاستراتيجية» فكلها متعثرة، بل إن هناك شركات أجنبية أوقفت خطط توسيع أعمالها بسبب حجم الضرائب التي فرضت عليها.
وأمام هذه الأزمة التي يغرق فيها تحالف العدوان، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات للخروج منها، وهي:
ـ السيناريو الذكي: هناك احتمالات كثيرة، ولكن أبرزها محاولة النظام السعودي اغتنام فرصة «الاتفاق النووي» لتتزامن معه إعادة العلاقات مع إيران، وخروجاً من المشهد اليمني، بزعم أن اليمن كان مرتبطاً بذلك الملف وأن القضية قد حُلت، بينما في الحقيقة هو اغتنام ابن سعود فرصة للقفز من الورطة التي انغمس فيها، فهو اليوم أقرب للنجاة والخروج من المشهد من الإمارات التي كانت هي الأقرب قبل تورطها في شبوة.
ـ السيناريو الغبي: الانسياق وراء الرغبات الصهيونية، وبالتالي اغتنام فرصة «الاتفاق النووي» والخروج الجزئي من اليمن مع إبقاء أذرع تعبث باستقرار اليمن ودعمها بالمال والسلاح تحت ذرائع الانفصال تارة، والمناطقية والعنصرية تارة أخرى، لكي تبقى الفوضى مستدامة في اليمن ويتأخر في البناء والتنمية، وهنا ستبقى «صنعاء» تنظر لأي تدخل، مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً، من السعودية في اليمن بأنه عدائي.
ـ السيناريو الأشد غباءً: أن يستمر ابن سعود في عدوانه، معتقداً أنه مازال بإمكانه إخضاع اليمن والسيطرة عليه. وهنا نقول له: من لم يتعلم من دروس التاريخ اليمني ستعلمه الجغرافيا اليمنية درساً لن ينساه.
* نقلا عن : لا ميديا